علاء الدين ظاهر
من منا لم يسمع في يوم ما عن "أمنا الغولة"،وهي شخصية خرافية يعرفها الجميع، خاصةً الأطفال فى الحكايات التى كانت تروى لنا قديماً،وتتحدث عن سيدة بشعة الوجه تخرج من أي مكان وتقضي على أى كائن حي أمامها.
هذه الحكاية مرتبطة بأحد آلهة المصريين القدماء، وهي تطلق على الالهة "سخمت" آلهة الحرب والدمار والفزع .. وفى نفس الوقت هى آلهة الطب، وهى عين الإله رع،وتقف بشكل مثير في متحف مطار القاهرة الدولي بمبنى٣،والذي يعرض تمثال للمعبودة "سخمت" يعود لعصر الدولة الحديثة،ومنه عرفنا الحكاية كلها.
وسخمت تظهر بصورة إمرأة آدمية ورأس لبؤة "أنثي الأسد"، وهي من تسبب المرض ومن تعالجه، أما عن سبب ارتباطها بإسم "أمنا الغولة"، الحكاية بدأت قديماً منذ عشرات السنين، عندما اكتشف عالم الآثار الفرنسي "چورچ ليجران" في يوم 26 ديسمبر سنه 1903 واحدة من أكبر خبايا مصر كلها
وهي "خبيئة الكرنك" حيث اخرجوا من تحت الأرض أكثر من 8000 تمثال وكان في ذات الوقت 7 اطفالاً بيلعبون فوق تلة في الكرنك بجوار حائط اثناء الحفر بمعبد الكرنك فسقط الجدار عليهم.
وتزامن موت الأطفال مع العثور على تماثيل للإلهة "سخمت"، مما تسبب فى تغذية قصة" أمنا الغولة " ملتهمة الأطفال وقتها،وساد الاعتقاد بأنها تخرج فى الليل من معبد الكرنك تلتهم الأطفال، ووجه الآلهة "سخمت " الذى يمثل رأس اللبؤة المخيف ساعد على انتشار هذه القصص فامتنع عمال الحفر عن العمل فى المعبد خوفا من " سخمت ".
فقام الباحث الآثري جورج ليجران الفرنسي بإزالة هذا الاعتقاد من داخل قلوب العمال والأهالى ، حيث ادعى انه ألقى تعويذة بالهيروغليفية حتى ينهى أسطورة "سخمت " وهنا صدقه أغلب عمال الحفريات وقتها واذاعوا فى البلاد بأنه تم إنهاء أسطورة "أمنا الغولة ".
ولكن انتشرت الشائعة ودارت في مصر كلها آنذاك، وهي أن سخمت اصبح لها كرامات وارتبطت بالإنجاب"بما انها بتبلع الأطفال يبقي تقدر تجيبهم، فتأتي النساء لتدور حول تمثالها لفك العقم والإتيان بالولد".
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق