29‏/09‏/2020

ماذا قال المشرف علي مشروع المتحف الكبير عن المنطقة المحيطة والمخروط الذهبي والخامات المحلية؟..حوار شامل

>> مشروع إستراتيجي قادرون علي الحفاظ عليه وفور إنتهاء جائحة كورونا وإفتتاح المتحف سنستقبل الزوار بأمان تام

>> زملاؤنا في مركز ترميم المتحف يتعاملون مع القطع الأثرية بجدية كبيرة وحققوا إنجازات شديدة ودقيقة غير مسبوقة

>> الاستثمارات للمتحف والمنطقة المحيطة تتجاوز 25 مليار جنيه بخلاف توفير تم في التكلفة وقدره 770 مليون دولار

>> المخروط الذهبي مخطط لربط المتحف بالأهرامات لخلق أكبر متحف مغطي ومكشوف بالعالم علي مساحة 3800 فدان

 

حوار أجراه .. علاء الدين ظاهر

 

رغم الظروف التي يمر بها العالم كله بسبب جائحة كورونا ونتائجها السلبية علي الدول ومنها مصر بالطبع،فإنه من الجيد أن تجد وسط هذا كله ما يدعو للفخر،حيث أن الدولة مستمرة في مشروعاتها القومية بنجاح مع الالتزام التام بكل الإجراءات الاحترازية والضوابط الوقائية.

 

ومن أبرز هذه المشروعات المتحف المصري الكبير،والذي تسير وتيرة العمل فيه بثبات ونجاح كبير يتابعه دوما الدكتور خالد العناني وزير السياحة والآثار،حيث الموعد المقرر للإفتتاح في 2021،ويقود كتيبة العمل في المتحف اللواء مهندس عاطف مفتاح المشرف العام على مشروع المتحف المصري الكبير والمنطقة المحيطة،والذي التقيناه مؤخراً علي هامش تسلم المتحف"مركز ترميم الآثار"علي شهادة الأيزو 2018: 45001ISO للسلامة والصحة المهنية.. وكان لنا معه هذا الحوار.


# ما الذي يعنيه حصول المتحف"مركز الترميم"علي هذه الشهادة؟

هي اضافة جيدة للغاية وتبعث رسالة للعالم كله أنك في ظل هذه الظروف كمؤسسة ومتحف مصري كبير جدير بالإحترام وجدير بالحفاظ علي العاملين به،وليس علي قدر إنجاز المشروع فقط بل العكس،حيث أن صحة العاملين أيضاً تلقي نفس القدر من الاهتمام بإنجاز المشروع،وهي رسالة واضحة للعالم أننا قادرين علي الحفاظ علي هذا المشروع الإستراتيجي،وفور إنتهاء جائحة كورونا نكون قادرين علي استقبال الزوار بأمان تام وهذه أكبر وأهم رسالة من الشهادة التي تحملنا عبئا للإستمرار والحفاظ علي ما وصلنا اليه من السلامة الصحية وكافة التدابير الوقائية.


# ما هي التحديات التي تراها الآن في المشروع وكيف تتعملون معها؟

التحديات في الوقت نفسه وحجم العمل الذي يتم،وحاليا تريد انهاء دخول القطع الأثرية داخل المتحف وفي نفس الوقت تنشئ اكثر من 45 شبكة للمراقبة وكاميرات تحكم وشبكات تتبع لكل قطعة أثرية وشبكات الإضاءة ومكافحة الحريق والإنذار والتكييفات والتكييف المركزي


وكل هذا مجتمعا تجري له إختبارات كفاءة كي لا يكون لديك أي قصور في أي إتجاه عند الافتتاحؤناهيك عن الشبكات المعتادة من صرف ومياه وكهرباء والري وغيرها،خاصة أن كل هذا يتم أليكتروني،حيث توجد غرف تحكم مركزية بحيث أنه لو حدث أي عطل حصل في أي شبكة هناك شاشات وغرفة تحكم مركزي في ادارة المشروع،بحيث أنه"لو فيه أي هفوة حصلت" تنقل فورا لهذه الغرفة عبر شاشات عملاقة موضح فيها الخلل.

كما أن هذه الشاشات أيضا تظهر تصرف وتحركات العاملين في المشروع والسائحين بعد الافتتاح،بحيث لو هناك أي سائح تعثر لا قدر الله وهو يزور المتحف،تتم رؤيته فورا من خلال هذه الغرفة ويتعامل معه فورا طاقم طبي وإسعاف يصل له سريعا،وكي تصل لهذا التكامل من الأعمال فالموضوع معقد جدا،وهذا هو التعقيد في الجزء المتبقي من المشروع ونسبته حوالي 3.5 %،ونحن قادرون وكل العاملين في المشروع علي إنجازه بنفس القدر من النجاح ان شاء الله.

 

# الفترة الماضية شهدت نقل قطع كثيرة للمتحف..ما عددها حتي الآن؟

وصلت إلي المتحف من الأثار التي ستعرض أكثر من 95% من نقلها، والحقيقة أن كل زملائنا في مركز الترميم والعاملين به مجرد ما يتم النقل يتعاملون مع القطع بجدية،وهذا تحدي من أصعب التحديات التي تواجه مركز الترميم تحدي الترميم في حد ذاته، وهي معضلة أن قطعة مجهولة الملامح تحولها لقطعة واضحة الملامح،وفيما سبق القائمون علي هذا الترميم لم يصلوا لهذا الإنجاز.


وزملاؤنا اليوم في مركز ترميم المتحف المصري الكبير وصلوا لإنجازات شديدة ودقيقة ومنها مؤخرا الصدرية الخاصة بتوت عنخ أمون،حيث تمكن فريق عمل من الشباب الواعي الواعد من ترميمها بإحتراف شديد وهناك أمثلة مشابهة كثيرة لهذه الحالة،وتحدي الترميم تحدي دقيق للغاية خاصة تأهيل القطع الأثرية لتكون لائقة للعرض وهذا تم حاليا بنسبة 95% من القطع التي تم نقلها للمتحف أصبحت جاهزة للعرض.

 

هناك تحدي أخر هو كيفية نقل القطع الأثرية من مكانها لمئات الكيلومترات بأمان تام حتي تصل للمتحف،ومن أصعب التحديات في هذا الإطار أن مكتشف مقبرة توت عنخ امون كارتر سنة 1922 لم ينجح في إخراج التابوت الذهبي وحاول عدة مرات وفشل،في حين زملائنا المرمين والعاملين هناك استطاعوا بنجاح باهر اخراجه وكان مؤتمر وصوله للمتحف ناجح جدا بحضور الدكتور خالد العناني وزير السياحة والأثار.


وجاري حاليا ترميمه والذي انتهي بنسبة اكثر من 90% والمرممون نجحوا في تصويب وترميم تلفيات وجوده داخل المقبرة لما يقرب من 98 عاما،حيث حدثت له تلفيات وخروجه من المقبرة انجاز والحفاظ عليه انجاز آخر،وزملاؤنا في مركز الترميم تمكنوا من الحفاظ عليه ببراعة شديدة والأجزاء المتساقطة منه اعادوها لمكانها بشكل واعي جدا، وسيعرض بنجاح في مكانه بالمتحف عند افتتاحه

 

وما وصل للمتحف حاليا يتحاوز 55 الف قطعة وما تم ترميمه 54900 قطعة بنسبة تتجاوز 95%، وفريق الترميم مهرة والقائمون عليهم أفاضل جميعهم تمكنوا من الوصول بترميم القطع التي وصلت المتحف لنسبة تتجاوز 95% وهذا جيد ومبهر والترميم يتم بأساس علمي ومنهجية بأحدث ما وصلت اليه خامات الترميم.

 

# كيف ستبدو المنطقة المحيطة بالمتحف؟

ما يدار وما يخطط للمنطقة المحيطة بالمتحف المصري الكبير هو حلم بالغ الدقة ويتابعه شخصيا رئيس الجمهورية،والدولة تسعي لإزالة القبح والتشويه البصري للمنطقة الأثرية،ولا يمكن الدولة باذرعها تساهم في تواجد قبح وهذا مستحيل،وما أثير عن غير ذلك لا أساس له من الصحة،وهضبة الأهرامات الدولة مهتمة بها وأنفقت عليه اكثر من 450 مليون جنيه للتطوير وهي تدار بشكل واعي جدا جدا من خلال وزارة السياحة والأثار، وهناك مستثمر قائم علي ادارة الخدمات داخل هذه المنطقة.

 

وربط المتحف الكبير بمنطقة الأهرامات هدفه وفلسفته خلق أكبر متحف مغطي ومكشوف في العالم علي مساحة 3800 فدان طبقا لفكر الدولة المصرية في هذا التوقيت،أن يتم ما أطلق عليه بشكل مبدئي المخروط الذهبي وقاعدته الأهرامات الثلاثة وقمته هي المتحف الكبير، وفيما بينهم تمت إزالته كي تصبح المنطقة متحفا مكشوفا يضم هضبة الاهرامات بما تحويه من أثار جبارة وضخمةعلي مساحة 3500 فدان،و يضاف لهم 300 فدان وهي ارض نادي الرماية للقوات المسلحة بقرار في منتهي الجرأة وكلف الدولة مليارات من الرئيس عبد الفتاح السيسي، بإزالة نادي الرماية وضم هذه الأرض لصالح الأنشطة الإستثمارية المكملة للمتحف المصري الكبير.


# وماذا عن الطرق المحيطة خاصة طريق الفيوم؟

طريق الفيوم أصبح مغطي ولم يعد هناك طريق في هذه المنطقة كلها بطول 1.2 كم،وسيغطي الطريق بشكل حضاري وواعي للغاية،بحيث يتمكن السائح بعد ذلك من التحرك بأمان تام من المتحف المصري الكبير إلي منطقة الخدمات في أرض نادي الرماية سابقا ومنها الي منطقة الأهرمات والعودة،ثم الوصول من مطار سفنكس الجاري تطويره حاليا كي تصبح هذه المنطقة العاصمة السياحية لمصر بحق ان شاء الله تعالي،واكبر متحف مكشوف مفتوح في التاريخ الإنساني بالكامل، ولا يوجد مثيل لمتحف بمساحة 3800 فدان ولن يقترب أحد لهذا الرقم بما هو آت ولم يصل إليه أحد فيما سبق

 

والدولة في هذا التوقيت في منتهي الوعي وأي مشروع يدرس جيداً وليس مجرد قرار وينفذ هكذا دون دراسة أو مراعاة للحالة الإجتماعية للمحيطين بطريق مثلا يتم شقه او الحالة الأثرية المحيطة له او انشاء نفق او كوبري، وهناك بدائل يتم وضعها وإختيار ما يحقق اكبر نجاحات وأقل أضرار إذا كانت هناك أضرار،والتي تعالجها الدولة من خلال تعويضات وخلافه وهذه هي الرؤية الحقيقية للدولة حاليا .

 

ويتضمن تطوير الطرق المحيطة أيضاً تطوير طريق الاسكندرية من اسفل الدائري حتي ميدان الرماية او حتي تقاطع المنصورية مع الهرم وشارع فيصل،وتطوير محور المنصورية من القوس الجنوبي حتي الشمالي بما عليه من اعمال صناعية وهو انجاز ضخم تحققه الهيئة الهندسية للقوات المسلحة في وقت وجيز للغاية،وبدأوا من 4 شهور ومخطط له ان يتم باذن الله نهاية العام الحالي،مع الانتهاء من كافة الكباري علي هذا المحور المنصورية بالكامل وسيكون عليه 3 كباري ومطلع ومنزل علي القوس الشمالي،وتوسعة طريق الفيوم حتي الدائري الأوسطي ليكون 9حارات في كل اتجاه بالاضافة الي مشايات الربط السياحية.

 

# مشروع ضخم كهذا لا بد له من إستثمارات بنفس الحجم..حدثنا عن ذلك؟

حجم ضخ الاستثمارات للمتحف والمنطقة المحيطة يتجاوز 25 مليار جنيه هذا بخلاف التوفير الذي تم في التكلفة وقدر هذا التوفير 770 مليون دولار،وعندما سؤلت عن اسباب هذا الوفر ردتت بأنها أسباب شديدة التعقيد،ويمكن القول أن أهمها إستخدام خامات محلية ومنع الاحتكار الذي كان يمكن ان يمارس علي مشروع المتحف المصري الكبير من خامات مستوردة،والخامات في مصر مناسبة لمناخها والخامات المصرية هي المستمرة،لذلك ليس من المنطق أن أجلب خامة من بيئة درجة حرارتها مختلفة عن بيئتي وشمسها مختلفة،هذه الخامة في مصر سيكون عمرها قليل،وكي أضمن الإستدامة للمشروع لا بد أن أجلب الخامات المصرية الأصيلة،والتي استخدمها المصري القديم وعاشت لألاف السنين،كما أن استخدام الخامات المحلية حال بين استهلاكنا عملة حرة بشكل كبير،كذلك فائدته تحريك السوق المصري والأيدي العاملة المصرية وغيرها من الفوائد،خاصة علي العملة المحلية والتي استخدمناها في جلب المواد المحلية.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق