ننشر هذا الموضوع بالتعاون مع
القاهرة التاريخية HistoricCairo
كان لكل حارة من حارات القاهرة العثمانية في العادة باب (بوابة) يوجد عند مدخل الشارع المؤدي إليها، وقد ظل بعضها باقياً حتى الآن مثل بوابة حارة المبيضة الظاهرة بالصورة
و التي أنشئت عام 1673 هي والسبيل والوكالة المجاوران لها. وكان يحرس هذه الأبواب بوابون (بواب- خفير)، كان يصفهم الرحالة الأوروبيون وكأنهم مقيدو القدمين كأي حصان جامح بواسطة قيد. مفتاحه بيد سكان الحارة حتى يكونوا مطمئنين من حراسته لحارتهم.
وفي العادة كانت ثمة نقط حراسة من بعض رجال الإنكشارية تكمل نظام حراسة الأحياء. وهذه الأبواب - التي كان من السهل إغلاقها بأقفال خشبية (ضبة). لم تكن في الحقيقة مخصصة للقيام بأي دور دفاعي أوقات الحرب، وإنما فقط لتأكيد الأمن الليلي بمنع تجوال اللصوص الطارئين
فما أن كان يحل الليل حتى كانت تغلق أبواب الحارات، وكان على أولئك الذين يرغبون في التنقل في تلك الساعة أن يحملوا الفوانيس. ولم تكن البوابات تفتح إلا لأبناء الحارة نفسها وللزوار المعروفين منهم مقابل جعل متواضع للبواب. وكان هذا النظام يمكن السلطات من مراقبة تحركات الأشخاص الذين ترتاب فيهم،
فمثلاً ما إن شاع الخبر عام 1729 بأن بعض العسكر الهاربين قد دخلوا درب المحروقي عن طريق القفز من فوق الجدران حتى أغلق الدرب وفتشت البيوت بيتاً بيتاً وتم استجواب البواب وظل الحي معزولاً طيلة يوم كامل مع ما في ذلك من مضايقة شديدة لسكانه.
وبخلاف تلك العطاءات الضئيلة والطارئة التي كان البواب يحصلها من الزوار، وبخلاف العطاء الإضافي الذي كان يمنح له وقت توزيع التركات. فقد كان البواب -فيما يبدو- يحصل على أجره من قاضي المنطقة، من حصيلة الضرائب التي كانت تحصل من الميسورين من أهل الحي
############
عدسة : أستاذ . د. هشام توحيد
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق