كان
المجتمع المصري مجتمع طبقي بدرجة عالية، وكانت الفئة الاجتماعية عنصر مهم في كيان
وشخصية المرء. احتل المزارعون النصيب الأكبر من السكان في ذلك الوقت، إلا أن
المنتجات والأراضي الزراعية كانت مملوكة من قبل الدولة أو المعبد أو في بعض الأحيان
تكون مملوكة من قبل أحد الأسر النبيلة كما خضع المزارعون لضريبة العمل، وكانوا
يعملون في مشاريع البناء أو الري بنظام سخرة|السُخرة أما الفنانين والحرفيين، فقد
كانوا بمركز أعلى وأرقى من فئة المزارعين، إلا أنهم كانوا أيضاً تحت سيطرة الدولة
المباشرة، حيث كانوا يعملون في معابد الدولة، وبتلقون رواتبهم مباشرةً من خزينة
الدولة. وشكل الكُتاب والمسؤولون الطبقة العليا في مصر القديمة، أو ما يسمى "طبقة
التنورة البيضاء" في إشارة إلى الملابس البيضاء التي كانت بمثابة علامة على
مكانتهم. وصور الأدب والفن بشكل واضح وضع الطبقة العليا من الشعب، حيث حظوا بنصيبٍ
وافرٍ من الذكر والإشارة في مجالات الثقافة المختلفة. واحتل الكهنة والأطباء
والمهندسين المدربين على اختصاصات معينة المرتبة ما قبل مرتبة النبلاء. وقد عرفت
مصر القديمة العبودية في ذلك الوقت، لكن لا تزال المعلومات والدلائل عليها ذات
نطاق ضيق
ساوى قدماء
المصريون قانونياً بين جميع الطبقات الاجتماعية، من الرجال والنساء إلا العبيد،
حيث كان لأقل الفلاحين التقدم بالالتماس إلى الوزير وحاشيته طلباً للعدل. وجعل
لكلٌ من الرجال والنساء الحق في امتلاك وبيع الممتلكات، وتنظيم العقود والحق في الزواج
والطلاق، بالإضافة للحق في الميراث وإنشاء محاكم للفض بين المنازعات القانونية. وقد
أمكن للمتزوجين التملك معاً، وبصورة مشتركة. بالإضافة إلى حماية المرأة عند
الطلاق، حيث تنص عقود الزواج على الالتزامات المالية للزوج على زوجته وأولاده حتى
بعد الطلاق. وبمقارنة النساء مع نظرائهم في اليونان القديمة، بل وحتى مع حضارات
أكثر حداثة، كانت للمرأة المصرية في ذلك الوقت حرية اختيار، وفرص متاحة للتحقيق
أكثر من أي امرأة أخرى في تلك الحقبة. فأصبحت نساء مثل حتشبسوت وكليوباترا من
الفراعنة، في حين أن البعض الآخر مارس سلطة كبيرة مثل زوجات آمون المقدسة. وعلى
الرغم من كل تلك الحريات، لم تشارك المرأة المصرية القديمة في الأدوار الرسمية
الرئيسية، وخدمت كعنصر ثانوي في المعابد، وعموماً، لم تكن المرأة تحصل على نفس
القدر من التعليم مقارنةً مع الرجال
وكانت
تماثيل الكتبة النخبة وتعليما جيدا. تقييم والضرائب، والاحتفاظ بالسجلات، وكانت
مسؤولة عن الإدارة.
النظام
القانوني : رأس الفرعون النظام القانوني رسمياً، وكان مسؤولاُ عن سن القوانين
وتحقيق العدالة، والحفاظ على القانون والنظام، وهو مفهوم لدى المصريين القدماء
ويشار إلى بالآله ماعتوعلى الرغم من عدم وجود أي قوانين باقية حتى الآن من مصر
القديمة، أظهرت وثائق إحدى المحاكم أن القانون المصري كان قائم على وجود نظرة عامة
حسية بالصواب والخطأ، حيث كان يشدد على ضرورة التوصل إلى اتفاقات وتسويات سلمية
للنزاعات والصراعات وكان مجلس الشيوخ المحلي، المعروف باسم الكينبيت في الدولة
الجديدة، المسؤول عن البت في القضايا والخلافات الصغيرة التي تعرض على المحكمه أما
عن النزاعات والصراعات الأشد خطورة، مثل القتل، واختلاس أراضي الدولة، والسطو على
المقابر فكانت تحال إلى ما يسمى الكينبيت الكبير الذي يترأسه الوزير أو الفرعون
نفسه في بعض الحالات. وكان من المتوقع أن يمثل المدعون والمدعى عليهم بأنفسهم
ويُطلب منهم قسم اليمين على قول الحقيقة. في بعض الحالات، أخذت الدولة دور كل من
المدعي العام والقاضي، وكان تعذيب المتهم بالضرب للحصول على اعتراف وأسماء أي من
المتآمرين أمرٌ لا بآس به. ولا يهم إذا ما كانت التهم تافهة أو خطيرة، حيث يقوم
كتبة المحكمة بتوثيق الشكوى، والشهادة، والحكم الصادر في القضية للرجوع إليها في
المستقبل عند الحاجة.
ينطوى
العقاب في الجرائم البسيطة إما على فرض الغرامات، أو الضرب، أو التشويه في الوجه،
أو النفي، وهذا يتوقف على شدة الجريمة. أما الجرائم الخطيرة مثل القتل وسرقة
المقابر فكانت عقوبتها الإعدام، والتي تتم بقطع الرأس، أو الإغراق، أو وضع الجاني
على عمود ليخترق جسمه. وقد تمتد العقوبة لتشمل عائلة الجاني وابتداء من المملكة
الجديدة، لعب الأوراكل (أشخاص على اتصال بالآله) دوراً رئيسياً في النظام
القانوني، وإقامة العدل في القضايا المدنية والجنائية. حيث كانوا يقومون بسؤال
الآله سؤال يكون جوابه "نعم" أو "لا" بشأن صحة وحقيقة قضيةً
ما. ثم يصدر الإله الحكم، يقوم به عدد من الكهنة، عن طريق اختيار واحدة أو أخرى
مباشرةً، أو التحرك إلى الأمام أو الخلف، أو الإشارة إلى واحد من الأجوبة المكتوبة
على قصاصة من ورق البردي أو قطعة حجر
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق