19‏/10‏/2021

فى ذكرى المولد النبوى..خبير آثار يرصد أسباب دعوة حفيدة الرسول"ص"بالنصر لأهل مصر

علاء الدين ظاهر

دعت السيدة زينب حفيدة الرسول الكريم عليه الصلاة والسلام لأهل مصر قائلة "نصرتمونا نصركم الله، وآويتمونا آواكم الله، وأعنتمونا أعانكم الله، وجعل لكم من كل مصيبة مخرجًا ومن كل ضيق فرجًا".



وعن أسباب دعوتها الكريمة التى تتحقق فى مصر يومًا وراء اليوم منذ نصر أكتوبر والخروج من كل أزماتها بسلام بفرج الله عز وجل،جاءت تصريحات خبير الآثار الدكتور عبد الرحيم ريحان مدير عام البحوث والدراسات الأثرية والنشر العلمى بجنوب سيناء بوزارة السياحة والآثار




قال ريحان:الصحابى الجليل مسلمة بن مخلد الأنصارى والى مصر عام 47هـ من قبل الخليفة الأموى معاوية بن أبى سفيان هو الذى استقبل السيدة زينب إبنة الإمام على بن أبى طالب وحفيدة رسول الله صلى الله عليه وسلم فى مصر حين اختارت الإقامة بمصر عقب مقتل أخيها الحسين حيث توجه هو وأعيان مصر للقائها ووافق دخولها رضى الله عنها إلى مصر أول شعبان سنة 61هـ وأنزلها الوالى مسلمة بداره بالحمراء القصوى فأقامت بها أحد عشر شهرًا ونحو 15 يوم من شعبان



وأشار الدكتور ريحان إلى استقبال أهل مصر للسيدة زينب استقبالًا رائعًا لم يسبق له مثيل وفرحوا بقدومها  حبًا في جدها المصطفى- صلى الله عليه وسلم- وهى أخت الحسن والحسين محبوبي نبي الله وبعد الترحيب الكبير من أهل مصر دعت دعوتها الشهيرة لأهل مصر فقالت "أهل مصر، نصرتمونا نصركم الله، وآويتمونا آواكم الله، وأعنتمونا أعانكم الله، وجعل لكم من كل مصيبة مخرجًا ومن كل ضيق فرجًا".



 وحين استقرت السيدة زينب بأرض مصر وهبها والي مصر آنذاك قصره كله للإقامة فيه لكنها اكتفت بغرفة واحدة في القصر أقامت بها وجعلتها مكانا لتعبدها وزهدها وتحولت هذه الغرفة بعد وفاتها إلى مقامها الآن فتسمى هذه الغرفة مقام السيدة زينب وأوصت السيدة زينب قبل وفاتها بأن يتحول باقي القصر إلى مسجد فكان لها ذلك وتحول قصر الوالي إلى مسجد السيدة زينب رضي الله عنها.



ويتابع الدكتور ريحان بأن السيدة زينب رضى الله عنها حين أحست بدنو أجلها طلبت من مسلمة بن مخلد أن يجهز لها مخدعًا بمحل سكنها فى داره وحدث أن استقرت تقرأ القرآن به ولما أكملت عدة قرائتها إحدى عشرة مرة دخل عليها مسلمة فقالت له  يا مسلمة إنك بعدنا وتوفى مسلمة بعد السيدة زينب رضى الله عنها وكانت المدة بينهما هى إحدى عشرة يومًا 



ويشير الباحث الآثارى المتخصص فى الآثار الإسلامية أبو العلا خليل إلى أن مصر كما تشرف بوجود مقام السيدة زينب فهى تشرف بوجود مقام الصحابى الجليل مسلمة بن مخلد الذى استقبلها مع كل أهل مصر بالترحاب الشديد والذى يقع بمجمع الأديان قرب جامع عمرو بن العاص بشارع سوق مسلمة بمصر القديمة بمذبح الجمل .




وهو الصحابى الجليل مسلمة بن مخلد بن الصامت الأنصارى الصحابى الخزرجى ولد عند مقدم النبى صلى الله عليه وسلم إلى المدينة المنورة وكان عمره عشر سنوات حين موت النبى صلى الله عليه وسلم، وجاء إلى مصر ضمن المدد الذى طلبه القائد عمرو بن العاص من الخليفة عمر بن الخطاب رضى الله عنهما وكان جيش عمرو يومئذ يبلغ أربعة آلاف جندى.



فإنه لما أبطأ الفتح على عمرو بن العاص كتب الى الخليفة عمر بن الخطاب يطلب منه المدد فأمده بأربعة آلاف رجل على كل ألف رجل منهم رجل مقام الألف وكتب إليه عمر يقول إنى قد أمددتك بأربعة آلاف رجل على كل ألف رجل منهم رجل مقام الألف وهم  الزبير بن العوام والمقداد بن الأسود وعبادة بن الصامت ومسلمة بن مخلد وأعلم أن معك اثنى عشر ألفًا ولا يغلب إثنا عشر ألفًا من قلة .



ويضيف أبو العلا خليل أنه فى عام 47هـ تولى مسلمة بن مخلد ولاية مصر من قبل الخليفة الأموى معاوية بن أبى سفيان بعد عزل الوالى عقبة بن عامر الجهنى وفى أيامه بنيت أول كنيسة بفسطاط مصر وهو صاحب أول زيادة فى جامع عمرو بن العاص حين ضاق المسجد بأهله فزاد فيه من شرقيه ومن بحريه وجعل له رحبة كان الناس يصيفون فيها .



كما يعد مسلمة أول من جعل المآذن فى المساجد الإسلامية عام 53هـ وكانوا قبل ذلك يؤذنون على ظهر الجامع أو على بابه وتتضمن عمارة مسلمة لجامع عمرو بن العاص بناء صومعة عند كل ركن من أركانه وجعل فيه منائر وزاد عدد المؤذنين وأمرهم أن يؤذنوا للفجر اذا مضى نصف الليل وأمر ألا يضرب فيه ناقوس عند الفجر كما كان يضرب أولًا



ويذكر السخاوى فى كتاب تحفة الأحباب  (وبمصر الموضع المعروف بمذبح الجمل فيه قبر الرجل الصالح مسلمة بن مخلد) ويضيف إبن الزيات فى كتاب الكواكب السيارة فى ترتيب الزيارة (ولم يكن بمصر قبر أصح من قبر مسلمة بن مخلد بمذبح الجمل) .



ويضيف الواقدى ( أن مسلمة كان إذا قرأ القرآن فى المحراب يسمع سقوط دموعه على الأرض) وكان سيدى مسلمة بن مخلد الأنصارى والحديث للنبهانى فى جامع كرامات الأولياء مجاب الدعوة بدعاء صاحب الشرع صلى الله عليه وسلم " اللهم علمه الكتاب ومكن له فى البلاد وقه العذاب  ومن كراماته أنه كان إذا نزل واديًا ولا ماء به دعا الله تعالى فيسقون فى الوقت  وكانت ولاية مسلمة بن مخلد من عام 47 إلى 68 هـ 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق