علاء الدين ظاهر
حصلت بوابة آثار مصر علي مستندات تكشف عن واقعة حدثت في منطقة آثار الجمالية قد يراها البعض عادية لكنهم مخطئون في ذلك،حيث تعرض دفتر الأحوال الخاص بالمنطقة للسرقة،حتي وإن تم توصيف ما حدث في مذكرة رسمية بأنه فقد أو ضاع خاصة أن الواقعة مريبة،ففي كل الأحوال الأمر مزعج وخطير ويحتاج لتحقيق من قطاع الآثار الإسلامية والقبطية ومن الجهات القضائية المختصة.
الواقعة كما جاءت في مذكرة تم توجيهها من مسئولي أمن آثار الجمالية إلي مدير عام مناطق آثار الجمالية بتاريخ 20 ديسمبر الماضي،وجاء فيها أنه في ذلك اليوم في تمام الساعة 8 صباحاً تم إستلام الوردية الصباحية وإستلام دفتر أحوال المنطقة ودفتر الحضور والانصراف الخاصة بالمنطقة،حيث تم توقيع أفراد الأمن والحراسة بدفتر الأحوال والحضور والإنصراف،وتم إغلاق الدفاتر بعد الثامنة والنصف صباحاً،وتم الشطب علي اثنين من العاملين حضرا في تمام التاسعة صباحاً.
وبعد إغلاق الدفاتر في المواعيد المقررة قانوناً تم تسليمها إلي مراقب الأمن الخاص بمسجد السلطان برقوق،وعند طلب الدفاتر منه في تمام الساعة 11.30 صباحاً قال:"انا حفظتها خلف الباب وغير موجودين في المكان الذي حفظتها فيه"،وذكر في أقواله أن أحد مراقبي الأمن لأحد الأماكن الأثرية"نحتفظ بإسمه"هو من قام بالدخول إلى المكان وأخذ الدفاتر،وبسؤال مراقب الأمن هذا عن ترك مكانه والدخول داخل مسجد السلطان برقوق قال اسباب غير مقنعة.
وطبقاً لما جاء في المذكرة،فإنه وحسب أقوال مراقب أمن المسجد فإن بعد خروج مراقب أمن المكان الآخر كان بين طيات ملابسه"السويت شرت"الدفاتر مخبأة،وبسؤاله أنكر أنه أخذ الدفاتر في تمام الساعة 11.30 صباحاً،ولذلك يتم تحميل كل من مراقب أمن المسجد ومراقب أمن المكان الآخر مسئولية فقدان الدفاتر الخاصة بالأمن والحراسة،وتم عمل مذكرة في ساعته وتاريخ اليوم الجمعة ٢٠٢٤/١٢/٢٠،وعليه تم فتح دفتر أحوال جديد بالمنطقة وتسليمه إلي الوردية المسائية.
ولأن الواقعة ليست بسيطة،فقد أرسل مسئول أمن شمال القاهرة خطابا معتمداً من مدير عام مناطق آثار شمال القاهرة إلي رئيس الإدارة المركزية لآثار القاهرة والجيزة،ومرفق به المذكرة التي أشرنا إليها سابقاً متضمنة تفاصيل ما حدث،وطلب منه إتخاذ اللازم قانوناً بشأن فقد دفتر الأحوال الخاص بمنطقة الجمالية،وطلب منه عرض الأمر علي رئيس القطاع للإحالة للشئون القانونية للتحقيق.
وربما يسأل أحد ما هي فائدة دفتر أحوال المنطقة الأثرية ليكون ضياعه مثير للقلق بهذه الدرجة؟!..هذا السؤال وجهناه إلي أحد مصادرنا المطلعة في الآثار،وكشف لنا أن دفتر الأحوال يتم فيه تسجيل حركة دخول وخروج الاشخاص الي المكان الأثري والمنطقة وأية حوادث أو وقائع تحدث في المكان الأثري،حيث يعد الدفتر المفقود من الجمالية بمثابة القلب والعقل،واذا ما أرادوا معرفة تفصيلة ما يرجعون لهذا الدفتر،وبمجرد معرفة بعض قيادات القطاع بفقده ثارت ثائرتهم،وذلك لما يتضمنه من معلومات مهمة،وأكدوا أن الأمر لن يمر مرور الكرام ولا بد من معرفة الفاعل واتخاذ الإجراءات القانونية اللازمة.
وخلال بحثنا في واقعة ضياع دفتر أحوال منطقة آثار الجمالية،توصلنا إلي معلومات مهمة عن واقعة مشابهة حدثت في التكية المولوية منذ فترة ولازالت قيد التحقيق والإجراءات القانونية حتي الآن خاصة أن بعض أسماء العاملين تكررت في الواقعتين،حيث تعرض دفتر الأحوال هناك في التكية للضياع،رغم ما يتضمنه من معلومات مهمة،بعضها متعلق بسرقة شباك سبيل إبراهيم المانسترلي بشارع مارسينا من جهة شارع بورسعيد،وذلك الخميس 2020/3/26م،وهي الواقعة التي سننشرها بمزيد من التفاصيل في الحلقة المقبلة.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق