20‏/03‏/2021

بمناسبة موكب المومياوات الملكية..خبير آثار ينفى بالأدلة صفة فرعون موسى عن ملوك مصر

علاء الدين ظاهر

أكد خبير الآثار الدكتور عبد الرحيم ريحان مدير عام البحوث والدراسات الأثرية والنشر العلمى بجنوب سيناء بوزارة السياحة والآثار أنه لا يوجد دليل أثرى واحد على اتهام أحد ملوك مصر بأنه فرعون نبى الله موسى وأشار إلى أن الدراسات المختلفة أجنبية وعربية وجهت اتهامات لعددًا من ملوك مصر بأنهم فراعنة نبى الله موسى وهم أحمس وتحتمس الأول وحتشبسوت وإخناتون وحور محب وسيتى الثانى ورمسيس الثانى ومرنبتاح.



وأشار الدكتور ريحان إلى أن هناك شروطًا لا بد أن تنطبق على فرعون الخروج طبقًا لما جاء فى القرآن الكريم والتوراة والأدلة العلمية والأثرية والتاريخية والقرائن وهو أن يكون فرعون أحد ألقابه، فلم يكن كل ملوك مصر يلقبون بفرعون، أن تكون هناك أدلة أثرية وعلمية مؤكدة على غرقه فى البحر، أن يكون قد سخّر بنى إسرائيل فى صناعة الطوب اللبن لبناء مدينة بر رعمسو طبقًا للتوراة.



و أن تكون هناك أدلة أثرية على أن قصر فرعون يقع شمال أرض جاسان فى الدلتا التى عاش بها بنو إسرائيل حسب التوراة، أن يكون هذا الملك قد حرم من الذرية ولا ينجب لفترة طويلة حتى أن زوجته قالت "قرة عين لى ولك" عندما حاول الملك قتل نبى الله موسى طفلًا، أن يكون قد أصاب آثاره دمارًا شديداً، ادعائه الإلوهية.



وأن تكون الضربات التى حدثت فى مصر كانت فى عهده حسب التوراة، أن تكون مدة حكمه طويلة بما يكفى لأن تحدث فيها التقاط الطفل موسى وقتل المصرى وهروب نبى الله موسى الأول وعودته ثم الخروج من مصر عبر سيناء وأن يكون معاندًا ومصرًا على بقاء بنى إسرائيل وعدم خروجهم من مصر.



وأكد الدكتور ريحان بأنه لا يوجد أى ملك من ملوك مصر أثبتت الحقائق الأثرية والتاريخية والعلمية انطباق هذه الصفات عليه حتى الآن وأوضح أنه بخصوص أحمس الذى اتهمه المؤرخ اليهودى يوسيفيوس ابن متى فى القرن الأول الميلادى بأنه فرعون موسى بناءً على فهمه الخاطئ أن العابيرو هم أنفسهم بنى إسرائيل وهم أيضًا الهكسوس الذى طردهم أحمس الأول وبالتالى فهو بذلك فرعون موسى .



ويوضح الدكتور ريحان أن الشروط لا تنطبق على أحمس فهو لم يكن مصرًا على بقائهم بل كان حلمه الأكبر تحرير مصر من الهكسوس الغزاة كما أن الهكسوس تاريخيًا استحالة أن يكونوا هم بنو إسرائيل كما أن أحمس كان يعيش فى طيبة وليس فى بررعمسو.



ويتابع الدكتور ريحان بخصوص اتهام تحتمس الأول طبقًا لنظرية J.de Micelle عام 1960والتى اعتمدت على وجود أورام بمومياء تحتمس الأول واتخذها دليلًا على إصابته بطفح جلدى نتيجة الضربات العشر، فقد وجدت أيضًا هذه الأورام فى مومياء تحتمس الثانى والثالث وحفيده أمنحتب الثانى نتيجة مرض فيروسى يصيب العصب الليفى وينتقل بين أجيال العائلة الواحدة.




كما اتهم عالم المصريات الأمريكى الدكتور هانز جيديك حتشبسوت بأنها فرعون الخروج اعتمادًا على تاريخ خروج بنى إسرائيل كما يعتقد فى ربيع عام 1477 ق.م. فى عهد الملكة حتشبسوت، وهذا التاريخ يتوافق مع حدوث انفجار بركانى بجزيرة تيرا التى تعرف بجزيرة سانتورين 70كم شمال جزيرة كريت باليونان، وأنه تصادف أن خروج بنى إسرائيل كان عقب هذا الانفجار عند وصولهم إلى بحيرة المنزلة.




ويفند الدكتور ريحان ذلك بأن اقتران انفجار بركانى فى إحدى جزر اليونان التى تبعد عن بحيرة المنزلة بأكثر من ألف كيلومتر بحدوث موجات مد فى الوقت نفسه قد وصل إلى جيش فرعون ليغرقه أنه أمر غير مقبول ولا يقبله العقل ويبدو كأنه متعمد لمثل هذه المناسبة بالذات.



 كما أنه لا يوجد فى أحداث التاريخ العام ما يثبت حدوث هذا الانفجار البركانى فى ربيع تلك السنة 1477ق.م كما أن غرق فرعون طبقًا لنص القرآن الكريم حدث بمعجزة ولا تحتاج المعجزة لتفسير علمى كحادثة الإسراء والمعراج على سبيل المثال وأمام أى معجزة إلهية نقول "سبحان الله" لأنه القادر وحده على أن يقول للشئ كن فيكون .




ولفت الدكتور ريحان إلى المغاطة التاريخية الكبرى للكاتب المصرى المهاجر إلى إنجلترا أحمد عثمان باعتبار إخناتون هو نفسه نبى الله موسى فى كتابه تحت عنوان 

 (Moses Pharaoh of Egypt, the Mystery of Akhenaten resolved)

وادعّى الكاتب أحمد عثمان أن الفرعون أمنحتب الثالث (1395- 1358ق.م.) تزوج من بنى إسرائيل وهى ابنة يويا وهى التى ولدت إخناتون (نبى الله موسى فى رأيه).



 وكان ذلك فى بلدة ثارو وهى اسم البحيرة الذى أهداها إلى زوجته الملكة تى، وأمضى طفولته فى أرض جاسان الذى كان يسكنها قوم والدته وتشرّب عقيدة التوحيد من بنى إسرائيل وعندما صار شابًا انتقل إلى طيبة حيث اعتلى عرش والده أمنحتب الثالث ثم أعلن عقيدة التوحيد .



وانتقل إلى عاصمته الجديدة "آخت آتون" وهى تل العمارنة التى تقع فى مدينة ملوى التى يرجع اسمها إلى "لاوى" الجد الأكبر لنبى الله موسى، وفى السنة 17 من حكمه حذره عمه "أى" من مؤامرة المصريين ضده فتنازل عن العرش إلى "سمنخ كارع" وفر إلى سيناء آخذًا معه صولجان الحكم وهى عصا يعلوها شكل ثعبان من البرونز والذى يثبت حقه فى العرش ثم خلفه توت عنخ آمون بعد رحيله ثم "حور محب" الذى أنهى حكم سلالة إخناتون واضطهد بنى إسرائيل وطردهم من جاسان إلى ثارو، وعهد إلى الضابط رمسيس تسخير بنى إسرائيل.




وينفى الدكتور ريحان هذه القصة المشوهة تاريخيًا بعدة أدلة فبخصوص الإدّعاء بأن إخناتون ولد فى ثارو بالقنطرة شرق فهو خطأ لغوى من الكاتب أحمد عثمان لأن البحيرة الذى أهداها أمنحتب الثالث لزوجته تى اسمها المصرى القديم "زعرو خا" ومكانها الحالى بركة هابو بمدينة هابو غرب الأقصر وقد قرا الإسم خطأ فى المراجع الإنجليزية التى كتبته بدون حرف العين لعدم وجودها فى الإنجليزية هكذا (Zarw kha) وحوّل حرف الزين ثاء فنطقت ثارو وأسقط المقطع الأخير لتعمده التحريف لإسم مدينة قريبة من أرض جاسان الذى سكنها بنو إسرائيل.




أمّا بخصوص ملوى فى صعيد مصر فإن أصلها فى القبطية "منلاو" المشتقة من المصرية القديمة "مرى" أو مريت بمعنى ميناء لأنها كانت ميناءً للمقاطعة السادسة عشرة التى تمتد حتى حدود المنيا، ولا علاقة لها بإسم جد من بنى إسرائيل.



كما أن الملك "أى" ليس عم إخناتون فلم يرد فيما دونه الكاهن "أى" الذى أصبح ملكًا على مصر بعد موت توت عنخ آمون أى إشارة إلى انتسابه للأسرة الملكية، وأن صولجان الحكم ليس على هيئة عصا يعلوها ثعبان كما ذكر أحمد عثمان وهذا يتضح فى الصور والرسوم التى ظهر فيها الصولجان على شكل عصا معقوفة وهى فى الأصل كانت عصا الراعى فى عصور ما قبل التاريخ.



ويتابع الدكتور ريحان بأن الإدّعاء بأن الذى سخّر بنى إسرائيل فى بناء مدينة رعمسيس هو رمسيس الأول هى مغالطة تاريخية، لأن الأدلة الأثرية تثبت أن الذى شيد بررعمسيس هو رمسيس الثانى لتكون عاصمة حربية فى شرق الدلتا لقربها من ميادين حروبه فى الشام، والإدّعاء بأن إخناتون خرج ببنى إسرائيل من ثارو لا يتوافق حتى مع المصدر الوحيد لها وهو التوراة التى ذكرت فى سفر الخروج أن موسى عليه السلام خرج ببنى إسرائيل من مدينة رعمسيس 



ويواصل الدكتور ريحان فى تقرير تالى تفنيده لاتهام حور محب ورمسيس الثانى ومرنبتاح بأنهم فراعنة نبى الله موسى 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق