24‏/10‏/2020

أعظم قناطر للري في العالم حلم بها فرنسي وبناها فرنسي في عهد باشا..كلام إبن علام 2

علاء الدين ظاهر

قال الدكتور معاذ علام تفتيش آثار القليوبية إسلامي أنه سميت قديماً بالقناطر المجيدية نسبة إلى السلطان العثمانى عبد المجيد الأول، الذي شهد عهده بداية إنشائها إلا أنها عرفت بالقناطر الخيرية فيما بعد.


جاء ذلك في ثاني حلقات"كلام إبن علام"التي ننشرها في بوابة آثار مصر،حيث قال:تعتبر القناطر أول عمل للري أقيم من نوعه بل أعظم عمل صناعي للري أقيم في العالم في القرن13هـ/19م. 


 وتابع:للقناطر في اللغة عدة تعريفات،منها القناطر مفردها قنطرة،قنطر البناء جعله كالقنطرة، والقنطرة جسر متقوس مبنى فوق النهر يعبر عليه،وأنها بناء معقود بعقد، وأطلق أيضا على العقود التى تعترض المجارى المائية لرفع منسوب الماء وتحويله لجهة معينة بعد تخزينه.


والقناطر بناء يقام على مجرى النهر من جانبه الأيسر إلى جانبه الأيمن ويبنى بالأحجار الضخمة على أسس متينة، وبهذا البناء فتحات تفتح وتغلق ببوابات حديدية للتحكم في كمية الماء اللازم للزراعة والاستعمالات الأخرى، منها لتغذية الترع ذوات المستوى الأعلى من مستوى جريان النهر.


وتابع:القناطر بناء هندسي يهدف إلى رفع منسوب النهر لتحويل جزء من المياه إلى الترع ذوات الأفمام الآخذة من أمامها،ويتألف هذا البناء من فرش عريض من الأحجار والخرسانة يعبر النهر من الشرق إلى الغرب، ويتفق السطح العلوي لهذا الفرش مع منسوب قاع النهر، وأعلى هذا الفرش كوبري به فتحات يفصل بينها بغال وتفتح هذه الفتحات وتغلق بواسطة بوابات حديدية تتحرك إلى أعلى أو أسفل عن طريق ونش متحرك.


وكشف أن الفرنسى نابليون بونابرت أول من فكر فى إنشاء القناطر الخيرية أثناء وجوده بمصر فى الفترة من (1213-1216هـ) / (1798- 1801م) على رأس الحملة الفرنسية،حيث تنبأ بأنه سيأتى يوم يتم فيه البدء فى إنشاء حاجز للمياه على فرعى دمياط ورشيد عند بطن البقرة (القناطر الخيرية) .


مما يسمح بمرور المياه من فرع إلى آخر وزيادة مياه الفيضان وذكر كلوت بك فى كتابه لمحة عامة إلى مصر بأن مهندسى الحملة الفرنسية الذين ظلوا قد أطلعوا محمد على على مشروع القناطر، بينما يذكر لينان دى بلفون أنه لم يكن لدى محمد على علم بما قاله نابليون.


 وسواء كانت الفكرة هى فكرة محمد على أم فكرة نابليون فقد نشأت فكرة إنشاء القناطر لدى محمد علي باشا إبتداء من عام (1249هـ/ 1833م) ، وذلك عندما أمر بسد فرع رشيد عند بلدة القراطين ونقل الأحجار إليها، وأسند هذا العمل إلى المهندس الفرنسى لينان دى بلفون.


 إلا أن لينان عرض عليه إنشاء قنطرتين على فرعى النهر تفتحان وتقفلان حسب الحاجة،خاصة بعدما أوضح له أنه إذا تم سد فرع رشيد سيسبب إضطرابا فى مجرى النهر، ولن تحصل ترعتا المحمودية والخطاطبة على حصتها من المياه علاوة على تعذر الملاحة بفرع رشيد.


كما أن الأسكندرية سوف لا تحصل على ما يكفيها من مياة الشرب،فوافق محمد على على إقتراح لينان وطلب منه الذهاب إلى المجلس الأعلى الذى كان يرأسه إبراهيم باشا لبيان ما يتطلبه المشروع،وشكلت لجنة من إثنى عشر عضواً.


وإنقسمت اللجنة إلى قسمين، قسم يرى إنشاء سد مستديم ليست به فتحات على كل من الفرعين، والثانى الذى يرأسه لينان دى بلفون يرى إنشاء قناطر ذات عيون عند رأس الدلتا عند دروة بمديرية المنوفية. وتمت الموافقة على مشروع لينان وعين مديراً لأعمال القناطر.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق