22‏/12‏/2014

بالفيديو والصور..من جورجيا إلي مصر..المخطوطات ترصد تاريخ الأن


علاء الدين ظاهر


إفتتحت سفارة جورجيا بالقاهرة معرض بعنوان"الابجدية الجورجية والمخطوطات الجورجية والعربية"والذي يستضيفه قصر إبداع الأمير طاز لمدة أسبوع,وكان الإفتتاح بحضور سفير جورجيا بالقاهرة ارتشيل دزولياشفيلي والدكتور جمال مصطفي مدير عام أثار السلطان حسن والرفاعي ومدير قصر إبداع الأمير طاز وبوبا كودافا رئيس المركز القومي للمخطوطات بجورجيا


وقال سفير جورجيا أن هذا المعرض يؤكد على وجود علاقات تاريخية قديمة بين البلدين مستمرة حتى الان,والمركز القومي للمخطوطات بجورجيا هو أكبر مجمع للمخطوطات القديمة في جورجيا,فيما قال الدكتور جمال مصطفي مدير عام آثار السلطان حسن والرفاعي ومدير مركز إبداع قصر الأمير طاز أن معرض"الابجدية الجورجية والمخطوطات الجورجية والعربية"هو الأول من نوعه في إطار التعاون الثقافي مع جورجيا,لكنه لن يكون الأخير,وهي بداية لتعارف الحضارة المصرية والحضارة الجورجية لتكون اللغة العربية هي نقطة الالتقاء,مشيرا إلي أنه تم إنتقاء صور لمخطوطات توضح حضارة جورجيا باللغة العربية وبعض المخطوطات باللغة الجورجية كنوع من التفاعل بين الحضارات,والمعرض تم بدعم من صندوق التنمية الثقافية لتكون بداية سواء للمعارض التي تخص التراث العربي في جورجيا,وتراث جورجيا والتفاعل بين الحضارتين,وسيتم تفعيل عمل معارض أخرى مستقبلا,كما يتم حاليا التفكير في إعادة طبع بعض الكتب الجورجية التي لها تأثير في التاريخ العربي والمصري.

ومن بين المجموعات التي يحتفظ بها المركز القومي للمخطوطات في جورجيا 10 آلاف مخطوطة جورجية  و 5  آلاف مخطوطة أجنبية، و 40  ألف وثيقة تاريخية جورجية,وتبلغ مجموعة المخطوطات العربية، التي يحتفظ بها المركز القومي 1500 مخطوطة تقريبًا. وتندرج تحتها ثلاث مجموعات هي المجموعة القاجارية (K) والمجموعة المحلية (L) ومجموعة الشرق الأوسط (Ac),ويرمز حرف (L) إلى المجموعة المحلية، التي تضم على وجه الخصوص المخطوطات الآتية من جورجيا وأذربيحان وتركيا. وقد جُمعت هذه المخطوطات في مراكز ثقافية عدة، بفضل جهود بذلها أفراد عاديون، عبر سنوات طويلة. وشقَّت هذه المخطوطات طريقها إلى المركز  القومي للمخطوطات في نهاية المطاف.

وتتخذ نشأة المخطوطات العربية بعدًا مثيرًا للتأمل: فالأماكن التي ذُكرت كمواقع تم فيها نسخ المخطوطات، واعتُمدت من خلال نسبة الخطاطين هي: تبليسي، وبورشالو، ونوخا، وأرزرومي، وأردبيلي، وأرتفيني، وبيتليسي، وبيابورتي, وخارسي, وأوتليسي، وطرابزون، والقسطنطينية، إلخ. كما تعود مجموعة صغيرة من المخطوطات لأصول إيرانية,وتعود معظم المخطوطات إلى الحقبة التاريخية الممتدة بين القرنين الرابع عشر  والخامس عشر. ومع ذلك، توجد مخطوطات أقدم من ذلك: حيث تضم المقتنيات تفاسير للقرآن الكريم تعود إلى عام 1295 ميلادية، وأجزاء من القرآن تعود إلى القرن العاشر

ومن الناحية البصرية، يبدو السواد الأعظم من المخطوطات كأعمال فنية حية تتزين بزخارف جميلة؛ أما إذا نظرنا إلى المتون، فسنجد أن أغلبية المحتوى ينصب على المجالات التي تناولتها المدارس العلمية التقليدية. تتناول أغلبية المخطوطات أمور النحو، والشريعة، والقرآن الكريم وتفاسيره، والدوجماطيقا، والمنطق، والبلاغة، وغير ذلك من فروع المعرفة. وفي المقابل، تتكرس طائفة قليلة من المخطوطات للأدب,وقد عكف العلماء الجورجيون، منذ منتصف القرن العشرين، على دراسة المخطوطات العربية المحفوظة ضمن مقتنيات المركز القومي للمخطوطات، دراسة متعمقة.

وتعتبر الكتابة الجورجية واحدة من أبرز أنظمة الكتابة الأصلية في عالم اليوم. ولا يُعرف على وجه التحديد تاريخ نشأة الأبجدية الجورجية، ولا يوجد اتفاق تام بين دارسي اللغة من الجورجيين والأجانب حول تاريخ نشأتها، الذي يعيِّن توقيت ظهور الكتابة والمؤثرات الرئيسية التي أسهمت في هذه العملية.
 ومرت الكتابة الجورجية بثلاث مراحل من التطور. و يبدو الأمر، من الوهلة الأولى، كما لو أن هناك اختلافات شاسعة بين هذه المراحل، وينطبع في نفس القارئ أن هذه النصوص تعبر عن كتابات مختلفة. لكن ملاحظة النماذج في المراحل الانتقالية، وتغير شكل كل حرف يبين أن خط "أسومتافرولي" (الأحرف الكبيرة أو الاستهلالية) نشأ أولاً وتبعه بعد ذلك الخط الثاني "نسخوري" (الأحرف الصغيرة)، الذي مهَّد لنشوء الخط الثالث "مخدرولي" (الشكل الحديث من الأبجدية). وعلى الرغم من الأصول المشتركة لهذه الخطوط، إلا أن ثمة اختلافات كبيرة تباعد فيما بينها؛ حتى أن الدارس المتمكِّن من الجورجية الحديثة يحتاج إلى دراسة النمطين السابقين من اللغة دراسة خاصة.

واكتشفت أقدم النقوش المكتوبة بخط "أسومتافرولي" في عام 1959 على يد الآثاري الإيطالي "فيرجيلو كوربو" أثناء التنقيب في دير جورجي في "بير القط" بالقرب من مدينة بيت لحم الفلسطينية. ويعود تاريخ هذه النقوش الفسيفسائية إلى عام 430 ميلادية. أما في داخل جورجيا، فقد اكتشفت أقدم النقوش المكتوبة بخط "أسومتافرولي" على جدران كاتدرائية "بولنيزي سيوني" (494 ميلادية). ويعني مصطلح "أسومتافرولي" الأحرف الكبيرة، وهو مشتق من الكلمتين الجورجيتين المرادفتين لكلمتي "حرف" و"أساسي".

 وقد تنامت الحاجة إلى التدوين تدريجيًا بالتزامن مع بزوغ الدولة الجورجية وتشكُّل ملامح الثقافة الجورجية وانتشار التعليم وتنامي قوة الكنيسة الجورجية. وجرت ترجمة النصوص الأدبية من اللغات المختلفة، وكُتبت الأبحاث الأصلية، وانتشرت مخطوطات الكتب، وأنشئت صوامع التدوين والنسخ في الأديرة، وأقيمت المكتبات، وبرزت إلى الوجود مدارس تعليم الخطوط. واقتضى هذا الواقع الجديد نشوء خط سريع وبسيط ومقتصد، وهو ما جعل الكتابة اليدوية أسرع، وتغيرت الكتابة تدريجيًا وتشكَّل خط "نسخوري" مرتكزًا على دعائم خط "أسومتافرولي". وقد اشتق اسم هذا الخط الجديد من الكلمة العربية "نسخ"، وهي تعني الكتابة بأحرف متصلة.

 أما الشكل الثالث "مخدرولي" (بمعني "عامي" أو "دنيوي"، أو حرفيًا "عسكري")، وهو أحدث الخطوط الجورجية، على أساس خط "نسخوري"، ويُستخدم هذا الخط الحديث في الأغراض الدنيوية (أي غير الإكليركية أو الدينية). وظهر خط "مخدرولي" لأول مرة في القرن العاشر، وقد اكتشفت أقدم النقوش المكتوبة بخط "مخدرولي" في كنيسة "أتيني سيوني"، وتعود إلى عام 982 ميلادية. وشاع استخدام الكتابة بخط "مخدرولي" بالأساس في المراسيم الملكية، والوثائق التاريخية، والمخطوطات غير الدينية، والنقوش. واستُخدم هذا الخط بشكل اعتيادي في الأغراض غير الدينية فحسب؛ ومثَّل هذا النوع الكتابة "المدنية" و"الملكية" و"الدنيوية"






ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق