21‏/06‏/2022

درة الماضي وعطر الحاضر..كتاب يكشف تاريخ مدينة أصبحت تراثاً مميزا علي إسم الملك..تقرير

علاء الدين ظاهر 

صدر حديثاً كتاب مهم بعنوان"بور فؤاد درة الماضي وعطر الحاضر"،و يتناول دراسة وافية عن تاريخ مدينة بورفؤاد،ودراسة لاهم معالمها المعمارية و ملحق وثائق،بالاضافة الى معجم اعلام ومصطلحات والقاب لما ورد بالكتاب،مما يجعله عملا علميا شيقا يتمني كثيرون إقتنائه.



صاحب الكتاب هو الدكتور أحمد رجب مفتش آثار بوزارة السياحة والاثار،قال أنه بدأ كتابه بمختصر عن تاريخ مشروع حفر قناة السويس،حيث إهتمت الدراسات في الآونة الأخيرة بدراسة المدن المصرية خاصة التراثية منها خلال القرنين الثالث عشر والرابع عشر الهجريين / التاسع عشر والعشرين الميلاديين، وقد حظيت مدينة بورسعيد بجانب كبير من تلك الدراسات.

الدكتور أحمد رجب


وطبقا للكتاب الصادر عن الدار البحرينية المصرية للنشر والتوزيع،فقد أشارت بعض هذه الدراسات إلي مدينة بورفؤاد بإعتبارها تابعة لبورسعيد لكن بشكل غير وافي، حيث نشأت بورفؤاد في الأصل لخدمة مرفأ بورسعيد و لتكون منطقة مصانع و مخازن وورش لخدمة حركة الملاحة والسفن العابرة لقناة السويس،وعلي الرغم من حداثتها ألا أنها تميزت بطابع خاص عن سائر المدن المصرية الأخرى، فالمدينة ذات طابع تراثي مميز و أهمية تاريخية تستحق الدراسة.



ويكمل الباحث قائلا:تنقسم بورفؤاد إلي قسمين،الاول و هو المدينة القديمة ذات التخطيط الفريد علي نسق المدن الحدائقية، و العمائر و الفيلات التراثية ذات الطابع الأوروبي أو الإسلامي،القسم الحديث او المدينة الجديدة التي تحيط بالمدينة القديمة ليظهر مدي التباين العمراني و المعماري بين القسمين.



 وتابع:ولم تنفرد دراسة بمدينة بورفؤاد لاسيما بعض الأبحاث و المقالات سواء من الناحية التاريخية او الجغرافية،وفي دراستي هذه عن مدينة بورفؤاد سأتناول دراسة البقعة التي نشأت عليها المدينة، وظهور النواة الأولي للمدينة القديمة ، كذلك دراسة أهم معالمها التراثية ومنها نموذج من مساكن العاملين بشركة قناة السويس، ومبني المحكمة المختلطة، وتمثال الملك فؤاد الأول .



وقد واجهت الباحث في دراسة التراث المعماري لبورفؤاد مشكلة التصوير وعمل الأشكال التوضيحية اللازمة للدراسة، فما زال الكثير من العمائر التراثية يحتاج إلي المزيد من الدراسات،وقال الباحث:أتمني من الله عز و جل أن تكون دراستي هذه بداية للمزيد من تلك الدراسات المتخصصة في التراث المعماري لمدينة بورفؤاد، و التي تضفي عليها طابعاّ خاصاّ تحدد هويتها و تساعد في تنمية شعور الانتماء لدي سكانها.



الكتاب يتناول فكرة شق قناة تربط البحرين الأبيض والأحمر منذ عصر الفراعنة حتي تنفيذ المشروع في القرن الثالث عشر الهجري/ التاسع عشر الميلادي، كما تناول أيضًا نشأة مدينة بورسعيد،وتاريخ نشأة مدينة بورفؤاد والاتفاقيات التي من خلالها تملكت شركة قناة السويس الأرض اللازمة لإنشاء المدينة، بالإضافة إلي وصف البقعة التي نشأت عليها، ثم ظهور المدينة حتي افتتاحها في عهد الملك فؤاد الأول، كما تناول أيضاّ موقع المدينة و التوسع العمراني لها.



وحرص الباحث في الكتاب أيضا علي دراسة أهم معالم المدينة وهي نموذج من مساكن العاملين بشركة قناة السويس ، ومبني المحكمة المختلطة يسبقها خلفية تاريخية عن نشأة القضاء المختلط في مصر حتي إلغاؤه، والأسباب وراء وجود مثل هذا النوع من العمائر بالمدينة مع دراسة إحصائية لتعداد أهم الجاليات الأجنبية بمدينة بورسعيد و بورفؤاد حتي النصف الأول من القرن الرابع عشر الهجري/ العشرين الميلادي. 



ولم يفت علي الباحث أن يضمن هذا العمل العلمي المتميز مجموعة من الوثائق ونصوص المعاهدات والاتفاقيات، والخرائط والأشكال التوضيحية، والصور الفوتوغرافية النادرة، بالإضافة إلي المعاجم لتوضيح بعض المصطلحات الواردة بالدراسة كمعجم الأعـلام، معجم المصطلحات، معجم الألقاب،مما أثري الكتاب بمادة علمية دسمة عن واحدة من أهم المدن التاريخية في مصر.



ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق