23‏/07‏/2022

خبير آثار يرصد مقومات السياحة والآثار في الواحات البحرية ودور المرأة كآثارية فيها

علاء الدين ظاهر 

أكد خبير الآثار الدكتور عبد الرحيم ريحان عضو المجلس الأعلى للثقافة لجنة التاريخ والآثار أن عمل المرأة فى الآثار يتطلب جرأة وعشق للمهنة تهون عليها كل المخاطر التى تتعرض لها بحثًا عن الحقائق وتوثيقها بالأدلة المادية الدامغة.


وكما نشاهد الرجل ينزل إلى المقابر ويخترق الجدران منها الآيل للسقوط ويصعد المآذن العالية ويتجول فى الممرات الضيقة خلف الأسوار تتسابق المرأة فى مجال الآثار على عمل كل هذا وبعشق للمهنة متناسية طبيعتها كأنثى ولكن فى مجال الآثار نجد قلوب لا تعرف الخوف بدافع الحب.



ويرصد الدكتور ريحان نموذجًا للمرأة فى مجال الآثار ممثلًا فى الدكتورة فاطمة عبد الرسول المحاضر فى مركز العالم الكبير الدكتور زاهى حواس للمصريات والمتخصصة فى الآثار المصرية القديمة والكاتبة فى مجال الآثار والناشطة الآثارية فى كل الميادين المتعلقة بالآثار فى منطقة من المناطق الهامة فى مصر وهى الواحات البحرية التى تتميز بعدة مقومات سياحية منها الأثرية والثقافية والسفارى والبيئية والعلاجية.



 وتشارك الدكتورة فاطمة عبد الرسول فى الحفائر الذى يقوم بها مركز زاهى حواس للمصريات وتنزل المقابر بنفسها متخذة العالم الكبير الدكتور زاهى حواس قدوة لها كما هو قدوة لكل الآثاريين فى مصر والعالم وهو الرائد الأول والمكتشف لقيمة الواحات البحرية 



ومن خلال دراسات الدكتورة فاطمة عبد الرسول يلقى خبير الآثار الدكتور عبد الرحيم ريحان الضوء على مقومات الواحات البحرية السياحية ويقدم اقتراحات هامة للنهوض بهذه المنطقة ووضعها على خارطة السياحة المحلية والعالمية



وتقع الواحات البحرية في الصحراء الغربية 420 كم من القاهرة وتتكون من واحات القصر ومنديشة والباويطى والحيز وتتبع محافظة الجيزة وعاصمتها هي مدينة الباويطى، تتمتع منطقة الواحات البحرية بوجود العديد من الآثار المصرية القديمة



منها بمدينة الباويطى مقبرة أمنحتب حوى حاكم الواحات البحرية الأسرة الثامنة عشر من أقدم مقابر الواحات البحرية وهى محفورة فى الصخر ومقبرتان من أهم مقابر الأسرة السادسة والعشرين وهما مقبرتا جد آمون إيوف عنخ وابنه باننتيو.



علاوة على مقابر الشيخ سوبى الذى اكتشفها الدكتور أحمد فخرى في النصف الأول من القرن العشرين منها أربعة من تلك المقابر موثقة ومؤرخة بواسطة الدكتور أحمد فخرى في كتبه 



وتضم الواحات مقاصير عين المفتلة وعددها أربعة تعود إلى عصر الأسرة السادسة والعشرين الصاوية وأشرف على بنائها شبن خونسو ثم أكملها حاكم الواحات البحرية جد خونسو إيوف عنخ في عهد الملك أحمس الثانى (أمازيس). وتقع بالقرب من قرية القصر القريبة من الباويطى وسبب التسمية بعين المفتلة لقربها من عين مياه بهذا الاسم وبنيت المقاصير من كتل من الحجر الرملى



 وتشتهر الواحات بوادى المومياوات الذهبية وارتبط اكتشافها بحمار الشيخ عبد الموجود حارس معبد الإسكندر الأكبر الذى غاصت قدمه في حفرة فهبط الشيخ عبد الموجود من على حماره ليلمح بريق فى الظلام فأسرع إلى مدير آثار الواحات البحرية وكانت البداية قناع ذهبى يغطى وجه مومياء فأطلق عليه وادى المومياوات الذهبية تبعتها الحفائر العلمية للدكتور زاهى حواس التى كشفت عن عددًا هائلًا من المومياوات الذهبية وكشف عن 250 مومياء تعود إلى العصر الرومانى

ويعد معبد الإسكندر الأكبر من العلامات البارزة فى الواحات البحرية وعلى جدرانه تصوير للإسكندر الأكبر يقدم القرابين للإله آمون و معبد الإله بس أحد الآلهة المنزلية الحامية وإله المرح ومقابر يوسف سليم والحيز ومقبرة "باننتيوم" المنحوتة في الصخر من الأسرة 26 المقبرة وتضم مناظر مشهد التحنيط لـ"بنيوتى" ومشهد رحلة القمر ورحلة الشمس ومدخل حجرة الدفن التى تتم فيها محاكمة المتوفى.

وتتميز الواحات البحرية بالسياحة البيئية وسياحة السفارى أغلى السياحات فى العالم وتضم الصحراء البيضاء بما فيها منحوتات طبيعية من تشكيلات فريدة من الحجر الجيري الأبيض تتخيلها كيفما تشاء فطر عيش الغراب أو أمواج البحر ومناظر الشروق والغروب الخلاّبة فهى بمثابة متحف طبيعى للفن والعمارة الطبيعية

والصحراء السوداء وبها جبل البانوراما التى تكشف قمته بانوراما الصحراء بجمالياتها وتشكيلاتها الساحرة وتعد الواحات البحرية من أكثر المناطق المليئة بالعيون الطبيعية بعذوبة مياهها التى تعد مصدر الحياة للإنسان والحيوان والنبات بالواحة علاوة على العيون الكبريتية التى تتجاوز 200 عين كمحطات استشفائية من أمراض العظام والأمراض الجلدية 

ويعد جبل المرصوص من المزارات الهامة بالواحة وهو ناتج حمم بركانية من ملايين السنين وجبل الإنجليز وأطلق عليه هذا الاسم لاستغلال الإنجليز قلعة آثارية تعود لعصور مصر القديمة على قمته كحصن حربى وتتعدد وسائل الصعود إلى الجبل راجلين وبالجمال والسيارات والتسلق للمغامرين، وتوجد بالواحة منطقة البحيرة وهى بحيرة طبيعية شكلتها مياه الزراعات حولها وهى مزار سياحى هام يضم قعدة بدوية وتفاعل مع مجتمع الواحة علاوة على مهرجان التمور السنوى مصدر الجذب للسياحة المحلية والإقليمية خاصة بعد تسجيل النخلة ضمن التراث الثقافى اللامادى المشترك بين 14 دولة هى مصر والإمارات والسعودية والبحرين والعراق والأردن والكويت وسلطنة عمان وفلسطين واليمن وتونس والمغرب وموريتانيا والسودان ويمكن لكل هذه الدول أن تشارك فى مؤتمر إقليمى للتمور فى الواحات البحرية

ويقترح الدكتور ريحان تعزيز المقومات السياحية بالواحات البحرية بعمل تيلفريك فى المواقع الجبلية وصوت وضوء يحكى قصة الحضارة بالواحة وما تتمتع به من مقومات سياحية وإنشاء متحف للآثار يضم المقتنيات الهامة المستخرجة من الواحة وتسليط الضوء على الواحة إعلاميًا فهى بعيدة عن فكر الإعلام وأن تقوم وزارة السياحة والآثار بأعمال ترميم وتطوير وحسن توظيف لآثارها الهامة وتقوم المحليات بتطوير البنية الأساسية بها وتمهيد الطرق للمواقع الأثرية وتأمينها وتزويدها بالخدمات وإنشاء مراكز للمعلومات وشركات مخصصة لسياحة السفارى بالمنطقة ووضع الواحة على خارطة السياحة وحسن التسويق لها باعتبارها من المواقع الفريدة فى مصر 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق