إسماعيل:
* الترميم تم بتمويل من الإتحاد الأوربي ومؤسسة الأغاخان للخدمات الثقافية، بتكلفة 32 مليون جنية وبالتعاون مع وزارة الأوقاف.
علاء الدين ظاهر
إفتتح الدكتور محمد إسماعيل خالد الأمين العام للمجلس الأعلى للآثار، والسفير كريستيان برجر سفير الاتحاد الأوروبي بالقاهرة،ولويس مونريال مدير مؤسسة الاغاخان،واللواء إبراهيم عبدالهادي نائب محافظ القاهرة، المرحلة الثانية والأخيرة من أعمال مشروع ترميم مسجد الطنبغا الماريداني بمنطقة الدرب الأحمر.
كما شارك الدكتور جمال مصطفى رئيس قطاع الآثار الإسلامية بالمجلس الأعلى للآثار وأحمد صيام مدير عام المتحف الاسلامي،وشريف عريان المدير التنفيذي لمؤسسة الأغاخان، والدكتور جمال عبد الرحيم استاذ الاثار الإسلامية بكلية الاثار جامعة القاهرة وعضو اللجنة الدائمة للآثار الإسلامية والقبطية بحضور عدد من سفراء الدول الأجنبية بالقاهرة وقيادات الوزارة والمجلس ومؤسسة أغاخان.
وخلال الافتتاح تم عرض فيلم تسجيلي قصير عن ما قامت به مؤسسة الأغاخان من أعمال التطوير بمنطقة الدرب الأحمر وإنشاء حديقة الأزهر، وكذلك أعمال مشروع ترميم المسجد.
واستهل د.محمد إسماعيل خالد كلمته، بالإعراب عن سعادته بأن هذا أول افتتاح يشارك فيه منذ توليه منصب الأمين العام للمجلس الأعلى للآثار،مؤكداً على أن افتتاح المرحلة الثانية من مشروع ترميم المسجد يأتي استكمالاً لما يشهده المجلس الأعلى للآثار من إنجازات للحفاظ على تراث مصر الأثري والحضاري واستمراراً لأداء دوره كمؤسسة علمية تحافظ على الآثار.
وأوضح الدكتور محمد إسماعيل خالد أن المرحلة الثانية من أعمال ترميم المسجد تمت تحت الإشراف الكامل من وزارة السياحة والآثار ممثلة في المجلس الأعلى للآثار وفقاً للقواعد الأثرية المعمول بها عالمياً، وبتمويل من الإتحاد الأوربي ومؤسسة الأغاخان للخدمات الثقافية، بتكلفة بلغت 32 مليون جنية مصري، وبالتعاون مع وزارة الأوقاف.
مثمناً على التعاون القائم والمثمر مع جميع الجهات المعنية والمؤسسات التي تعمل من أجل الحفاظ على التراث الثقافي، حيث نفذت أعمال الترميم بدقة مع مراعاة الحفاظ علي الهوية البصرية والتاريخية للمسجد والطابع الأثري له من خلال إبراز ما يزخر به من نقوش وفنون من العمارة الإسلامية، بإستخدام أحدث النظم والأساليب في أعمال الترميم الأمر الذي جعل المسجد يظهر في أبهى صورة له.
لافتاً إلى أن المجلس الأعلى للآثار كان قد بدأ أعمال ترميم المسجد في إطار بروتوكول التعاون بين المجلس مع مؤسسة الأغاخان عام 2018، وتم افتتاح أعمال المرحلة الأولى من المشروع في أكتوبر 2021، كما استمرت أعمال المرحلة الثانية ما يقرب من 18 شهر .
كما تحدث عن أهمية هذا المشروع ودوره في دمج المجتمع المحلي المحيط بهذه المنطقة والذي نشهد جميعاً سعادته بأعمال التطوير والتغيير والاندماج بينه وبين التراث والحضارة، وهذا هو احد أبرز محاور استراتيجية المجلس الأعلى للآثار خلال الفترة المقبلة لتعزيز مزيد من الوعي المجتمعي وتعريف سكان المناطق المحيطة بالاثر بتاريخهم ومشاركتهم في تطويره والحفاظ عليه.
وفي كلمته، أعرب لويس مونريال عن سعادة من الانتهاء من هذا المشروع الهام، ولا سيما أنه شهد وتابع كافة مراحل العمل به والتي بدأت منذ بضع سنوات، كما أنه يعد إضافة للمشروعات الهامة بمنطقة الدرب الأحمر ويساهم في تقديم تجربة سياحية فريدة للجمهور وسائحي المنطقة، كما توجه بالشكر لوزارة السياحة والآثار ولكل من شارك في هذا المشروع من فريق العمل وجميع الشركاء الذي قاموا بدور هام للمساعدة في انهاء الأعمال.
و أعرب السفير كريستيان برجر عن فخر الإتحاد الأوروبي للمشاركة في هذا المشروع الهام، لما يحظى به المسجد من موقع متميز ضمن المسار السياحي لمنطقة الدرب الأحمر، مؤكداً على التزام الاتحاء الأوروبي للعمل والتعاون من أجل إثراء التراث الثقافي والحضاري وتحقيق الاقتصاد المستدام داخل المواقع الأثرية والثقافية ودعم السياحة الثقافية والمعرفة.
وعن أعمال مشروع الترميم أوضح العميد هشام سمير، أن أعمال المرحلة الثانية تضمنت ترميم الأروقة الثلاثة الباقية للمسجد والصحن، حيث تم ترميم ومعالجة الأسقف الخشبية المزخرفة وترميم الملاط الأثري بالواجهات الداخلية و الخارجية للمسجد، بالإضافة إلى أعمال تنظيف الأملاح وكحلة الأجر الأثرى القديم.
وترميم الأرضيات الحجريّة بالصحن والأروقة وإضافة جلسات رخامية بالصحن لخدمة المصلين وإضافة أحواض للنباتات، كما استكملت أعمال رفع الكفاءة لفوارة الصحن المخصصة للوضوء والتى تمثلت فى أعمال الدهانات وحفظ النص الكتابى الخاص بلجنة حفظ الأثار العربية والتوصيلات الخاصة بامدادها بالمياه وكذلك أعمال الصرف، كما تم ترميم البخاريات الجصية المتصدرة للواجهات الداخلية للأروقة.
وأضاف أن أعمال المشروع تضمنت أيضاً تجديد شبكات ووصلات الكهرباء، وتنفيذ نظام إضاءة داخلية وخارجية، وعمل نظام الصوتيات داخل المسجد، كما تم تزويد المنطقة بأماكن استراحة على أرصفة الجامع الخارجية لخدمة أهالي المنطقة.
ومن جانبه أعرب شريف عريان، عن سعادته بالافتتاح اليوم، والذي يعد واحداً من أجمل مساجد القاهرة، و إضافة أثرية وسياحية جديدة للمنطقة، حيث أنه ثمرة تعاون بين مؤسسة الأغاخان للخدمات الثقافية ووزارة السياحة والآثار وواحد من العديد من مشروعات الترميم التي قامت بها المؤسسة بالتعاون مع الوزارة في منطقة الدرب الأحمر.
لافتاً إلى جهود المؤسسة في الاهتمام بكافة التفاصيل وادقها، حيث قامت المؤسسة لانهاء اعمال المرحلة الثانية من المشروع و وإعادة تأهيل المنطقة المحيطة بالمسجد من منازل ومحال تجارية، حتي تتكامل أعمال الترميم مع البعد الاجتماعي الذي تهتم به أيضا في كافة مشاريعها.
وأشار الدكتور جمال مصطفي إلى ما أسفرت عنه أعمال الترميم من الكشف عن العديد من التفاصيل الأثرية حيث تم الكشف عن الصهريج الأثرى بصحن المسجد بجوار فوارة الوضوء وبئر بالأيوان الجنوبى الغربى وكذلك الكشف عن السلم الخاص بأحد الأبواب الجانبية والوصول لمنسوبه الأصلى .
وأوضح أن المسجد أنشأه الأمير الطنبغا الماردانى أحد مماليك الملك الناصر محمد بن قلاوون، ويؤرخ إنشاء المسجد على نصوصه التأسيسية بتاريخ 740 هجريا، وهو يقع بشارع باب الوزير بالدرب الأحمر.
ووُضع تصميمه على مثال المساجد الجامعة أربعة إيوانات ذات أروقة يتوسطها صحن مكشوف، أكبرها إيوان القبلة،وتتكون العمارة الخارجية له من ثلاث واجهات من الحجر تتوجها شرفات حجرية مسننة أما عمارته الداخلية فعبارة عن أربعة أروقة تحيط بصحن أوسط مكشوف، أعمقها رواق القبلة، قٌسمت هذه الأروقة إلى بلاطات بواسطة بوائك تعتمد على أعمدة ودعائم، وهذه الأروقة بعمق أربع بوائك برواق القبلة ، واثنين بكل من الرواق الشمالي والرواق الجنوبي والرواق الغربي
ويتميز محراب هذا المسجد بأنه يعد من المحاريب النادرة دقيقة الصنع بين محاريب مساجد القاهرة، حيث كسيت جدرانه بالرخام الدقيق والصدف مكونة زخارف هندسية دقيقة ويعلو المحراب قبة كبيرة ترتكز على ثمانية أعمدة من الجرانيت الأحمر ومقرنصاتها من الخشب الملون. إلى جوار المحراب يوجد منبر من الخشب بحشوات مطعمة بالعاج.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق