23‏/11‏/2014

صلاح عادل يكتب لنا..وصف جامع الأمير آق سنقر السلاري




صلاح عادل 
الباحث في الأثار 
https://www.facebook.com/salah.elnazer

بناه الأمير آق سنقر السلاري الناصر أحد أمراء السلطان الناصر محمد بن قلاوون سنة 747 -748 هـ ( 1347 - 1348م) وأنشأ بجواره كُتاباً لتعليم الأطفال وسبيل 1. والأمير آق سنقر السلاري الناصري كان في الأصل من مماليك السلطان قلاوون، ثم انتقلت ملكيته إلى الأمير سيف الدين سلار عندما كان نائباً للسلطان كتبغا المنصوري 1294 - 1296م وانتقلت ملكيته بعد ذلك إلى السلطان الناصر محمد فنسب إليه. ترقى في البلاط السلطاني وعينه السلطان الناصر محمد أمير مائة ومقدم ألف ثم أمير شكار .. وقرّبه السلطان وزوجه إحدى بناته ثم ولاه نيابة صفد. وتولى نيابة غزة. وفي أيام السلطان الناصر أحمد بن الناصر تقلد وظيفة نائب السلطان بمصر 1342م. ولما تولى السلطنة الصالح إسماعيل بن الناصر محمد 1342 - 1345م عينه أمير اخور ثم ولاه نيابة طرابلس. وما لبث أن غضب عليه السلطان حاجي بن الناصر سنة 1347م وقبض عليه وحبسه ومات في نفس السنة ودفن في جامعة. وذكر المقريزي 2 في الخطط أن آق سنقر بنى جامعة في موقع قريب من القلعة فيما بين باب الوزير والتبانة وجعل أسقفه عقوداً من حجارة، وكان يباشر البناء بنفسه، وانشأ بجانبه كُتّابا لتحفيظ القرآن الكريم، وأوقف عليه ضيعه في حلب للصرف عليه وتعميره.
تصميم الجامع عمل على مثال المساجد الجامعة يتكون أربعة ايوانات في وسطها صحن مكشوف أكبرها إيوان القبلة ويتكون من رواقين، أما الأيوانات الثلاثة الأخرى فيتكون كل منها في رواق واحد. عقود الإيوان الشرقي وهو إيوان القبلة كانت كلها محمولة على أكتاف مثمنة من الحجر.. وما زال الرواق أمام المحراب محتفظ بأصلة أما الرواق الثاني المطل على الصحن فقد استبدلت عقوده. بسقف من الخشب وأبدلت بدعائمة أعمدة من الرخام واكتاف مربعة من الحجر . فقد احتفظ الإيوان الغربي بكثير من تفاصيله الأصلية. للجامع ثلاثة مداخل في واجهاته الغربية والشمالية والجنوبية ويوجد الباب الرئيسي للجامع في الواجهة الغربية. وفي الطرف الجنوبي للواجهة الرئيسية الغربية مئذنة مكونة من ثلاث دورات. 
محراب الجامع كبير مكسو بإشرطة دقيقة من الرخام والصدف ويعلو المحراب قبة كبيرة وإلى جانب المحراب منبر من الرخام الملون. 
وإلى جانب الباب الجنوبي مقبرة آق سنقر التي دُفن بها سنة 1347. وإلى يسار الباب الرئيسي للجامع مقبرة يعلوها قبة بنيت قبل انشاء الجامع دفن فيها السلطان علاء الدين كُجك عند وفاته سنة 1345م. وعلى يمين الداخل بمؤخرة الإيوان الجنوبي مقبرة بناها إبراهيم أغا مستحفظان لنفسه أثناء قيامه بتجديد الجامع تجديداً شاملاً في سنتي 1651- 1652. وإبراهيم أغا مستحفظان أحد أمراء الأتراك في القاهرة في القرن 17 أثناء العصر العثماني.. وكان معيناً من الديوان ناظراً على الجامع يشرف على الصرف عليه وإقامة شعائره من ريع إوقافه. وقام هذا الأمير بعمل تجديد وإصلاح شامل للجامع سنة 1651 عقب زالزال قوي تعرضت له القاهرة 3. أحدث تجديد إبراهيم أغا تغييراً في عمارة المسجد خاصة في الأروقة، وكسى الجدار الشرقي حتى السقف بالقاشاني الازرق الذي عمل خصيصاً لهذا الجامع ولذلك عرف عند عامة الناس والزوار الإجانب باسم الجامع الازرق. 
في سنة 1889 وفي عهد الخديوي محمد توفيق تم ترميم وإصلاح مئذنة الجامع وعُمل في أعلاها خوذة مغلفة بالرصاص، ثم توالت أعمال التجديد التي قامت بها لجنة حفظ الآثار العربية فأزالت المباني التي كانت تحجب الواجهات وأصلحت العقود والمنبر وأعادت تثبيت كسوة القاشاني الأزرق على جدار القبلة. ا

الجامع كائن حالياً بشارع باب الوزير في اتجاه شارع سكة المحجر بقسم الدرب الأحمر، ويتبع منطقة آثار جنوب القاهرة 4 5.
_________________________
 معلومات اضافية 
1 : آق: لفظة تعنى في لغة إتراك وسط آسيا "أبيض" وإذا أضيفت إلى الاسم العام وحولته إلى اسم علو فإنها تؤدى معنى : كبير - عظيم - قوي - جليل. أما سنقر فهو أسم طائر وهو الصقر الذي كان يستخدمه الملوك والامراء في الصيد ويعيش في مناطق القوقاز وتركستان… وآق سنقر تعني الصقر الكبير. مصادر :تاريخية عباس أقبال: تاريخ المغول منذ حملة جنكيز خان حتى قيام الدولة التيمورية/ ترجمة عبد الوهاب علوب. - أبو ظبي: المجمع الثقافي، 2000. ( ص 9 -18)
2 : ج2 ص 309
3 : المقريزي : الخطط ج 2 ص 309 - 310. علي مبارك: الخطط ج2 ص 284. سعاد ماهر: مساجد مصر ج 3 ص235 -241.
4 : مسجل أثر برقم 123. (الخريطة 1 - الموقع م 7 ح )
5 : فاروق عسكر، دليل مدينة القاهرة، الجزء الثاني، مشروع بحثي مقدم إلى موقع الشبكة الذهبية، أبوظبي: سبتمبر أيلول 2002، ص.





هناك تعليق واحد: