علاء الدين ظاهر
أعلنت وزارة السياحة والآثار منذ يومين أنه في إطار خطة ترميم وتطوير المواقع الأثرية بمختلف أنحاء الجمهورية لاسيما الصعيد، انتهى المجلس الأعلى للآثار من أعمال ترميم تمثال الملك تحتمس الثاني الموجود بالواجهة الجنوبية للصرح الثامن بمعابد الكرنك.
ومما لا شك فيه أن عملية الترميم جهد مشكور من المرممين المصريين الذين يمتلكون كفاءة عالية في العمل،ولكن مع تأمل صور التمثال جيدا لاحظنا وغيرنا كثيرون أنه هناك تفاوت واضح للعين في نسب أجزاء التمثال،وكأنه هناك بالفعل خلل فيه،خاصة في الوجه والتاج والكتف والصدر والذراعين ووضعية اليد اليمني،لنكتشف أن الجزء العلوي من التمثال لم يكن موجوداً كله وتم استكماله بطريقة الصب في قالب،وهو ما لم يعلنه المجلس الأعلى للآثار!!.
حملنا كل ملاحظاتنا ووضعناها أمام مصدر في الترميم نثق في رأيه تماماً،والذي بدوره أكد لنا ما لاحظناه في التمثال بالفعل،وقال لنا المصدر:هذا صحيح،حيث يوجد خلل فى التمثال لأن الجزء الاوسط لم يكن موجوداً في الأساس وهذا خطا جسيم !.
وبدورنا سألنا المصدر:كيف تم إستكمال هذا الجزء طالما أنه ليس موجودا؟،وكانت إجابته نصا"اوامر وبتنفذ ومفيش حد بيسمع لآراء المتخصصين"،وسألناه عن من الذي يعطي هذه الأوامر،فإمتنع المصدر عن الرد.
سألنا مصدر آخر عن كيفية إستكمال جزء من تمثال ليس موجوداً مثل الحالة التي نحن بصددها،وقال:يتم حالياً إستخدام عجينة من مواد مختلفة،ويتم صبها على اسطمبة"قالب"طبق الأصل من الجزء المراد استكماله،ثم يتم تثبيتها بواسطة قوائم من الحديد،وبعد ذلك تتم أعمال السنفرة وطبعا هنا المقاييس"بتكون مش مظبوطة وبيحصل التشوه ده"!.
وسألنا مصدرنا بوضوح"قولا واحدا احنا كده شوهنا التمثال لأننا لم نراع النسب وظهر شكله وحش..صح؟،وكان رد المصدر واضحاً أيضاً،حيث قال:"هو شكله هو وناقص افضل من هذا التشويه"!!!.
وهنا انتهت ملاحظاتنا التي سردناها بمنتهي الأمانة،ونضعها أمام مسئولي الترميم في الآثار،وننتظر منهم توضيحا عن ما حدث للتمثال ولماذا ظهر هكذا رغم الجهد الذي بذله المرممون فيه.
يذكر أنه في بيان الآثار عن التمثال،قال الدكتور مصطفى وزيري الأمين العام للمجلس الأعلى للآثار أن أعمال الترميم تمت بأياد مصرية عن طريق مرممي وأثريي المجلس، موجها لهم الشكر على ما بذلوه من جهد على مدار عام كامل في ترميم التمثال، والذي يعد واحدا من أكبر تماثيل الملك تحتمس الثاني، حيث يبلغ إرتفاعه حوالي عشرة أمتار ونصف، مضيفا أنه جاري الآن أعمال ترميم لعدد من التماثيل واللوحات الموجودة بمعابد الكرنك.
و أشار الأمين العام للمجلس الأعلى للآثار إلى أن التمثال الذي تم ترميمه مصنوع من حجر الكواتزيت وقام بنحته الملك تحتمس الثاني بمحجر الجبل الأحمر ، وتركه في موقعه بالمحجر إلى أن قام ابنه الملك تحتمس الثالث بإقامته في موقعه الحالي بالواجهة الجنوبية للصرح الثامن بمعابد الكرنك، وهو ما تم ذكره على النص التكريسي الموجود على عمود الظهر للتمثال.
من جانبه قال محمد عبد البديع رئيس الإدارة المركزية لآثار مصر العليا أن فريق العمل من أثريي المنطقة قام بإجراء كافة أعمال التوثيق والتسجيل للتمثال قبل البدء في أعمال ترميمه والتي بدأت في أغسطس 2021.
وعن أعمال الترميم، أوضح الدكتور عبد الحكيم البدري مدير الترميم بمعابد الكرنك، أنها شملت أعمال التنظيف الميكانيكي لإزالة الأتربة والتكلسات الطينية، وإعادة تركيب وتجميع القطع الموجودة على المصاطب وتثبيتها في أماكنها الأصلية بالتمثال، كما تم حقن الشروخ واستكمال الأجزاء المفقودة بالتمثال باستخدام المون المناسبة طبقا للمواصفات والمقاييس العالمية، فضلا عن أعمال التنظيف الكيميائي لإزالة البقع ومخلفات الطيور والاتساخات.
###############
@ تعقيب
نؤكد أننا في بوابة آثار مصر عملا بحق الرد والتوضيح علي إستعداد لنشر أي رد أو توضيح يرد إلينا من مسئولي المجلس الأعلى للآثار،ونعد أننا ننشره كاملاً دون تدخل منا،علي أن يكون لنا حق التعقيب أسفل الرد المنشور.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق