19‏/03‏/2021

البيت الأبيض فى مصر القديمة.. دراسة أثرية تكشف أهميته وعلاقته برواتب الموظفين

علاء الدين ظاهر

ألقت دراسة أثرية للدكتور حسين دقيل الباحث المتخصص فى الآثار اليونانية والرومانية الضوء على البيت الأبيض فى مصر القديمة،فما هو البيت الأبيض؟



يشير الدكتور حسين دقيل إلى أن البيت الأبيض أطلق على أهم مصلحة على الإطلاق بمصر القديمة وهى "مصلحة المالية" أو الخزانة، وكان يطلق عليها "البيت الأبيض المزدوج"، وكانت مقسمة إلى قسمين، وكان مديرها يحمل لقب "مدير البيت الأبيض المزدوج" وكانت تتبع الوزير مباشرة، وكانت مهامها الرئيسية تتمثل في إدارة المالية، وهي المصلحة المكلفة بحفظ المعادن الثمينة، وكل المواد غير القابلة للعطب التي كانت تجبى من المواطنين على شكل ضرائب.



ويضيف الدكتور حسين دقيل أن مهام البيت الأبيض هى دفع رواتب الموظفين بالدولة وضمّ البيتُ الأبيض المزدوج بداية من عصر الأسرة الخامسة إدارة جديدة سميت بـ "بيت الذهب" وكان يخزن فيه احتياطي الذهب الحكومي، وكان مدير البيت الأبيض يشرف على بيت الذهب.



ويلقى خبير الآثار الدكتور عبد الرحيم ريحان مدير عام البحوث والدراسات الأثرية والنشر العلمى بمناطق آثار جنوب سيناء بوزارة السياحة والآثار الضوء على هذه الدراسة موضحًا أن البيت الأبيض أطلق عليه هذا الاسم نسبة لإقليم مصر العليا، حيث التاج الأبيض الذي كان يرتديه الملك واتخذ رمزًا للجنوب.



وكانت تلك الإدارة في بداية نشأتها بمصر العليا فقط، ثم امتدت لتشمل بجانبها مصر السفلى فأطلق عليها حينها البيت الأبيض المزدوج.



ويوضح الدكتور ريحان من خلال الدراسة أن المصري القديم أقام نظامًا إداريًا محكمًا للدولة المصرية؛ حيث أقام إدارة مركزية عليا تمثلت في الملك الذي تولى بنفسه الإشراف على السلطة التنفيذية والسلطة القضائية، وساعده في ذلك موظفون كُثر كان يتم اختيارهم بدقة من بين المتعلمين.



 وكان منهم؛ "مدير القصر" المسؤول عن شؤون القصر الملكي داخليًا وخارجيًا ومنذ بداية عصر الأسرة الرابعة، بدأت تظهر وظيفة "وزير" وكان يشغلها في البداية أحد أبناء الملك؛ وتمثلت مسؤوليته في رئاسة الحكومة وكان يساعده "رئيس البعوث" الذي كان يحمل أوامره وينقلها إلى مسؤولي الأقاليم. وكان من مهام الوزير أيضا رئاسة القضاء، هذا بالإضافة إلى مسؤوليته عن إدارة الخزانة وإدارة الزراعة والري.



ويشير الدكتور ريحان إلى الوظائف المهمة في مصر القديمة ومنها وظيفة "حامل أختام الملك" الذي كان يقوم بالتوقيع بختم الملك على القرارات الملكية. كما كانت من الوظائف المهمة أيضا وظيفة "الكاتب"، وهي الوظيفة التي كان يفخر بها حاملوها؛ لأنهم بحكم عملهم كانوا واقفين على كل القرارات المهمة بالدولة، بل وكانت الوظيفة التي تؤهل صاحبها للترقي لأعلى المناصب.




وإلى جانب تلك الوظائف؛ كانت في الدولة المصرية القديمة إدارات مركزية عديدة، استطاع الملك من خلالها السيطرة على كل الأقاليم ومنع تفكك الدولة أو انفصالها. ومن تلك الإدارات؛ إدارة "بيت الملك"، التي كان مبناها عبارة عن قصر للإدارة مختلف عن القصر الذي كان يُقيم به الملك. وتكوّن بيت الملك من أربع إدارات ذات أهمية عظمى.



وكان لكل إدارة منها فرع في كل إقليم من أقاليم مصر المختلفة، وهذه الإدارات هي: إدارة القيود التي كانت مسؤولة عن توثيق الروابط بين الإدارات الحكومية، وإدارة المحفوظات التي كانت تودع بها العقود المسجلة، وإدارة العقود المختومة التي كانت مسؤولة عن طبع العقود بخاتم الحكومة، وأخيرا إدارة الضرائب، وتعدّ من أهم الإدارات بالنسبة للملك، وكان من أهم أعمالها جباية الضرائب من المواطنين.




ويتابع الدكتور ريحان بأن الإدرارات تضمنت إدارة "بيت الملك" حيث كانت توجد عدة إدارات أخرى؛ من أهمها: إدارة "مصلحة الحقول" التي كانت تحتوي على إدارتين عظيمتين، إحداها في الشمال والأخرى في الجنوب، وكان من مهامها إدارة الحقول وشؤون العاملين بها من المزارعين، و"إدارة الشونة" التي كان يخزن فيها مواد الجزية التي كانت تؤخذ من الفلاحين، وهي عبارة عن نسبة معينة من محصولاتهم الزراعية، كما كانت تخزن بها الحبوب التي كانت تؤدي دورًا مهما في حياة مصر الاقتصادية.




وكانت هناك "إدارة التموين" وكان من مهامها المحافظة على المحاصيل القابلة للعطب والفساد. وكانت هناك أيضا "إدارة الجمارك"؛ حيث كانت لجمع وإدارة الضرائب التي تُجبى على مقدار الدخل.



 أما "مصلحة الأشغال" فكانت مهمتها الأساسية؛ القيام بالإنشاءات المتعددة التي كانت موجودة خلال عصر الدولة القديمة، التي تمثلت في بناء القصور والسدود والمعابد والمقابر وغيرها. ويوضح لنا تاريخ تلك الإدارة أنها كانت ثنائية إحداها مدنية، وأخرى عسكرية مختصة بالإنشاءات العسكرية

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق