24‏/11‏/2021

خرطوش كليوباترا وبقايا كنيسة ومقياس للنيل..إكتشافات أثرية مثيرة في طريق الكباش

علاء الدين ظاهر

علي مدار السنوات الماضية لم يكن طريق الكباش صامتا،بل كان يبوح من حين لآخر بعشرات الاكتشافات الأثرية،وذلك نتيجة حفائر تتم ضمن مشروع تطوير وترميم الطريق،ونستعرضها في التقرير التالي.
   


2008  .. مباني بطلمية
كشفت البعثة المصرية التابعة للمجلس الأعلى للآثار عن 4 تماثيل من الحجر الرملى لأبو الهول، أثناء أعمال التنقيب الأثرى فى الجزء الواقع بين مدينة خالد بن الوليد و معبد الأقصر بالبر الشرقى،وهى المنطقة التى كان يشغلها مركز شرطة الأقصر وتم هدمهً ونقل من مكانه فى إطار خطة إزالة الإشغالات للكشف عن طريق الكباش الذى كان يربط بين معبد الأقصر والكرنك


وهذه التماثيل وجدت مفقودة الجزء العلوى ومثبتة فوق قواعد من الحجر الرملى الذى أحضره المصرى القديم من محاجر جبل السلسلة شمال مدينة أسوان،وهذه القواعد نقش عليها بالغائر اسم وألقاب وخرطوش الملك نختنبو مؤسس الأسرة الثلاثين ( 380-363 ق.م)


كما عثرت البعثة أيضاً على بعض المبانى البطلمية والرومانية حول طريق الكباش من أهمها بلوك من الحجر الرملى عليه خرطوش الملكة كليوباترا السابعة،مما يؤكد أنها شيدت بعض المبانى فى العصر البطلمى أمام معبد الأقصر،وكما قال منصور بريك المشرف العام على منطقة آثار الأقصر حينها هذه التماثيل مرجح أنها كسرت أثناء أعمال بناء وتشييد قسم شرطة الأقصر خلال القرن الماضى.



2010  .. بقايا كنيسة
فى إطار خطة الدولة للكشف عن طريق الكباش وإظهاره بالصورة الأثرية والحضارية اللازمة،أجريت أكبر عملية حفائر للكشف عن هذا الطريق وشارك فى الحفائر والترميم حوالى 30 أثرى و 30 مرمم،وعثر على آلاف القطع المتناثرة من رأس وجسم وذيل لعدد من هذه الكباش،وقام فريق ترميمً بترميمها وعمل قاعدة لها.


وحينها تم تقسيم الطريق إلى قطاعات فى كل قطاع مجموعة عمل كبيرة من الأثريين والمرممين والمهندسين تقوم بالحفر والترميم والتخطيط على أعلى مستوى ، حيث أن القطاع الأول والذى يقع من أمام معبد الأقصر وحتى شارع يوسف حسن ويبلغ طوله 200 متر.


والقطاع الثانى يقع أمام سنترال الأقصر ويبلغ طوله 300 متر وهو من أصعب القطاعات وذلك لمرور كابلات الكهرباء والتليفونات والصرف الصحى الخاصة بمحافظة الأقصر فى هذا القطاع.


والقطاع الثالث يمتد من شارع المطحن وحتى حديقة السنترال ويبلغ طوله 650 متراًَ وكانت تشغله مساكن عشوائية كثيرة جداً وطرق أسفلتية. والقطاع الرابع يقع خلف مكتبة مبارك العامة فى المنطقة المحصورة ما بين شارع المطار وحتى شارع المطحن 600 متر ، وهذه المنطقة كانت مليئة بالزراعات،أما القطاع الخامس ويمتد من شارع المطار وحتى معبد الكرنك وهو من أطول القطاعات.



وتم عن مجموعة كبيرة من التماثيل لأبو الهول كانت فى الماضى تزين هذا الطريق ليصل إجمالى عدد التماثيل المكتشفة حتى 2010 650 تمثال من أصل 1350 تمثالاً بعض هذه التماثيل عثر عليه مهشم إلى أجزاء حيث أعيد إستخدام الطريق فى العصور الرومانية وكذلك فى القرون الوسطى.


وأهم ما كشف عنه فى القطاع الأول مجموعة من المبانى الرومانية والورشة الخاصة لصناعة الفخار أعيد إستخدام بعض التماثيل فى تشييد المبانى الخاص بها ، وكذلك بعض الأحجار المنقوشة من أهمها قطعة من الحجر عليها خرطوش الملكة " كليوباترا السابعة" (51-30 ق.م) .


مما يؤكد أن هذه الملكة الشهيرة كانت لها بعض المبانى الدينية فى العصر البطلمى،حيث يعتقد د.زاهي حواس عالم الآثار أن الملكة كليوباترا قد زارت هذا الطريق أثناء رحلتها النبيلة مع مارك أنطونيو ورممته وتركت الخرطوش الخاص بها هناك.


كما تم العثور على بقايا واحدة من مقاصير الملكة حتشبسوت والتى قام الملك نختنبو بإعادة إستخدام أحجار أعمدتها فى بناء قواعد تماثيل أبو الهول ، كذلك تم الكشف عن معاصر لإنتاج النبيذ ترجع للعصور الرومانية وكذلك صهريج ضخم للتخزين وورش كثيرة كان العمال يستخدمونها أثناء عملهم وكشف بها على العديد من الأوانى الفخارية واللوحات الجنائزية والتى كانت تميز هذا العصر


وفي عام 2010 أيضا تم العثور علي بقايا كنيسة ترجع للقرن الخامس الميلادي ومقياس للنيل خلال أعمال الحفائر في طريق الكباش الموصل بين معبدي الأقصر والكرنك،وبقايا الكنيسة تم العثور عليها في القطاع الثاني من الطريق الذي ينقسم إلي خمسة قطاعات.


وقد تم تشييد هذه الكنيسة في القرن الخامس الميلادي باستخدام كتل حجرية خاصة بمعابد قديمة ترجع للعصر البطلمي حيث تمثل تلك المناظر الملوك البطالمة والرومان وهم يقدمون القرابين للآلهة المصرية وتحتوى هذه الكتل الحجرية نقوشاً دينية بالحفر الغائر في حالة جيدة من الحفظ .


وحينها تم الترجيح أن هذه القطع تعود للمعابد أو المقاصير التي أنشأها الملوك البطالمة والرومان في الأقصر على امتداد الطريق الموصل بين معبدي الأقصر والكرنك وتم إعادة استخدامها في تشييد الكنائس أو تحويل تلك المنشآت إلي كنائس،وتم اكتشاف كتلة حجرية كبيرة تحتوي نقوشا خاصة بعمدة طيبة منتومحات في عصر الأسرة السادسة والعشريين  ( 664-525 ق.م)


وتم العثور أيضا على مقياس للنيل في القطاع الرابع من طريق الكباش مشيد من الحجر الرملي وعلى شكل دائري ويحتوى سلما حلزونيا ويبلغ قطره سبعة أمتار وعثر بداخله على مجموعة من الأواني الفخارية التي ترجع لنهاية عصر الدولة الحديثة ( 1569-1081 ق.م)


أيضا تم العثور على العديد من قواعد تماثيل الكباش في القطاع الأخير من طريق الكباش أمام معابد الكرنك وتحتوى هذه الكتل على نقوش ومناظر وتؤكد أن الملك أمنحتب الثالث ( 1410-1372 ق.م)   هو الذي شيد هذا الجزء من الطريق .



كما تم أيضا العثور علي 12 تمثالاً جديداً من التماثيل التى ترجع إلى عهد الملك نختانبو الأول (380-363 ق.م) آخر ملوك الأسرة 30 ( 380-343 ق.م ) وهذه التماثيل تأخذ شكل أبوالهول فى القطاع الأخير من طريق الكباش قبل معبد الكرنك.


وهذا الكشف جاء فى المنطقة الواقعة عند نهاية طريق الملك نختانبو الأول القادم من معبد الأقصر إلى معبد الكرنك  وعند التقاءه بالطريق المتجه إلى معبد الإلهة  موت بالكرنك.


الدكتور منصور بريك مدير عام آثار الأقصر حينها قال أنه تم ولأول مرة العثور على طريق جديد آخر يتجه من شرق موقع الكشف غرباً إلى نهر النيل و تم الكشف عن عشرين متر حتى حينها، وبقايا التماثيل المكتشفة والتى تتخذ أيضاً من شكل أبو الهول هيئة لها  عثر بها على  نقوش تحمل إسم الملك نختانبو كما كشفت البعثة ايضاً عن آثار ترجع إلى العصر الرومانى من أوانى فخارية ومعاصر للزيوت


ويتميز الطريق الجديد من خلال ما تم كشفه فى مسافة العشرين متر بفخامته حيث تم تشييده باستخدام كتل من الحجر الرملى الذى تم استخراجه من محاجر جبل السلسلة فى شمال أسوان. وأن مسافة الطريق حتى النيل تصل إلى نحو ستمائة متر.


والطريق الجديد المتجه إلى النيل هو الطريق الذى كانت تسير فيه المركب المقدسة للإله آمون الذى يقوم برحلته السنوية لزيارة زوجته موت بمعبد الأقصر. بالإضافة إلى المواكب الدينية التى يقوم بها الملك وهى أول مرة يتم فيها الكشف عن هذا الطريق التى كانت تشير إليه النصوص الأثرية.


2017 .. شاهد قبر
أوضحت الدراسة المبدئية لشاهد القبر الذي تم اكتشافه بطريق الكباش في أكتوبر من نفس العام عن طريق البعثة الأثرية المصرية العاملة بالموقع، أنه يعود إلى الفترة من القرن السابع إلى العاشر الميلادي وأنه خاص بطفلة صغيرة ماتت في سن العاشرة و تدعي "تكلا".



الكتابة القبطية الموجودة أعلى زخرفة الصليب هي اختصار لكلمة "يسوع المسيح"، اما الكتابة المحفور أسفل زخرفة الصليب فهو نص كتابي مكون من خمسة أسطر باللغة القبطية الصعيدية و لكنه غير مكتمل مما يصعب قرأته. وهو ما ستوضحه الدراسات التي سيقوم بها فريق البحث خلال الفترة القادمة في محاولة لقراءة و تفسير هذه السطور.


2020 .. أفران دائرية
كشفت البعثة الأثرية المصرية أثناء أعمال مشروع  ترميم و إحياء طريق المواكب الكبرى المعروف باسم طريق الكباش،عن عدد من أفران للحرق دائرية الشكل من الطوب اللبن عليها آثار حرق، وسور ضخم من الطوب اللبن من العصر الروماني والمتاخر.


وهذه الأفران والسور تم العثور عليهم في  منطقة نجع أبو عصبة،  وربما كانت تستخدم الأفران في تصنيع الفخار أو الفيانس، أما السور فوجد غرب طريق المواكب الخاص بمعبد خونسو، وطوله حوالي ٣٠ متر وارتفاعه مترين ونصف وعرضه ٣ أمتار، ويتكون من ١٧ مدماك من الطوب اللبن.


و قد عثرت البعثة أيضا على جدار تم بناءه من ٣ مداميك من كتل من الحجر الرملي، وهو امتداد للجدار الذي كان يحمي الضفة الشرقية للنيل من تغير مناسيب نهر النيل خلال مواسم الفيضان والتحاريق، ويمتد هذا الجدار من أمام معبد الكرنك شمالاً وحتى معبد الأقصر جنوباً بمحاذاة طريق المواكب الكبرى بطول حوالي ٣ كيلومترات.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق