علاء الدين ظاهر
انزعاج كبير ممزوج بالقلق والغضب أصاب كل من رأي صور قصر البارون التي تم تداولها مؤخراً علي نطاق واسع وخاصة محبي الآثار والتراث،وهي الصور التي ظهرت فيها جدران القصر خاصة الخارجية مشبعة بالمياه في مشهد محزن،وذلك علي مبني أثري تم انفاق الملايين عليه لترميمه وافتتاحه قبل أكثر من عامين،ورعم ذلك لا تصمد جدرانه الخارجية أمام الأمطار أو المياه الجوفية.
ورغم حزننا وغضبنا مثل الباقين علي هذا المشهد خاصة مع تداوله بكثرة،الا أننا قررنا البحث وراء ذلك خاصةً أنها ليست المرة الأولى،حيث تكرر الأمر قبل عامين وتحديداً بتاريخ 28 يناير 2021،حينما ظهرت في هذا الوقت ولم يكن مر علي افتتاح القصر في مواضع كثيرة منه خاصة في المدخل من الخارج ناحية الحديقة رطوبة وأملاح ورشح مياه علي الجدران الحاملة للسلالم والمدخل.
----------------------
للمزيد 👇تقرير بتاريخ 25/01/2021
هذا ما وجدناه في البارون..جولة موثقة وتفاصيل كاملة عن الأضرار بالقصر..صور وفيديو
------------------
وقمنا حينها بزيارة للقصر وتأكدنا فيها من حقيقة الأمر في ذلك الوقت،حيث وجدنا مساحة كبيرة من تشبع ونشع المياه علي جدران حاملة للسلالم،ونشع المياه هذا تحول في مواضع كثيرة الي املاح بيضاء وظهرت بكثافة،ثم تقشرت هذه المواضع وبات مشهدها ليس جيدا أمام الزوار.
وبالعودة للصور الأخيرة المتداولة ومقارنتها مع رأيناه قبل عامين،فقد كانت وللحق أصعب وأكثر إثارة للغضب والغيرة من محبي الآثار والمهتمين بالشأن الأثري والتاريخي،حيث ظهر القصر معها وكأنه لم يشهد اي ترميم أو أنه قديم جداً،وذلك بسبب اتساع مساحة الجدران المشبعة بالمياه وقتامة لونها،مما أزعج الكثيرين خوفاً علي هذا المكان من الإنهيار لا قدر الله.
أحد المتخصصين في الآثار بوزارة السياحة والآثار،قال لنا"كيف لقصر تم إنفاق الملايين عليه"175 مليون جنيه" لترميمه وافتتاحه قبل عامين وأكثر،ثم لا يتمكن من مقاومة المياه سواء الجوفية أو الأمطار،حيث أنه في مشروع ترميمه كان لا بد من مراعاة ذلك،خاصة أنه ظل لسنوات طويلة مغلقا وتعرض لأضرار كثيرة.
ولأننا لا نسعي الا وراء إظهار حقيقة الأمر كما حدث من قبل وطبقاً لقاعدة حق الرد مكفول للجميع،فقد أرسلنا الصور لأحد المصادر المطلعة في وزارة السياحة والآثار،والذي وللحق لم ينكرها أو يدعي أنها غير حقيقية،وأكد لنا أنها بالفعل صحيحة للأسف،لكن هذا لا يعني أنهم صامتون بل علي العكس يقومون بكل الإجراءات التي من شأنها إنهاء هذه المشكلة التي يعاني منها القصر.
وطلبنا مزيدا من التوضيح من مصدرنا،وقال نصا"القصر شارب مية يا استاذ علاء"،حيث أنه وطوال 100 عام قبل الترميم كانت المزروعات ملاصقة للأسوار للأسف،وقد قمنا بالفعل في الوزارة بعمل فتحات صغيرة في الجدران لطرد الرطوبة منها،وذلك ضمن محاولات العلاج.
وتابع المصدر:هناك كثير من المواضع والأماكن استجابت بسرعة"والأماكن دي نشفت ولسه فيه أماكن بها مياه"حسب قول المصدر،ونحن لا نريد التدخل إلا بعد علاج المياه والتأكد من جفافها تماماً،خاصة أنه هناك متابعة دورية للأسوار وجدران القصر.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق