علاء الدين ظاهر
كشف خبير الآثار الدكتور عبد الرحيم ريحان مدير عام البحوث والدراسات الأثرية والنشر العلمى بجنوب سيناء بوزارة السياحة والآثار أنه فى اليوم العالمى للمرأة 8 مارس منذ عام 1945 أصبح ميثاق الأمم المتحدة أول وثيقة دولية تؤكد مبدأ المساواة بين النساء والرجال.
# كيان أنثوي
واحتفلت الأمم المتحدة بأول يوم دولى رسمى للمرأة فى 8 مارس خلال السنة الدولية للمرأة فى عام 1975 وبعد ذلك بعامين فى ديسمبر 1977 اعتمدت الجمعية العامة قرارًا يقضى بإعلان يوم الأمم المتحدة لحقوق المرأة والسلام الدولى فى أى يوم من السنة من قبل الدول الأعضاء، وفقا لتقاليدها التاريخية والوطنية.
ونصح ريحان الرجل بأن لا ينظر إلى المرأة ككيان أنثوى من أول وهلة بل امرأة متكاملة وأن احترام كيانها هى أولى الخطوات للوصول إلى قلبها وسيكتشف بمرور الوقت مواطن جمال غابت عن نظرته السطحية، فهى مملكته يعيش فيها وتعيش فيه،يحتويها فتحتويه.
وأن يحرص على اكتشاف مواطن جمال جديدة فيها كل يوم داخلية وخارجية، فإذا رأت فى عينيه نظرة باحث عن الجمال لن يرى منها إلا ما هو جميل وتتوجه ملكًا فى مملكتها الصغيرة وتحيطها بأسوار من الماس وتبذر أرضها جدائل من الزهور ليجلس بين طرقاتها مستمتعًا بجمالها متوجًا ملكًا فى مملكتها فى أحضان الطبيعة الممزوجة بعذوبة الحديث ورقة الكلمات التى تلتقطها الطيور من أفواههم لتتغنى بها وتحكيها للأجيال جيل بعد جيل
# التاج الحتحوري
ويوضح الدكتور ريحان أن المصرى القديم جسّد كل هذه المعانى وكل هذا الحب والاحترام والمكانة للمرأة فى العمارة والفنون المصرية القديمة وقد خلّد الملك رمسيس الثاني اسم زوجته نفرتاري في التاريخ ببناء المعبد الصغير على بعد مائة متر شمال شرق معبده وارتبط اسمها بأشهر المعابد في مصر وهو معبد أبو سمبل وبه تمثال الملكة نفرتاري وهي ترتدي فستان طويل شفاف.
وتضع على رأسها التاج الحتحوري المميز الذي يتكون من الريشتين وبينهما قرص الشمس واكتشفت مقبرة نفرتاري بمنطقة البر الغربي بمدينة الأقصر عام 1904 على يد بعثة إيطالية برئاسة الأثرى الشهير "سكياباريللي" وصورت نفرتاري بمقبرتها تضع على رأسها تاجًا من الذهب على هيئة طائر الرحمة "نخبتط" وقد تزينت الملكة بالكثير من الحلى من أقراط وأساور وعقود
# أعلي المناصب
وينوه إلى وصول المرأة فى مصر القديمة إلى أعلى المناصب السياسية فهناك ملكتان اعتليا عرش مصر كحكام هما "حاتشبسوت" في الأسرة الثامنة عشر و"تاوسرت" في الأسرة التاسعة عشر وقد حملت ملكات الدولة الحديثة ألقابًا عديدة ذات طابع سياسى مثل "سيدة الأرضين" وهو اللقب المناظر للقب الملك "سيد الأرضين" فى إشارة إلى نفوذ الملك الممتد على مصر العليا والسفلى وحملت المرأة ألقابًا عظيمة فى مصر القديمة مثل "طاهرة اليدين" "العظيمة فى القصر" "سيدة الحب" "سيدة الجمال" "عظيمة البهجة" وقد بلغ عدد ملكات الدولة الحديثة 60 ملكة.
# الدور السياسي
ولفت إلى أن الدور السياسي للمرأة في الوجه القبلي كان بارزًا حيث شاركن فى تسيير شئون البلاد السياسية والدبلوماسية وعلى سبيل المثال والدة الملك رمسيس الثانى "تويا" وزوجته الأثيرة "نفرتاري" شاركن في معاهدة السلام التي أبرمها الملك مع الحيثيين فى العام الرابع والثلاثين من عهده والتى تعتبر أقدم معاهدة صلح فى التاريخ كما كن وصيات على عرش مصر مثل "أحمس نفرتاري" التي كانت وصية على إبنها إمنحتب الأول و"حاتشبسوت" التى كانت وصية على إبن زوجها تحتمس الثالث.
# مرحلة التقديس
ويشير الدكتور ريحان إلي أن احترام المرأة فى مصر القديمة وصل إلى مرحلة التقديس وقد قدست بعض الملكات مثل "أحمس نفرتارى" التي وضعت في صفوف المعبودات وظل تقديسها حتى العصر المتأخر كما وجدت بعض مظاهر تقديس لملكات منهن "أحمس مريت آمون"، "أحمس"، "مريت رع حاتشبسوت"، "تى عا"، ""تى"، "نفرتيتى"، "نفرتارى"
وهناك بعض أسماء لملكات الدولة الحديثة يحملن دلالات دينية تشير إلى ارتباط الملكة بمعبود معين مثل "موت نجمت"، "إيزيس"، "مريت آمون"، "مريت آتون" وغيرها ، كما نجد أسماء تشير إلى صفات مثل "نفرتاري وتعني أجمل النساء"، "نبت تاوى وتعنى "سيدة الارضين"، "نفرتيتى وتعنى الجميلة قادمة"، "تا- خعت تعنى "المشرقة".
# الإحترام المتبادل
ويتابع بأن الحياة الزوجية فى مصر القديمة كان يسودها المودة والرحمة والاحترام المتبادل وكانوا أحرص الناس علي إقامة حياة زوجية ناجحة وتأتي نصوص التعاليم المصرية لتؤكد علي ضرورة المحافظة علي العلاقات القوية بين الزوجين ومنها تعاليم بتاح حتب (الأسرة الخامسة)
فنجده يشير إلى مسئولية الرجل تجاه زوجته قائلًا : "اذا أصبحت رجلًا معروفًا فتزوج، وأحبب زوجتك كما يليق بها، قدم لها الطعام وأسعد قلبها ما حييت" ويقول الزوج " اذا طلقتك وكرهتك وأحببت امرأة أخري فإنني سأدفع لكِ أوزان الذهب والفضة المتفق عليها " أما إذا كان الانفصال من جانب الزوجة فيقول الزوج " اذا كنت أنت التي ترغبين في الرحيل أو ترك المنزل أي تهجرينني كزوج فلكِ الحرية في الانفصال "
# مواقد بدائية
وينوه إلى مساندة الزوجة لزوجها فى العمل ودعمه بل واكتشاف فرص عمل له ومنها أن المرأة المصرية كان لها الفضل في اكتشاف معدن النحاس وكان قدماء المصريين يرسلون بعثات وحملات للتعدين لاستخراج الفيروز من سيناء وكانت المرأة ترافق زوجها في الرحلة .
وكن النساء يقمن بإعداد الطعام على مواقد بدائية عبارة عن حفرة في الأرض الجافة توضع بها قطع الأخشاب وفروع الأشجار للوقود قبل اكتشاف الفحم النباتي وقد لاحظن النساء البريق المعدني الأصفر يلمع وسط رماد النار بعد خمودها وقد كانت بعض مكونات النحاس بسيناء على شكل رواسب في الطبقات السطحية من الأرض وبذلك بدأت عمليات اكتشاف النحاس.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق