14‏/02‏/2021

أغاني وزهور وبساتين فاكهة وخضروات..عالم آثار يكشف الحب على الطريقة الفرعونية

علاء الدين ظاهر

كشف الدكتور حسين عبد البصير مدير متحف الآثار بمكتبة الإسكندرية أنه كان الحب مهمًا جدًا في مصر القديمة،وتعتبر أغانى الحب من أروع الأعمال الأدبية من مصر الفرعونية!


ونجح كاتبو الأغانى فى التعبير عن مشاعر النساء القوية تجاه عشاقهن. وتصور الحب كحالة شعرية فريدة. وتمتلئ بالإيحاءات الحسية الصريحة،ومثلت تعبيراً متحرراً عن الحب والجنس فى مجتمع المدينة المفتوح. 


وتحمل الأغانى فى طياتها رسالة غير مباشرة عن الحب والرغبة الحميمة بين العاشق والمعشوقة، لكنها تلمح ولا تصرح بأية أنشطة جنسية صريحة. واهتم مؤلفوها بمديح الحب والسعادة والدعوة للاستمتاع بالمتع فى الحياة.


واستخدمت البيئة النباتية وعناصرها الزخرفية بكثافة فى هذه الأغانى، فتعدد ذكر الأحراش، والحقول، والحدائق، والبساتين. وكانت الحقول والحدائق أمكنة محببة للقاء بين العاشقين.


وعبرت أغانى الحب فى حالات كثيرة عن قصة حب تنتهى بنهاية سعيدة. ويشكل المكان والزمان عنصرين مهمين من عناصر قصة الحب. وكانت المناسبات الاحتفالية أوقاتًا جيدة لممارسة الحب بين العشاق والعاشقات. 


وكان مكان الحب، حيث يلتقى العشاق، أهم عناصر أغانى الحب، والذى كان حديقة غالبًا. وقد ترمز الحديقة عمومًا إلى فتاة أو إلى الطبيعة الجنسية الأنثوية، علاوة على كون الحديقة مكانًا رائعًا شديد الخصوصية والحميمية للعاشق أن يلتقى فيه بمعشوقته.


واستخدمت الأغانى أجزاءً من جسد المحبوبة بشكل رمزى وعميق. وتكونت العناصر الزخرفية، التى لعبت دورًا محوريًا فى أغانى الحب، من الأشجار والفواكه والخضراوات والأزهار. وكان من بين النباتات المثمرة لذيذة المذاق التين والتفاح والجميز. وكانت توحى عادة بفكرة الخصوبة والتواصل والارتواء. واختيرت الأزهار الملونة والعطرية الفواحة.


وتعد لغة النباتات الخاصة بالأشجار والفاكهة فريدة جدًا وتعبر تعبيرًا حيًا وحقيقيًا عن الحب وتؤسس له. وكانت بيئة الحب هذه طبيعية للغاية، مليئة بكل العناصر التى تساعد على تحقيق الحب وازدهاره. وكانت البيئة الطبيعية خير مكان للحب، وإذا لم يمارس فعل الحب فيها، فإنها كانت مقدمة مناسبة لأدائه فى مكان آخر.


 وحملت رائحة الأشجار والفواكه دلالات جنسية قوية وساعدت كثيرًا فى خلق بيئة مناسبة لممارسة الحب. وعبرت نصوص مصرية قديمة عديدة عن أهمية تأثير الرائحة على الرجال والنساء على حد سواء فى الإعداد للقاء الجنسى. 


وعكست بشكل ملحوظ موائد النبلاء ومناظر الأعياد وبردية تورين الجنسية، من عصر الدولة الحديثة، (وما ظهر فيها مثل أزهار اللوتس، والأقماع العطرية... إلخ) أهمية العطر ودلالاته الجنسية.


وذُكر مرارًا نبيذ العنب، المستخرج من الكروم والذى كان واحدًا من أفضل أنواع الخمور، فى أغانى الحب. وتظهر إحداها فكرة السكر من الخمر كأحد مظاهر الأعياد والاحتفالات ومدلولاتها الجنسية. هذه مصر الفرعونية التى احتفلت بالحياة وقدست الموت كحياة ثانية وبوابة للحياة الأبدية!

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق