28‏/10‏/2020

عبير الجوهري أثرية حققت حلمها فوق سور الصين العظيم لولا البيض الأسود المطهي"صور"..رحالة 5

علاء الدين ظاهر 

تعد الصين من البلاد التي تداعب دائماً خيال محبي السفر والترحال،حيث تتميز بأشياء غريبة كما أنها غنية ثقافيا،وهو ما كشفته لنا عبير الجوهري رئيس قسم الاثار الثقيلة بالمتحف المصري الكبير وباحث ماجستير في علوم المتاحف،والتي كانت بطلة حلقتنا الجديدة من سلسلة رحالة.




قالت:اتيحت لي فرصة المشاركة في السيمينار الخامس للخبراء العرب في مجال الاثار والثقافة في الصين في قبل نهاية عام 2019،و كانت أول زيارة لي للصين وكانت تجربة متفردة ومثمرة جدا لي برغم زيارتي لبعض الدول الأوروبية والعربية،إلا إنني لم أتخيل يوما أن أزور الصين.




وكان الأبعد عن تخيلي وبالنسبة لي من الأحلام هو أن أصعد علي سور الصين العظيم،الذي كان دائما في تصوري بمثابة قصة خيالية شاءت الأقدار أن أعيش داخلها ليوم كامل،وأكتب أسمي إسم مصر علي الجدار التذكاري هناك.




وخلال فترة إقامتنا هناك زرنا اربعة مدن رئيسية في الصين،كانت اولها مدينة نينغبو الراعي الرئيسي لهذه الفعالية الثقافية من خلال المعهد البحري لدراسة طريق الحرير وجامعة وانلي بالمدينة،وفي خلال فترة اقامتنا تشرفنا بحضور عدد من المحاضرات القاها بعض الخبراء الصينين في عدة مجالات،اهمها واوسعها ما يخص اتفاقية الحزام والطريق (طريق الحرير البحري والبري) ما بين الماضي والحاضر.




وأذكر انه لم يسبق لي معرفة معلومات عن هذا الطريق وأهميته العالمية قبل حضور هذا المؤتمر وإكتشافي لأهمية مصر وموقعها علي(طريق الحرير البحري ) سواء قديما أو في وقتنا الحالي،وللعلم قامت مصر بالتوقيع علي المبادرة الصينية العالمية لطريق الحرير في العام2016 والتي تعتبر إنطلاقة إقتصادية عملاقة بدأت مصر في جني ثمارها في الفترة الأخيرة.




وتعرفنا أيضا علي اهمية موقع دول العالم العربي بالنسبة لهذه المبادرة،حيث ان اغلب بلدان العالم العربي - ان لم يكن اجمعها -  تقع علي شريط هذا الطريق،والذي كان منذ القدم محور اساسي للتجارة والتعاون بين حضارة الصين وحضارات الشرق ومصر مع أوروبا قديما.

وكان أهم ما يميز هذا الجمع هو التنوع الفريد للاعضاء حيث كان المؤتمر يضم وفود كل من دول الكويت وسوريا وفلسطين والأردن وقطر وجزر القمر والصومال والسودان والجزائر وتونس، بالأضافة الي الوفد المصري الذي كان وبدون مبالغة وبشهادة كافة من حضر المؤتمر خير سفير لمصر في هذا الجمع.

وكانت هذه فرصة كبيرة للانفتاح والتعرف علي ما وصلت اليه البلدان العربية من تطور في مجال ادارة المتاحف وحماية التراث،وشدد جميع الحاضرين علي ضرورة فتح قنوات التواصل وزيادة التعاون الثقافي بين الدول العربية للحفاظ علي الهوية الثقافية العربية والتراث الحضاري العريق للمنطقة.

وقد زرنا العديد من المعالم الثقافية والتراثية في مدينة نينبغو،وأتيحت لنا فرصة المشاركة في بعض الانشطة كالرسم والحرف اليدوية التقليدية،ومن اهم تلك الاماكن زرنا متحف مدينة نينغبو الوطني، ووجدت نفسي وجها لوجه أمام التراث والحضارة الصينية القديمة،التي طالما شاهدتها عن بعد ومن خلال الكتب وكانت دائما مصدر إبهار لي.

كما زرنا متحف ترميم الورق و شارع نان تانغ التراثي القديم، والذي تناولنا فيه بعض الأطعمة المحلية للمسلمين في الصين،ومن أغرب ما قدم لنا علي المائدة كانت وجبة البيض الأسود المطهي،والذي يعتبر تقديمها من علامات الكرم ودلالة علي أهمية الضيوف(وبالطبع كان الطعم صعب غريب جدا بالنسبة لي).

بالاضافة الى ذلك زرنا مركز الفاونيا الحمراء للتبادل الدولي،والذي قمنا فيه برسم زهرة الفاونيا والتي تعتبر من رموز الجمال في الصين،وقمنا بزيارة حديقة الحسن الأثرية التي ما أن عبرنا بابها وكأننا عبرنا بوابة من بوابات التاريخ وأصبحنا داخل زمن الإمبراطورية الصينية القديمة.

كما زرنا مدينة الحرير(هانجزو )وهناك تم استقبالنا بحفاوة في المتحف الوطني للحرير،ويعد صرحاً رائعا ومثالا ممتاز للمتاحف المتخصصة،حيث ان هذا المتحف متخصص في عرض كل مايخص صناعة الحرير علي مدي العصور منذ بداية الحضارة الصينية وحتي عصرنا الحالي.

ومما لفت انتباهي وجود معرض رائع لبيت ازياء كريستيان ديور في المتحف في فترة تواجدنا هناك، والمعرض ذو لمسة رقي خاصة جدا اضفي الي متحف الحرير جمالا الي جماله،واعتقد انه من السهل اقامة معارض مصرية هناك حيث ان جميع المسئولين لديهم رغبة شديدة وواضحة لزيادة التعاون الثقافي بين المتاحف في الصين والمتاحف المصرية.

كما زرنا الأكاديمية الصينية للفنون في المدينة ثم متحف الفنون والصناعات الفنية،ثم توجهنا الي مدينة شانغهاي وهناك قمنا بزيارة متحف شانغهاي،وتعرفنا علي التقنيات الرقمية الحديثة المطبقة والمستخدمة في المتحف،وزرنا قاعات العرض الدائم والمؤقت في المتحف .

وكانت محطتنا الأخيرة في العاصمة بكين والتي زرنا خلالها المدينة المحرمة وقصر الحكم في العصر الإمبراطوري قديما،كما اتيحت لنا فرصة صعود سور الصين العظيم،ورفعنا العلم المصري في نقطة النهاية  وهو تقليد محبب لكل من يبلغ نهاية سور الصين العظيم.

وبالطبع في ختام المؤتمر قمنا بعرض مرئي قدمنا فيه نبذه عن مصر وتميز موقعها الجغرافي واهمية مدينة الأقصر عاصمة الأثار في العالم،وعن المتحف المصري بالتحرير ومشروع المتحف المصري الكبير،والتقنيات الحديثة التي اعتمدها المصريون في نقل وصيانة وحفظ الأثار،مما أثار إعجاب وإنبهار جميع الحاضرين لما بلغته مصر من تقدم في مجال علوم الأثار والمتاحف .


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق