25‏/11‏/2014

عروس النيل هزمت بتاع الجاز في حب أثار الأقصر.. بلاتوه التاريخ 1


علاء الدين ظاهر

رغم أن مصر تمتلئ بالأثار وكنوزها,إلا أنها لم تأخذ حظها في السينما التي لم تتناول أثار مصر بقدر قيمتها ومكانتها,ورأينا أعمالا تناولت أثار مصر بدرجات متفاوتة,في بعضها كانت الأثار محورا رئيسيا في العمل,وفي أعمال أخري كانت جزئا من العمل,وهناك أعمال أشارت إليها بشكل عابر,وبوابة"أثار مصر"قررت تقديم سلسلة موضوعات عن الأثار والأعمال الفنية التي تناولتها وذلك تحت عنوان بلاتوه التاريخ.

ونبدأ أولي حلقاتنا في عام 1963,حيث ظهر للنور فيلم"عروس النيل"من إخراج فطين عبد الوهاب و بطولة لبنى عبد العزيز و رشدي أباظة وقصة وسيناريو وحوار فائق إسماعيل,ويدور حول أسطورة فرعونية مشهورة هي عروس النيل التي كانت تلقي في نهر النيل ليفيض بمائه ويعم خيره علي أنحاء مصر,والمثير أن فكرة الفيلم نسبت للفنانة لبني عبد العزيز التي لعبت بطولته,ودارت أحداث الفيلم في الأقصر التي ظهرت أثارها خاصة معابد الكرنك والأقصر بشكل رائع في الأحداث,والذي ساعد علي ذلك أن الفيلم كان ألوان

والقصة تبدأ بالجيولوجى ( سامى) الذي يسافر إلى الأقصر لمتابعة عمليات التنقيب عن البترول. ويتم منعه على أساس أن المنطقة تستخدم كمقبرة لعرائس النيل,وأن لعنة الفراعنة ستسقط علي العمل لو بدأت البريمة فى الحفر،ويرى سامي فى الحلم فتاة جميلة فى زى عروس النيل تدعى هاميس تطالبه بوقف الحفر,وأخبرته أنها ابنة آتون إلة الشمس وآخر عروس نيل وأن والدها أرسلها إلى الأرض لتمنع انتهاك حرمات مقابر عرائس النيل، وبدأت تضايق سامى بوجودها فى كل مكان، لا يمكن لأحد أن يراها سواه,ويتوقف العمل ويرجع سامي إلى القاهرة وهاميس فى أثره,ويقع فى حبها ويناقشها في فكرة الزواج والظهور أمام الناس

وعروس النيل هي أحد الأساطير الفرعونية والتي تتعلق بنهر النيل المقدس لدى الفراعنة,وشاع أنهم في شهر بؤوتة يقومون ببعض الطقوس والتي عن طريقها يستمر جريان نهر النيل,حيث أن فيضان النيل له أهمية كبيرة في حياة المصريين من ناحية المحاصيل الزراعية وأهميته من الناحية المعيشية,وكانوا يعتبرون النيل (اله) الخير والنماء والخصب لانه شريان الحياه فى مصر الحبيبه.وكان النيل يفيض بالخير ويعم الرخاء وتزرع البلاد كل انواع المحاصيل

لكن فى سنه من السنين ابى النيل الا تفيض مياهه وحل الجدب والقحط على ارض مصر وتعذب المصريون,وأشار الكاهن على الملك بان النيل غضبان لانه يريد الزواج وتكون له ذرية,وتهافتت الفتيات تريدن الزواج من اله الخير,فكانت تقام المراسم والاحتفالات ويقوم الكاهن باختيار اجمل فتاة,وبعد الانتهاء من المراسم تقوم العروس وترمى نفسها فى النيل وهى سعيدة راضية لانها ستلتقى بحبيبها إله الخير فى العالم الاخر واستمر الاحتفال سنوات وسنوات حتى انه لم يجد فتيات لهذا الامر ولكن الكاهن أصر على الاحتفال,فلم يجدوا إلا بنت الملك وكانت جميلة وفاتنة ولها خادمة تقوم على رعايتها وتحبها حب لا يوصف

فحزنت الخادمة وأرادت ان تحتفظ ببنت الملك حتى لو انتهى الامر بعدم فيضان النيل فاخذت تفكر وتفكر حتى هداها تفكيرها الى ان تصنع دمية شبيهة ببنت الملك صورة طبق الاصل لا يفرقها الا وجود الروح فيها وقالت للملك ان الاحتفالات ستقام فى موعدها رغم اننى حزينة على فراق ابنتك الغالية ثم قامت بتزين العروس وصممت ان تلقيها بيدها هي فى النيل لتزفها إلى حبيبها بيدها وتمت المراسم وانتهى الحفل واصاب الملك كابة ويأس وحزن شديد على فراق ابنته الغالية حتى أصبح طريح الفراش

وهو لايدرى ان الخادمة قد اخفت البنت فى بيتها وبين اولادها ولما رأت حزن الملك وازدياد مرضه يوما بعد يوم,و أشفقت عليه بعد ان كانت ستاخذ البنت لنفسها وتربيها على انها ابنتها لانها فى الواقع اصبحت فى نظر الجميع عروسة النيل,وفى أحد الايام وبعد أن أشرقت الشمس وطل الصباح بنوره الوضاء اخذت الخادمة البنت وقالت للملك :هذه ابنتك سليمة معافاة لم يصبها اذى ولم تمس بسوء وكانت عندي معززة مكرمةلم يتمالك الملك نفسه واخذ يحتضن ابنته بطريقة هستيرية وشكر الخادمة وقربها اليه واعطاها الكثير من الهدايامما لا يقدر بثمن وبعد ذلك فى كل عام يصنعون دمية جميلة ويقيمون الاحتفالات بجانب النيل ثم يرمون الدمية الى النهر العظيم..


نعود للفيلم,حيث أجاد المخرج المبدع فطين عبد الوهاب إظهر أثار ومعابد الأقصر في الفيلم بما يتناسب مع عظمتها وقيمتها,وهو ما ظهر واضحا في كادرات الكاميرا بالمشاهد الخارجية خاصة في معابد الكرنك والأقصر,وربما إختار الأقصر كونها تمتلئ في كل مكان بالأثار والمواقع الأثرية وهو ما يوفر بيئة وجو ملائم تماما للفيلم وقصته,ولذلك يعد هذا الفيلم واحدا من الأعمال الفنية القليلة التي أعطت الأثار حقها 

 
 
 

 


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق