كريم محمد السيد
باحث في ترميم الآثار ومنسق ائتلاف شباب الأثريين
archaeo.kareem@gmail.com
الآثار الباقية إلى يومنا الحاضر من الأجيال السابقة هي رسالة من عبق الماضي
، كشاهد حي على التقاليد المعمرة لهم ، ومع تنامي إدراك الناس لوحدة القيم الإنسانية
والمتعلقة بالآثار القديمة كميراث حضاري، زاد
الإحساس بضرورة وقاية الآثار للأجيال اللاحقة حيث أنها مسئولية مشتركة لإبقائها لهم
بنفس الغنى والأصالة الكاملين
كان من الضروري طرح المبادئ الموجهة لحفظ وترميم المباني القديمة على أسس دولية
متفق عليها، تطبيق هذه المبادئ مسئولية كل بلد بما يتناسب مع البنية الثقافية والتقاليد
الخاصة بها,بتعريف هذه المبادئ الأساسية للمرة
الأولى ، شارك مؤتمر أثينا سنة 1931 في تطوير حركة عالمية واسعة النطاق لتشكيل صيغة
متماسكة للوثائق الوطنية الخاصة بمبادئ حفظ الآثار.
وفي إطار عمل ال ICOMS ومنظمة اليونسكو وتأسيس المركز
العالمي لدراسة وحفظ وترميم الملكيات الثقافية لاحقا.
مع ازدياد الإدراك والدراسة النقدية المتفحصة للتصدي للمشاكل المستمرة في التزايد
والتعقد والتنوع ، جاء الوقت لتجديد الميثاق وعمل دراسة شاملة للمبادئ التي يتضمنها
الميثاق لتوسيع أهدافه في ميثاق جديد
ووفقا لهذا انعقد المؤتمر العالمي الثاني للمعماريين والتقنيين المتخصصين في
المباني الأثرية في فينسيا من 25 مايو-31 مايو 1964. وتم الموافقة على التالي :
التعريفات:
الفقرة (1) مفهوم المبنى التاريخي
لا يتضمن الأثر المعماري فقط ولكن يشمل الوضع الحضري للمنطقة المحيطة بالأثر والذي
يبرهن على وجود حضارة خاصة أو تنمية هامة أو حدث تاريخي ولا ينطبق هذا فقط على الأعمال
الفنية العظيمة ولكن يشمل أيضا الأعمال المتواضعة الباقية من الماضي والتي اكتسبت أهميتها
الثقافية بمرور الوقت.
الفقرة (2) لحفظ وترميم الآثار
يجب الاستعانة بكل العلوم والتقنيات المتاحة التي يمكنها المشاركة في دراسة ووقاية
الميراث المعماري.
الأهداف:
الفقرة (3) الغرض من حفظ وترميم
الآثار ليس وقاية العمل الفني فقط ولكن يتعداه لحفظ العمل كدليل تاريخي.
الحفاظ:
الفقرة (4) جوهر حفظ الآثار
أن تتم صيانتها بشكل دائم.
الفقرة (5) حفظ الآثار يصبح
سهل دائما عند استخدامها في غرض نافع اجتماعيا ، ويمكن التغيير في المبنى في حدود الوظيفة
المطلوبة بشرط ألا يتغير الموقع العام للأثر كذلك عدم المساس بزخارفه.
الفقرة (6) حفظ الأثر يتضمن
حفظ حالة المنطقة في نطاقه ، ويمنع تماما أي نوع من المنشآت الحديثة أو الإزالة أو
التعديل ويمكن السماح بذلك بشرط عدم التأثير على علاقات الكتل وعلاقات الألوان.
الفقرة (7) الأثر ملازم للتاريخ
، فهو شاهد عليه وكذلك النسيج العمراني الذي هو جزء منه وغير مسموح إطلاقا بتحريك الأثر
أو أي جزء منه إلا إذا اقتضت وقاية الأثر ذلك ويتم البت في هذا في حالة وجود مصلحة
عالمية أو محلية على أعلى قدر من الأهمية.
الفقرة (8) أعمال النحت والتصوير
والزخارف والتي تعتبر جزء متكامل مع للأثر لا يمكن إزالتها منه إلا إذا كانت إزالتها
هي الضمان الوحيد لحفظها.
الترميم:
الفقرة (9) الترميم عملية على
قدر عالي جدا من التخصص ، هدفها الكشف والحفاظ على القيمة التاريخية والجمالية النادرة للأثر مع التركيز على احترام المواد الأصلية والوثائق
الصحيحة وتقف عملية الترميم عند النقطة التي يبدأ فيها التخمين وفي هذه الحالة وكعمل
لا غنى عنه يجب أن نميز عملية الترميم عن الإضافات المتممة للتكوين المعماري والتي
يجب أن تحمل طابع المعاصرة. وعملية الترميم في أي حالة يجب أن تبدأ بدراسة أثرية وتاريخية
مسبقة للأثر.
الفقرة (10) عندما تثبت الطرق
التقليدية عدم كفاءتها في إصلاح المبنى الأثري يمكننا استخدام الطرق الحديثة التي أثبتت
كفاءتها المثبتة علميا عن طريق التجارب السابقة للحفظ والإنشاء.
الفقرة (11) ليس الهدف من عملية
الترميم توحيد الطراز بل يجب احترام كل الاضافات التى اضيفت على المبنى على مر تاريخه.
وحين يكون فى المبنى طبقات متراكبة من العناصر الفنية المتعاقبة تاريخيا يسمح فقط وفى
حالات استثنائية الكشف عن الطبقات المختفية وازالة العناصر الفنية الأقل درجة فى حالة
اظهار عناصر تاريخية وفنية واثرية فذة وتكون فى حالة جيدة ومصانة واتخاذ القرارات بهذا
الشأن يجب أن يكون من خلال لجان علمية متخصصة وبعيد كل البعد عن القرارات الفردية.
الفقرة (12) يجب أن تتجانس الأجزاء
التي تعوض أجزاء مفقودة مع المبنى ولكن بشرط أن تكون مميزة عن الأصل لعدم تزييف القيمة
الأثرية والفنية للأصل.
الفقرة (13) غير مسموح بأية إضافات
إلا إذا كانت لا تصرف الاهتمام عن الأجزاء الهامة من الأثر والتوازن بين مكوناته وعلاقته
بالأشياء المحيطة به.
المواقع الأثرية:
الفقرة (14) لابد أن تكون المواقع
الأثرية موضع الرعاية الخاصة لضمان حفظ سلامتها والتأكد من كشفها وإظهارها بمظهر لائق
وحالة جيدة وكل أعمال الترميم والحفاظ في الأماكن الأثرية لابد أن تقوم على جميع المبادئ
السابق ذكرها في الفقرات السابقة.
التنقيب على الآثار:
الفقرة (15) لابد أن يتم التنقيب
وفق المقاييس العلمية، والتوصيات التي توضح المبادئ العالمية المطبقة في عمليات التنقيب
الأثري التي أقرها اليونسكو سنة 1956م.
وفي حالة اكتشاف آثار متهدمة لابد
أن تصان ويجب تسجيل قياسات جميع الأجزاء التي يتم اكتشافها لحفظ وحماية جميع خصائصها
المعمارية ومن ثم يجب الاستعانة بجميع الوسائل التي تساعد على إظهار وفهم الأثر بدون
تشويه مضمونه.
تعتبر كل أعمال إعادة الإنشاء مزيفة باستثناء أعمال التجميع للأجزاء الموجودة
(ANASTYLOSIS) وبها نقص والتي يجب إكمالها
بمواد يمكن تمييزها عن الأصل وفي أقل حدود لضمان حفظ المبنى وإعادة صياغة تشكيله.
النشر:
الفقرة (16) في جميع أعمال الحفظ
والترميم والتنقيب يجب عمل تسجيل دقيق في صورة تقارير تحليلية متفحصة ، ورسومات وصور
توضح المبنى في كل مرحلة من مراحل العمل به من تنظيف أو تماسك أو إعادة تنسيقه وسلامته
وكذلك التقنيات والخواص الأساسية للترميم يجب أن تعرف جيدا في أثناء العمل بالمبنى
الأثري وينصح بحفظ هذا التقرير في مؤسسة عامة ليتمكن الباحثين من الوصول إليه ، وينصح
بنشر هذا التقرير.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق