14‏/06‏/2023

كشف أثري بالصدفة في قرافة الشافعي..شاهد قبر عمره 1200 عام غير مسجل!!..تفاصيل وصور

علاء الدين ظاهر 

حققت مبادرة شواهد مصر نجاحاً جديدا في إنقاذ أحد كنوز الآثار والتراث المصري،وذلك بمساعدة د.مصطفى الصادق،حيث قام حسام عبد العظيم مؤسس مبادرة شواهد مصر بإكتشاف و إنقاذ شاهد قبر أثري "غير مسجل" بمحض الصدفة داخل منطقة الإزالات الواقعة بقرافة الإمام الشافعي.



وقد تم تسليم الشاهد إلي وزارة السياحة والآثار للحفاظ عليه،وذلك في إطار مبادرة "توثيق و إنقاذ الآثار غير المسجلة في حيز مشروع توسعة طريق صلاح سالم" تحت مظلة مبادرة "شواهد مصر" للحفاظ على تراث مصر. 





والشاهد الأثري من قطعة واحدة من الرخام به كسر في أدناه مكتوب بالخط الكوفي البسيط غير المنقوط منفذ بالحفر البارز في 10 أسطر،وتم التواصل مع الدكتور فرج الحسيني الأستاذ بتخصص النقوش والكتابات الأثرية كانت قراءته كالتالي: 


"١. بسم الله الرحمن الرحيم 

٢. هذا ما يشهد به 

٣. انشراق/ف(؟) ولد اسمعيل 

٤. بن موسى بن مرداس 

٥. يشهد الا اله الا الله 

٦. وحده لا شريك له و أن 

٧. [محمد]ا عبده و رسو

٨. [له صلى الله] عليه و سلم

٩. [..................] ذي الحجة

١٠. [..........................] ه" 


و من هذا الشاهد الغاية في الأهمية تبين أن صاحبه إسمه إنشراق (أو إنشراف؟) ولد إسماعيل بن موسى بن مرداس ، و لأن الخط كوفي غير منقوط فيصعُب على الباحثين التأكد إن كان الحرف قاف أو فاء، و أنه توفى في شهر ذي الحجة، و بدراسة الشاهد و خطّه الكوفي و عمل دراسة مقارنة بينه و بين شواهد أخرى لشكل الأحرف و نهاياتها من قِبَل الدكتور الحسيني قد قام بتأريخه بين عام ٢٢٠ إلى ٢٥٠ هجرية أي مؤرخ بالعصر العباسي و قبل بداية عصر الدولة الطولونية و بذلك يكون عمره يتراوح بين ١١٩٤ ل ١٢٢٤ عاما!! 





هذا غير أن إنشراق أو إنشراف هو إسم نادر و هو لِرَجُل و ذكر كلمة "وَلَد" بدلاً من "بن" في (إنشراق ولد اسمعيل بن موسى) تعني أن إنشراق ابن إسماعيل من جارية أو ما ملكت يمينه ، هذا غير أن ذكر إسم "مرداس" هو أول ذكر على الآثار التي ترجع لهذا العصر حتى الآن !.



وما يجعل هذا الشاهد كشف تاريخي هام أنه أول أثر يتم إكتشافه به إسم قبيلة "مرداس"،و هي بطن من بطون العرب،وبعد الرجوع للدكتور أحمد جمعة مؤلف كتاب "القبائل العربية في مصر، مدافنهم و خططهم و آثارهم بالقرافتين و سفح جبل المقطم" بالبحث و التدقيق لم نجد ذكر في التاريخ -و ليس الآثار- غير اسمان لسيدتان من نسل الصحابي الجليل العباس بن مرداس قد توفوا في مصر.



وبعد الرجوع للمتخصصين الدكتور فرج الحسيني و الدكتورة غادة عبد المنعم وأبو العلا خليل و الأستاذ عبد الكريم موسى لم نجد أي ذكر آخر تاريخياً لقبيلة "مرداس" في نفس الفترة الزمنية في مصر. 





و هذا ما يجعل هذا الشاهد من أهم ما تم إكتشافه و إنقاذه حتى الآن لأنه ذكر إسم لم نكتشفه من قبل على الآثار من نفس عصر الاكتشاف. و بهذا الكشف الأثري الهام قد أضفنا تاريخاً جديداً غير معلوم لمصرنا الحبيبة. 



كل ذلك يؤكد بما لا يدع مجالاً لأي شك أن قرافات القاهرة التاريخية مليئة بكنوز الآثار غير المسجلة،وأن ما يخطط الآن لعمل محاور أخرى داخلها يستلزم عمل "حفائر إنقاذ" من قِبَل وزارة السياحة و الآثار ، و ذلك لتوثيق كافة الآثار غير المسجلة الواقعة داخل حيز المشروع و لإنقاذ ما يمكن إنقاذه من تراث و آثار لا يمكن تعويض خسارتها بأي حال من الأحوال. 



بعد إكتشاف الشاهد الأثري و إنقاذه قام حسام عبد العظيم مؤسس المبادرة بتنظيف الشاهد من الأتربة و بقايا الأسمنت الملتصق به تطوعياً و ذلك لسهولة قراءته.





ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق