01‏/01‏/2022

حكاية سبيل أثري بنته أم محمد علي روح إبنها وإحترق جزء منه قبل 3 سنوات

علاء الدين ظاهر

كشف حسام زيدان الباحث الأثري وعضو مؤسس فريق سراديب للوعي الأثري قصة أحد الآثار الإسلامية المهمة الموجودة في مصر،وقد يمر عليها آلاف البشر يومياً ولا يعرفون قصة هذا الأثر ولا تاريخه.



هذا الكنز الأثري ينتمي للأسرة العلوية"محمد علي باشا"، وهو سبيل أم محمد علي الصغير والذي يقع خلف مسجد الفتح بميدان رمسيس،وهو رغم روعته خاصةً زخارفه من الخارج لكنه مهمل وتعرض لإنتهاكات كثيرة علي مدار السنوات الماضية.



هذه الانتهاكات أدت بالسبيل لأن يتعرض لحريق في الثلاثاء 5 يونيو 2018م،حيث كشف زيدان أن محمد علي الصغير هو ابن محمد علي باشا الكبير، الذي تولى حكم مصر عام 1805م وشهدت مصر في عهده نهضة عسكرية اقتصادية اجتماعية غير مسبوقة بعد أن خرجت من حقبة التدهور العثماني. 


وفي عام 1867م، أمرت بإنشاء السبيل السيدة زيبا خديجة قادين إحدى مستولدات محمد علي باشا، كصدقة جارية علي روح ابنها محمد علي الصغير المولود في عام ١٨٣٣م، والمتوفي عام 1861م.



 وقد بلغت جملة زوجات ومستولدات محمد علي باشا، زوجتان و27 مستولدة، والزوجتان هما أمينة هانم، وماه دوران هانم أو قمش قادين، وذكرت المصادر لنا اسم 11 مستولدة منهن زيبا قادين أو أم محمد علي الصغير، ولم تحفظ أسماء الباقيات.   



والسبيل عبارة مبنى من طابقين على شكل نصف دائرة، الواجهة الرئيسية له تقع تطل على شارع الجمهورية بها ثلاث دخلات رأسية في أولها فتحة باب ذات مصراع خشبي واحد تزينه زخارف نباتية وهندسية مذهبة يعلوه عتب مستقيم مزخرف بحنايا مقرنصة فوقها جامة دائرية معدنية يليها بروز حجري على هيئة نصف دائرة، وعلى جانبي هذا المدخل جامتان دائريتان من الجص المحلي بزخارف نباتية.



ونجد كما كانت العادة في بناء جامع أبيه في القلعة، استخدام الرخام الأبيض في واجهة السبيل الملئ بالزخارف الهندسية، وبالواجهة لوحتين كبيرتين من النحاس تسجلان تاريخ السبيل، وفي الجانب الأيمن من الباب الرئيسي للسبيل، يوجد ممر يصل إلى داخله، يعلوه شريط كتابي نصه: "يَا يَحْيَى خُذِ الْكِتَابَ بِقُوَّةٍ وَآتَيْنَاهُ الْحُكْمَ صَبِيّاً".



وفي الطابق الثاني كان يوجد كُتاب ورفرف خشبي يرتكز على أربعة عقود نصف دائرية تحملها أربعة أعمدة خشبية تمثل واجهة شرفة من خشب الخرط في أسفلها شريط كتابي به آيات قرآنية مختلفة.



وقد تعرض السبيل الواقع في منطقة رمسيس تقاطع شارع الجمهورية وشارع كلوت بك بجوار مقهى سطوحي، لفقدان جزء من سقف الكتاب الخشبي، إثر حريق وقع فيه يوم الثلاثاء 5 يونيو 2018، حيث اخترق جزء من السقف الخشبي للجناح الأيمن لمبني الكتاب الموجود بالدور العلوي للسبيل، بسبب حريق في مبنى مجاور، وقد تمت السيطرة على الحريق واخماده فورًا، وشكلت وزارة الآثار لجنة لمتابعة الموقف.



وعن سبب الحريق فقد اتهم سكان عقار مجاور للسبيل التابعة ملكيته للأوقاف، أن مخزن للأدوات الصناعية، المؤجر من الأوقاف، أنه المصدر الأول للشرر، الذي تصاعد في سرعة والتهم الأجزاء الخشبية من الجدران، وتسبب في وقوع سقف السبيل، وتصدع المنزل.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق