07‏/12‏/2020

التعليم حق للجميع..شعار رفعته أميرات الأسرة العلوية لمواجهة المدارس الأجنبية قبل 200 عام

علاء الدين ظاهر

حظي التعليم بإهتمام كبير من الأسرة العلوية،حيث قامت أميراتها بإنشاء المدارس والعمل علي إتاحة التعلم بشكل أفضل لمختلف الأطفال خاصة المصريين،حيث تأثرت الأميرات في هذا الشأن بالأحوال السياسية والثقافية فى المجتمع الذي عشن فيه.

الباحث الأثري شريف محمد سيد كشف كثيرا من الحقائق التاريخية المثيرة في هذا الإطار،وذلك في رسالته التي حصل بها علي الماجيستير بتقدير ممتاز من كلية الآداب جامعة عين شمس،وجاءت بعنوان"منشآت أميرات أسرة محمد على باشا فى القاهرة والجيزة منذ عصر محمد على حتى عصر خديو مصر عباس حلمى الثانى (1222هـ/1805م – 1333هـ/1914م)".

وكشف الباحث في الدراسة التي قام بها أن قيام الجاليات الأجنبية بإنشاء مدارس لزويهم وأتباعهم كان سبباً فى إهتمام الأميرات بتعليم أطفال المسلمين، وقد ظهر هذا الشرط فى العديد من الوقفيات المتعلقة بالأميرات.

كما أنه تأثرت منشآت الأميرات الخيرية والتعليمية بالسياسة العامة للدولة،فنجد أن الأسبلة التى تم إنشائها فى فترة إزدهار التعليم خلال عصر الخديو إسماعيل قد إلحق بها مدارس تعليمية بالمفهوم الحديث ولم يلحق بها كتاتيب كغيرها من الأسبلة،ومن أهم الأسبلة التى ألحق بها مدارس هى سبيل شيوه كار هانم والدة أحمد رفعت ، وسبيل بنبا قادن والدة عباس ، وسبيل زيبا هانم والدة محمد على الصغير.

كذلك تركزت المنشآت الخيرية والتعليمية للأميرات فى المناطق ذات الكثافة السكانية المرتفعة مثل سبيل ممتاز هانم بباب الخلق أحد أكثر المناطق التجارية إزدحاماً ، وكذلك سبيل ألفت هانم بدرب الجماميز ، كذلك تركزت الأسبلة الملحق بها مدارس بالمناطق الأكثر إزدحاماً بالسكان وهم ثلاثة أسبلة هى سبيل ومدرسة شيوه كار هانم أمام المشهد الحسينى بقلب القاهرة القديمة.

وسبيل ومدرسة أم عباس بالصليبة بالقرب من مقر الحكم بالقلعة وأحد الأحياء المزدحمة ، وسبيل ومدرسة زيبا هانم برمسيس ، كذلك نجد أن المدارس المستقلة قد تركزت أيضا فى الأماكن ذات الكثافة السكانية العلية مثل المدرسة السيوفية بشارع السيوفية والمدرسة القربية بالجمالية والمدرسة الثانوية بالحلمية الجديدة.

وطبقا للدراسة،لم نجد من النساء بشكل عام والأميرات بشكل خاص من يهتم بتعليم البنات إلا فى عهد الخديو إسماعيل،حيث ترجع أول مدرسة لتعليم البنات هي المدرسة السيوفية سنة 1873م ، ثم المدرسة القربية سنة 1874م،وكان ذلك نتيجة لسياسية الخديو إسماعيل نحو تعليم البنات والتى إنعكست بشكل كبير على إهتمام الأميرات بتعليم البنات.

ليس هذا فقط،حيث كان هناك إهتمام من بعض الأميرات بالتعليم الصناعى بإعتباره أحد جوانب نهضة المجتمع وكان ذلك سبباً  فى إنشاء الأميرة أمينة إلهامى للمدرسة الصناعية الإلهامية بشارع الفلكى التى أصبحت منتجاتها تصدر إلى بعض الدول مثل الدولة العثمانية.


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق