04‏/12‏/2024

صنعوها من اللوتس وزنابق الماء ولبان من بلاد بونت.. آثار مصر في معرض عطور مصر القديمة عبر العصور..تغطية خاصة بالصور والفيديو

علاء الدين ظاهر 

قامت أثار مصر اليوم الأربعاء بجولة في معرض الآثار المؤقت في المتحف المصري بالتحرير بعنوان"عطور مصر القديمة عبر العصور"،والذي يستمر حتي 28 فبراير المقبل،وتشترك فيه 3 متاحف هي المصري والإسلامي والقبطي،حيث يرصد المعرض تطور وتاريخ العطور التي عرفتها مصر في عصورها التاريخية المختلفة.


شاهد الفيديو 👇👇👇

المصريون القدماء ملوك العطور..كيف صنعوها قبل آلاف السنين؟ 👀


خامات متنوعة 

ومن خلال جولتنا فق المعرض عرفنا أنه طبقا للمصادر الأثرية حصل المصريون القدماء على العطور والدهون العطرية من خامات متنوعة،سواء النباتات أو البخور ومن مناطق عديدة سواء داخل مصر أو خارجها،مثل بلاد الشام والنوبة وبلاد بونت التي اختلف العلماء على تحديد موقعها الجغرافي،وكان اللبان "سنثر"، والمر "عنتيو"، هما المنتجان الأساسيان في البعثات التجارية بين مصر وجيرانها.




بلاد بونت 

وقد تم استيراد هذين المنتجين من عدة أماكن،من بينها بلاد بونت التي اعتاد ملوك مصر القديمة منذ أقدم العصور أن يرسلوا إليها البعثات وأشهرها هي بعثة الملكة حتشبسوت ومن خلال وصف النصوص المصرية القديمة لموقع بلاد بونت وكذلك نوع المنتجات يرجح علماء الآثار أن يكون هذا الموقع في جنوب الجزيرة العربية، وتحديدًا في إقليم تهامة، الذي يقع في المنطقة الغربية من اليمن، وهي منطقة غنية بإنتاج المر من سفوح جبالها،ويظهر مصطلح "عنتيو" بشكل متكرر في نصوص بعثة حتشبسوت إلى بونت، مما يشير إلى أنه يقصد به المر.



ظفار وجبيل 

أما مصطلح "سنثر"، الذي يُترجم باللبان، فهو مذكور بشكل أقل تواترا في هذه النصوص من "عنتيو" أو المر، إذ كان يستورد من منطقة أبعد من اليمن، وتحديدًا من إقليم ظفار في عمان، أما مدينة جبيل (في لبنان حاليا)، فتقع في نهاية طرق القوافل القادمة من جنوب الجزيرة العربية، وهي مصدر محتمل للمادة الراتنجية التي يطلق عليها باللغة المصرية القديمة "عنت - نت - قبن" أي المر المستورد من جبيل، وهو ما ورد في النصوص منذ عصر الدولة القديمة،وقد عكست لنا حديقة النباتات في معبد آمون في الكرنك من عصر الملك تحتمس الثالث مدى تنوع النباتات العطرية المعروفة في ذلك الوقت والمستخدمة آنذاك.





المواد الخام

كانت الحدائق ملحقة بالمعابد في مصر القديمة وقصور بعض علية القوم وكانت مزودة بأحواض للمياه، حيث كان يزرع بها أشجار الجميز وأشجار الفاكهة جنبا إلى جنب ومنها النخيل والدوم والتين والرمان والخروب والمورينجا بالإضافة إلى الكرم،وكانت أزهار اللوتس والبردي والخشخاش وزهرة الذرة واللفاح تُستخدم في تنسيق باقات الزهور والأكاليل،وتؤكد أسماء الباقات المقدمة للآلهة والأموات على أهميتها، حيث سميت "عنخ" باللغة المصرية القديمة بمعنى الحياة.



الزيوت العطرية 

وإستخرجت المواد الخام المستخدمة في إنتاج البلاسم والزيوت العطرية من أزهار اللوتس وزنابق الماء بالإضافة إلى النباتات الأخرى والزيوت والدهون، وكانت تثبت هذه المواد العطرية المستخلصة من النباتات أو الراتنجات باستخدام مادة دهنية،وكانت بعض الزيوت تستخدم خصيصًا في صنع العطور، مثل زيوت المورينجا والبلانوس، بسبب خصائصها التي تجعلها مثالية لهذا الغرض،أما زيت الزيتون فلم يظهر في مصر إلا في عصر الدولة الحديثة، وكان استخدامه محدودا،وعلى عكس ما كان يعتقد سابقًا بأن زيت الكتان نادرا ما استخدم في مستحضرات التجميل المصرية،إلا أن الدراسات الحديثة تشير إلى أنه كان مكونا رئيسا في صناعة الدهون العطرية المستخدمة في التحنيط بسبب خصائصه المجففة.





جذور أوركانيت

كما استخدمت الدهون نباتية أو حيوانية،الحيوانية سواء كانت من الحيوانات المستأنسة أو البرية، وكذلك دهن البط والأوز كمادة دهنية حيوانية. فعلى سبيل المثال، كان يتم إعداد مرهم "مدجت" باستخدام دهون سيقان الثور الأمامية، حيث تحفظ هذه الدهون لمدة سنة، ثم تطهى ثلاث مرات وتشبع بالعطور، وتصبغ باللون الأحمر باستخدام جذور أوركانيت لتمثيل دم المعبود ست،ولأن عملية التقطير لم تكن معروفة لدى المصريين القدماء، فقد كانت هذه الزيوت تُحضّر باستخدام طريقتين التزهر التي تتضمن نقع الزهور في زيت نباتي لتحميله برائحة النباتات والنقع، الذي يتضمن تسخين المنتج العطري داخل مادة دهنية، سواء ان كانت نباتية أو حيوانية.



إستخدامات دنيوية 

كان للعطور عدة إستخدامات في مصر القديمة منها إستخدامات دينية وجنائزية،وكذلك الاستخدامات الدنيوية التي كانت تتضمن بعض الوصفات الطبية النباتات العطرية أو أجزاء منها، وجميع هذه الوصفات مأخوذة من البرديات الطبية،على سبيل المثال بردية إيبرس ٤٥٣ توصي لمنع الشعر من الشيب: (من بين مكونات أخرى استخدم دهن "إبر". يتم غليه وعصره ووضعه على رأس المريض. دهن "إبر" أو اللابدانوم هو الراتنج المستخرج من نبات القستوس او القريضة الذي عُرف بخصائصه المنشطة مما قد يبرر استخدامه لاستعادة اللون الأسود المرغوب للشعر.





وصفة بردية

بالإضافة إلى العناية بالمرضى تظهر بعض الوصفات المتعلقة بالنظافة مثل هذه الوصفة بردية إيبرس (۷۱۱): "للتخلص من رائحة العرق في جسم الرجل أو المرأة يتم غلي راتنج اللبان "سنثر"، ويخلط ليصبح كتلة متجانسة ثم يشكل على هيئة حبة صغيرة ثم يوضع في مكان التقاء أجزاء الجسم مثل الإبطين)".



الترجمة السريانية 

وقد قام الكتاب الكلاسيكيون باستخدام ونقل المعرفة الطبية المصرية القديمة بما في ذلك ما يتعلق بالنباتات العطرية، واستمر الأمر بعد ذلك في العصور التالية،وأشهر الأمثلة على ذلك أنه تمت ترجمة عمل ديوسقوريدس المسمى " في المواد الطبية" إلى العربية بواسطة حنين بن إسحاق (توفي عام ۸۷۳ (م) وكان طبيبًا في بلاط الخليفة المعتصم في بغداد، وهذه النسخة العربية تمت ترجمتها من الترجمة السريانية الإسطفان بن باسيل تظهر الترجمة العربية بطريقتين: أحدهما يتبع النموذج اليوناني بتقسيمه إلى خمسة كتب، بينما الآخر يضم المواد الخام بترتيبها الأبجدى وكأنها ترتيب معجمي.



علم النباتات 

وفي القرنين الثالث عشر والرابع عشر الميلاديين حافظ العلماء الأقباط على تراثهم الثقافي ومعرفتهم باللغتين القبطية والعربية وقاموا بإنتاج أعمال لغوية تُعرف باسم "السلالم"، وهو مصطلح مشتق من الكلمة اللاتينية scalae. وربما ترجع هذه التسمية الى الأعمدة التي تحتوي على كلمات قبطية تكتب من اليسار إلى اليمين وترجمتها إلى العربية (تكتب من اليمين إلى اليسار مما يشبه شكل السلم"،وتضمنت هذه السلالم بيانات عن موضوعات منها الطب وعلم النبات بما في ذلك النباتات والتوابل المستخدمة في العطور.








ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق