16‏/08‏/2021

خبير آثار يشيد بوضع مسار العائلة المقدسة بمصر على خريطة السياحية الدينية الأوروبية

علاء الدين ظاهر

أعلن الأب جوناثان دي ماركو مدير القطاع العام للسياحة فى الفاتيكان، أن مسار رحلة العائلة المقدسة تم وضعه علي خريطة المسارات السياحية الدينية في إيطاليا وأوروبا خلال مشاركته في مؤتمر "البحر الأبيض المتوسط والوباء" الذي عقد في مدينة سانت ماريا دي لوكا بإيطاليا ودعى الشباب والشيوخ في إيطاليا وأوروبا إلي زيارة مسار العائلة المقدسة في مصر.


وفى هذا الإطار أشاد خبير الآثار الدكتور عبد الرحيم ريحان مدير عام البحوث والدراسات الأثرية والنشر العلمى بجنوب سيناء بوزارة السياحة والآثار بهذه الخطوة التى ستشجع الأوروبيون على زيارة مصر للتبرك بمسارات السيد المسيح على أرضها وقد بارك السيد المسيح أرض مصر من رفح بسيناء إلى الدير المحرق بأسيوط فى رحلة ثلاث سنوات و11 شهر فى مسافة 2000كم ذهاب وإياب وقد جاء السيد المسيح طفلًا أقل من عام وعاد صبيًا وشملت البركة مواقع بها اليوم آثار وآبار وأشجار ومغارات ونقوش صخرية


وأوضح الدكتور ريحان أن العائلة المقدسة جاءت من فلسطين على دابة وشملت السيدة العذراء تحمل السيد المسيح طفلُا والقديس يوسف النجار عن طريق شمال سيناء ثم اتجهت إلى الدلتا ثم إلى وادى النطرون فمنطقة حصن بابليون لتأخذ طريقها فى نهر النيل إلى نهاية الرحلة بدير المحرق بالقوصية محافظة أسيوط .


جاء السيد المسيح طفلًا أقل من عام وعاد صبيًا وشملت البركة مواقع بها اليوم آثار وآبار وأشجار ومغارات ونقوش صخرية

 

وشملت المحطات بمسمياتها الحالية وكانت لها مسميات قديمة أثناء الرحلة، رفح، الشيخ زويد، العريش، الفلوسيات، القلس، الفرما، تل بسطة، مسطرد، بلبيس، منية سمنود، سمنود، سخا، بلقاس، وادي النطرون، المطرية وعين شمس، الزيتون، وسط القاهرة حارة زويلة وكلوت بك، مصر القديمة وحصن بابليون، المعادي، منف، دير الجرنوس، البهنسا، جبل الطير، أنصنا، الأشمونين، ديروط، ملوي، كوم ماريا، تل العمارنة، القوصية، ميرة، الدير المحرّق وفى طريق العودة مرت العائلة المقدسة على جبل أسيوط الغربي "درنكة" إلى مصر القديمة ثم المطرية فالمحمة ومنها إلى سيناء.


ويشير الدكتور ريحان إلى نماذج من معجزات السيد المسيح فى المواقع الذى باركها بمصر فبعد عبور العائلة المقدسة سيناء اتجهوا إلى "تل بسطة" بالقرب من الزقازيق، ولم تقبلهُم المدينة وأهلها ورفضوا إقامة العائلة المُقدسة فى وسطهم، فأرشدهم أحد أهالى المدينة إلى موقع وجدوا فيه شجرة حيث مكثوا عندها وأنبع الطفل نبع ماء، فأحمته العذراء وغسلت ملابسه وسمى هذا المكان "المحمة" أى مكان الإستحمام، وتسمى الآن مُسطرد، وقال السيد المسيح " كل من يأتي ويستحم فى ماء هذا البئر فى مثل هذا اليوم من كل عام يشفى من جميع أمراضه، وقد بُنيت في هذا المكان كنيسة على اسم القديسة العذراء عام 901م


ولفت الدكتور ريحان إلى مرور العائلة المقدسة فى بلبيس حيث أستظلوا بشجرة عرفت فيما بعد بــ "شجرة مريم" وحتى الآن يدفن المسلمون حولها أمواتهم تبركًا بها. ويروى أنه أثناء الحملة الفرنسية على مصر مر عليها جنود نابليون وأرادوا أن يقتطعوا من هذه الشجرة خشبًا لطهى طعامهم فلما ضربوها بالفأس أول ضربة بدأت تدمي فأرتعب العسكر ولم يجرؤوا بعد ذلك أن يمسوها، وتباركوا بها وكتبوا أسمائهم على فروعها ومنهم شفى من مرض الرمد


ونوه الدكتور ريحان إلى سمنود و معجزة الماجور الحجرى حين رحب أهلها بقدوم العائلة المقدسة  ويقال إنها أقامت فى المدينة ما بين ١٤ و١٧ يوما وقد أهدى أهالى البلدة السيدة العذراء ماجورًا حجريًا لتعجن فيه، فى الوقت الذى أنبع السيد المسيح عين ماء فى المكان الذى أقاموا به، ويوجد بالكنيسة الحالية "كنيسة السيدة العذراء والشهيد أبانوب بسمنود" ماجور كبير من حجر الجرانيت يوضع فيه ماء مصلى عليه.


وفى سخا بكفر الشيخ معجزة ماء كعب يسوع حيث أوقفت السيدة العذراء مريم ابنها على قاعدة عمود، فغاصت مشطا قدميه فى الحجر وانطبعت قدميه، وقد تفجّر نبع ماء وسمى هذا المكان "كعب يسوع"، وأصبح الموقع بركة للناس حيث يأتون ويضعون فى مكان القدم زيتًا ويحملونه إلى بلادهم وينتفعون ببركة هذا الزيت فى الشفاء


ويشير الدكتور ريحان إلى عطش السيد المسيح بوادى النطرون، ولم تجد السيدة العذراء مصدرًا للماء سوى بحيرة شديدة الملوحة، فخاضت داخلها لأمتار، وأخذت بعض الماء منها لتروي طفلها، ليتحول الماء المالح إلى عذب، ويتفجر في نفس الوقت ينبوع مياه عذبة بارتفاع 1.5 متر عن سطح المياه العادية، والتدفق لازال حتى اليوم وهى  معجزة "نبع الحمراء" في التراث المسيحي وهذه المياه مباركة ولها معجزات سواءً المالحة منها أو النبع العذب، فهي تشفي أمراض الروماتويد والروماتيزم، وجميع أمراض الحساسية بأنواعها


ويتابع الدكتور ريحان بأن سبب شهرة المطرية هى جلوس العائلة المقدسة تحت شجرة بها وكانوا فى احتياج للماء، وبدأ الطفل يلعب بقدميه فى الأرض، فنبع عين ماء، شربوا منه، ثم غسلت العذراء ملابس الطفل، ثم صبت ماء الغسيل على الأرض، فأنبتت فى تلك البقعة نباتًا عطريًا ذو رائحة جميلة، ويُعرف هذا النبات باسم البلسم أو البلسان، وللآن هذه الشجرة موجودة بالمطرية وتعرف باسم شجرة مريم


ومكثت العائلة المقدسة فى مغارة شهيرة قرب حصن بابليون " كنيسة أبى سرجة حاليًا" وبالكنيسة بئر ماء قديمة شرب منها السيد المسيح، يغطيها باب زجاجي يكشف عن البئر وعلى شاطئ نهر النيل بمنطقة المعادى فى القاهرة تقع كنيسة السيدة مريم العدوية، بطرازها الأثرى المميز، والتى تعتبر شاهدة على رحلة العائلة المقدسة إلى مصر.


حيث يوجد بداخلها سلالم أثرية ترجع للقرون الميلادية الأولى كانت تستخدم قديما أثناء فيضان النيل وفى 12 مارس 1976 ميلادية رأى شعب الكنيسة كتابًا مقدسًا ضخمًا يطفو على سطح المياه وهو مفتوح على سفر أشعياء الإصحاح 19 عند قول الرب "مبارك شعبى مصر" ويوجد الآن هذا الكتاب المقدس داخل الكنيسة.


ويتابع الدكتور ريحان بأن العائلة المقدسة مكثت في مغارة بجبل الطير بسمالوط، وفى هذا المكان المبارك أنشأت القديسة هيلانة أم الإمبراطور قسطنطين كنيسة منحوتة في الصخر عام 328 م وجدّدها الأنبا ساويرس مطران المنيا والأشمونين 1938م وعرفت الكنيسة بالكف لمعجزة السيد المسيح حين منع سقوط صخرة عليه ووالدته عندما سند الصخرة الكبيرة بكفه الصغير، فأنطبع كفه على الصخرة.


وصار الجبل يُعرف باسم "جبل الكف" وفى الأشمونين بمحافظة المنيا شجرة تسمى برسيا من نوع شجر الغار وقيل أنها من شجرة اللبخ وفى اللحظة التى أقترب فيها السيد المسيح من باب المدينة أنحنت الشجرة إلى الأرض على الرغم من علوها ونال الكثير بعد ذلك الشفاء من أوراقها.


ويضم دير المحرّق بأسيوط البيت التى عاشت فيه العائلة المقدسة فى نهاية الرحلة وبقى على مساحته ثم تحول فى العصر المسيحى المبكر إلى كنيسة، وتميز هيكلها بمذبح حجرى والمعروف لدى علماء الآثار باستخدامه منذ عصر مبكر، وهو الحجر الذى جلس عليه السيد المسيح طبقًا للتقليد، أما صحن الكنيسة فقد تغير فى القرن 19م

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق