27‏/05‏/2015

قدمه الباحث محمود توني..ننشر تفاصيل أول مقترح إنشاء متحف للمسكوكات الإسلامية



علاء الدين ظاهر

تقدم الباحث الأثرى محمود تونى شعبان الى الجهات المختصة بوزارة الأثار بمشروع انشاء متحف خاص بالمسكوكات الأسلامية فى مصر حيث,إستقبله الدكتور محمد أحمد عبد اللطيف رئيس قطاع الأثار الأسلامية و القبطية وعرض عليه دراسة مبدئية للمشروع,ورحب رئيس القطاع بالمشروع وأعلن تبنيه له ورفعه إلي الدكتور ممدوح الدماطي وزير الأثار,حيث قدم الباحث 4 اقتراحات لتشييد مبنى المتحف طبقا للإمكانيات المتاحة لدى وزارة الأثار

من جانبه أشار الباحث إلي أنه سعيد بترحيب رئيس قطاع الأثار الإسلامية بالمشروع منذ تقديمه له في فبراير الماضي,لافتا أن الوزارة أبدت إهتماما بمشروعه خاصة أنه قدم إقتراحات كثيرة فيه,ومنها أن يتم بناء المتحف على أرض جديدة فى موقع متميز,أو أن يتم تأهيل أحد القصور بالقاهرة خاصة القصور الأثرية التى ترجع للقرن التاسع عشر وذات حالة انشائية جيدة ومسجلة ضمن قائمة الأثار الأسلامية و القبطية بالوزارة,أو توفير جناح كامل فى متحف الحضارة ليكون خاصا بالمسكوكات الأسلامية,أو تأهيل دار الضرب المصرية بالقلعة لتصبح متحف للمسكوكات,وقد لقي المقترح الرابع ترحيب رئيس القطاع

وأقترح الباحث فى تصورة المبدئى للمتحف  أن يتضمن مجموعة من قاعات وغرف العرض الرئيسية,ليرصد من خلالها تتبع تطوراستخدام القطع النقدية وتداولها بين الناس وتطور صناعتها,حيث كانت قطعة حديد غير منتظمة الشكل الى أن أصبحت قطعة معدنية من الذهب والفضة والنحاس تحمل عبارات ذات دلالات تاريخية,وأن تخصص الغرفة الأولى للتعريف بتاريخ العملة منذ زمن المقايضة عندما استخدم الإنسان الخرز والودع والصدف كعملة,وبعدها مرحلة "العملة الليدية" وهي قطع معدنية غير منتظمة الشكل في البداية كانت تغطيها على الوجهين رسوم حيوانية,وعندما أصبحت السلطة دينية كتب عليها اسم الإله وبعدها صورة الحاكم حين أصبحت السلطة سياسية وصولاً إلى صناعتها,وتضم نبذة عن النقود القديمة ومنها الليدية واليونانية والرومانية

 وتضم الغرفة الثانية من المتحف ، العملات الساسانية المعربة التي استخدم العرب قبل الإسلام دراهمها في النظام التقليدي وقد تم تعريبها جزئياً منذ خلافة عمر بن الخطاب وسار على نهجه كل من الخليفة عثمان بن عفان وعلي بن أبي طالب,أما الغرفة الثالثة فتحتوي على نقود الخلافة الأموية التى تم فيه إلغاء التعامل بالنقدين البيزنطي والساساني وتعريب كامل الدراهم والدنانير من قبل الخليفة عبدالملك بن مروان كما ظهرت دراهم الثوار التي ضربت على الطراز الأموي مع إضافة شعار كل ثائر

والغرفة الرابعة تضم نقود الخلافة العباسية ومنها الدنانير والدراهم التذكارية كما ضرب الثوار الخارجون على الخلافة العباسية نقوداً من الذهب والفضة,أما الغرفة الخامسة تضم نقود الدولة الفاطمية الذي تطورت العملات لتعبر عن عقيدتهم الشيعية,والغرفة السادسة تضم النقود في عصر الدولة الأيوبية,والغرفة السابعة تضم نقود المماليك,والغرفة الثامنة تضم نقود الدولة العثمانية والتى تميزت بنقش«الطغراء» الذي يضم اسم السلطان واسم أبيه ولقبه بشكل فني مزخرف,والغرفة التاسعة  تضم نقود عصر أسرة  محمد على باشا,والغرفة العاشرة تضم العملات التي تداولها الناس في مصر إلى جانب النقود التذكارية

كما أقترح الباحث تخصيص غرفة لوضع مجسمات كبيرة تمثل دار السك أو الضرب,ثم الغرف الأخرى تكون مخصصة لعرض النقود الأسلامية فى المشرق الإسلامي العراق و الشام و تركيا,ثم غرفة أخرى لعرض النقود من شمال إفريقيا والأندلس,علي أن تزود القاعات بخزائن للعرض وشاشاتٍ مكبرة لكل عملة إلى جانب شاشات لمس بقوائم منسدلة تحوي معلومات ٍ تفصيليّة عن كل عملة من حيث الشّكل والحجم وطريقة السّك وقطر العملة والعبارات التي كتبت عليها والرسوم والأشكال التي صُنعت عليها فبمجرد لمس نوع العملة  تظهر المعلومات عنها إلكترونياً وبشكلٍ سريعٍ ومُباشرٍ

كما أشار الباحث الى ضرورة الأهتمام ببعض الأسس و التصاميم الهامة و التى يرجى مراعاتها عند الشروع فى انشاء المتحف و لعل اهمها ( أهمية اختيار الموقع - قاعات العرض بالمتحف -دراسة العلاقات الوظيفية -دراسة التشكيل البصري للموقع  - معالجة الموقع  - دراسة العلاقات البصرية بين المباني والفراغات - أثاث الموقع),بالاضافة الى العوامل التي تؤثر في تصميم مباني المتحف ومنها ( الجمهور -النواحي الهندسية - وسائل العرض و التوزيع و الاضاءة ),ووضع خطة تامين وحماية المقتنيات في حالات الطوارئ ( الحرائق – الكوارث الطبيعية) 

وتضمن مقترح المشروع وضع أجهزة لضمان سلامة الزوار والقائمين على ادارة المتحف,وأجهزة للتحكم في الدخول والخروج ومراقبة اجزاء المتحف,وأجهزة للانذار باندلاع الحرائق واطفائها,وحماية المعروضات من عوامل التعرية التي يمكن ان تؤثر على سلامتها وأهمــــــهاالرطوبة والضوء المباشر سواء كان من مصادر طبيعية او صناعية والحرارة والتغييرات الحرارية,والاهتزازات التي قد تنجم عن الحركة الثقيلة او المرور الكثيف وتلوث الهواء وتغير تركيبه الكيماوي 

وقال تونى أن المسكوكات الأسلامية كانت لها أهمية كبيرة فى دراسة التاريخ و الحضارة الأسلامية,حيث لعبت النقود الإسلامية دوراً هاما في الحياة السياسية في العصر الإسلامي بصورة لم يسبق لها مثيل في أي عصر من العصور,وذلك لما تمتعت به النقود من أهمية كبيرة في النظام السياسي للدولة الإسلامية منذ صدر الإسلام,حيث كانت النقود تمثل أهم شارات الملك والسلطان التي حرص على اتخاذها الخلفاء والحكام بعد اعتلائهم للحكم مباشرة,وكانت النقود هي وسيلة التخاطب الرئيسية بين الخليفة أو الحاكم ورعيته,حيث يذيع من خلالها البيانات الهامة,وويُسجل فيها أهم الأحداث التي تشهدها الدولة

و أضاف تونى أن  النقود الإسلامية كانت سجلاً حافلاً للكنى والألقاب والنعوت في التاريخ والحضارة الإسلامية, فقد سجل الحكام وبعض معاونيهم أسماءهم وكناهم وألقابهم ونعوتهم على النقود التي قاموا بسكها مما يجعل من هذه النقود مصدرًا مهمًا من مصادر دراسة تاريخ الألقاب وتطورها في الإسلامكما لعبت النقود دورًا مهمًا في تحديد أماكن كثير من المدن والبلاد التي فشل الجغرافيون في نسبتها إلى مكان معين, أو تحديد الإقليم الذي تقع فيه

 كما كانت نقود الثوار والخارجين  تعكس بعض الأحداث السياسية حيث إن الثوار والخارجين قاموا بسك النقود كمظهر مهم من مظاهر الحكم والسيادة والاستقلال ومنازعة للحاكم في أهم شارات الملك وهى ضرب السكة، لذلك حرص الثوار والخارجون على إصدار السكة باسمهم تعبيراً عن ملكهم، واستقلالهم التام عن الحاكم الذي ثاروا ضده. وقد اكتسبت نقود الثوار أهمية خاصة في دراسة التاريخ والحضارة الإسلامية لأنها دليل وإثبات لا يقبل الشك على خروج صاحبها على سلطان البلاد كما أن الفترات الزمنية التي كانت تسك فيها هذه النقود .

تعد النقود الإسلامية مدرسةً فنيةً يمكن من خلالها دراسة العديد من الزخارف المختلفة التي نقشت عليها, مثل الرسوم الآدمية والحيوانية, ورسوم الطيور, والأشجار والنباتات, والزهور, والرسوم المعمارية, وأدوات القتال, وأدوات الإضاءة, والرسوم الفلكية وغيرها

وقد استخدم على النقود الإسلامية العديد من التواريخ والتقاويم في تسجيل تاريخ السك, مثل التاريخ اليزدجردي والتاريخ بعد اليزدجردي والتاريخ الجبائي الروماني. كما استخدم بعد ذلك التاريخ الهجري إلى جانب هذه التواريخ والتاريخ الإيلخاني, والتاريخ الإلهي وتاريخ مولودي محمد وغيرها هذا بالإضافة إلى استخدام التاريخ الميلادي والتاريخ الصفري وغيرها على بعض نماذج من النقود الإسلامية والنقود المقلدة لها

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق