علاء الدين ظاهر
يتميز متحف قصر المنيل بعناصر معمارية وزخرفية كثيرة ورائعة،ومنها جدرانه المكسوة بالبلاطات الخزفية من ازنيك"أزنيك"أو أزنيق كما ينطقها الأتراك،وهي مدينة صغيرة في سهل مرمرة كانت تعرف خلال العصر البيزنطي باسم «نيقيه»، وهي تبعد قرابة 90 كم عن اسطنبول.
قصة بلاط أزنيق كشفها لنا الدكتور ولاء الدين بدوي مدير عام المتحف،وقال:يعود الفضل في تركيز صناعة بلاطات الخزف في «أزنيك» للمعماري التركي خوجة سنان،والذي كان يُصمِّم ويشرف على بناء المساجد في أرجاء الخلافة العثمانية خلال عصر السلطان سليمان القانوني،إذ كان يعهد دائما لمصنع «أزنيك» الحكومي بعمل بلاطات تكسية الجدران بالمباني التي قام بتشييدها.
وكانت رؤية صناع الخزف تنطلق من فلسفة مفادها أن بيوت الله في الأرض هي المساجد، وهي بوابة عبور المصلين باتجاه الجنة الخالدة،ومن ثم وجب تزيينها بالورود والأزهار التي يمكن أن يصادفوا ما يفوق جمالها في جنات الفردوس.
ولذلك عمد الخزافون إلى جعل البلاطات الخزفية حال اتصال بعضها ببعض كحدائق مزدهرة بالأوراق النباتية والأشجار والورود والأزهار من مختلف الأنواع والأشكال والألوان،وبدأت صناعة الخزف في الدولة العثمانية ببلاطاتٍ في الجامع الأخضر والتربة الملحقة به في مدينة بورصة سنة 1424م .
ثم انتقل الخزف العثماني إلى مرحلة جديدة مهمة، بالطلاء المرسوم باللونين الأبيض والأزرق،وهي إبداعات تجّــلت في جامع السليمانية،ثم أُدخلت بعض الإضافات باللون الأحمر في منتصف القرن 16 م.
واضاف:وتوالت التجديدات لتشمل الألوان والتصميمات معاً،وبرز ذلك في بلاطات مسجد رستم باشا" 1561م"،حيث يوجد 41 نوعاً من أزهار الخزامى "زهرة اللاله(التوليب) وكانت هذه طفرة فنية عظيمة من ابتكارات مصانع مدينة ازنيق.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق