علاء الدين ظاهر
تنامي الي بوابة آثار مصر من مصادرها أن هناك شيئ يحدث علي ضفة بحيرة عين الصيرة،وتحديدا عند مشهد آل طبا طبا الأثري هناك،حيث شوهد عمال يعتلون قبة ضريح آل طبا طبا الأثري،والمفترض أنهم يقومون إما بأعمال ترميم أو فكه تمهيدا لنقله خلال الفترة المقبلة.
اسباب نقل الضريح كما هي معلومة للجميع بسبب غرق الضريح في مياه بحيرة عين الصيرة لسنوات طويلة،مما أثر عليه وكثيرا ما تعالت الأصوات المطالبة بنقله لإنقاذه،حتي تقرر ذلك مع اهتمام الدولة المصرية والقيادة السياسية بالآثار وانقاذها ومنها إتمام مشروع متحف الحضارة وتطوير المنطقة المحيطة به ومن ضمنها بحيرة عين الصيرة وإنقاذ الضريح الأثري.
من جانبنا استطلعنا الأمر من عدة مصادر ومررنا من هناك،وحصلنا علي صور من بعيد مع استخدام خاصية الزوم لتقريب المشهد،حيث تعجبنا من أنه إذا كان ما يحدث هو بدء فك الضريح لترميمه وإعادة تنصيبه في مكان آخر بعيدا عن الماء،ومرجح أن يكون في حرم متحف الحضارة،فلماذا لم تعلن وزارة الآثار عن الموضوع بوضوح؟!.رغم أنه شيئ جيد.
ولو كان ما رأيناه بدعوي ترميم وفك لبدء النقل،فالغريب أن الوزارة لم تعلن عن أعمال تتم في طباطبا رغم أنها مفترض اعمال ترميم وفك ونقل وهو ما لا يوجد سبب لعدم إعلانه،خاصة أن أحد علماء الآثار تواصلنا معه وأخبرنا أن ما يحدث هو رفع أساسات الأثر لتعليته بعيدا عن المياه الجوفية،اي أنه شيئ جيد.
ولأننا نسعي للتحقق والتدقيق،عرضنا الصور علي أحد المتخصصين في الترميم،وسالناه عن رأيه العلمي في حالة مشهد آل طبا طبا،وقال لنا كونه غارق في المياه،فانه لا بد من خطوات محددة للتعامل معه،وما هو غير هذه الخطوات يعد عبثا لو حدث.
متخصص الترميم قال:يبدو من الصور أنهم يريدون فك القبة من الجزء العلوي،والمفروض قبل ذلك يتم أولا التجفيف تماماً ثم إجراء التوثيق للضريح كاملاً،مع عمل مكاشفة على الجدران،وذلك لبيان ما إذا كانت هناك زخارف أو ألوان وخلافه.
وفي حال كشفت اي زخارف أو رسومات،يتم عمل حماية لها حتي لا تتعرض للتدمير أثناء الفك والنقل،ثم نقوم بعمل خريطة وترقيم للاجزاء التي تم فكها،مع ضرورة تحديد طريقة الفك والتشوين واماكنه،وكل هذا يتم تحت إشراف ومتابعة مباشرة من أثريين وأخصائي ترميم واستشاريين.
وقال متخصص الترميم:لو كان ما يحدث خلاف ذلك فهو غير مناسب للأثر،ولا يمكن أن"نمد ايدينا علي الآثر قبل التجفيف الكامل"حسب قوله،وتوثيقه من الداخل والخارج تماماً ونكون علي علم كامل بحالة الضريح الأثري.
واضاف:يبدو في الصور عمال يعتلون القبة،ولا بد أن يكونوا قبل ذلك قد قاموا بعمل صلبات لها من الداخل خاصة أنّ الجدران غارقة منذ سنوات في المياه ويمكن أن تنهار لو كانت حالتها الإنشائية سيئة
واستكمالا للقصة،اعلنت وكالة أنباء الشرق الأوسط"أ.ش.أ"أن وزارة السياحة والآثار بدأت مشروع فك ونقل مشهد آل طباطبا وعمل سياج حول البيت الطولونى والحمام الفاطمى وأعمال الصيانة اللازمة لهم وذلك ضمن خطة الدولة لتطوير منطقتى عين الصيرة والمدابغ،وهو ما توافق مع إعلان عدد من مسئولي الآثار الإسلامية بدء المشروع بالفعل،ورغم ذلك لم تعلن الوزارة ذلك رسمياً حتي الآن.
وتاريخيا مشهد آل طباطبا هو الاثر الوحيد المتبقي من الدولة الاخشيدية 934- 969م ويقع في قرافة الإمام الشافعي ، و يوجد مشهد طباطبا على بعد(500متر) إلى الغرب من مسجد الإمام الشافعي وعلى بعد (230 مترا) من شمال عين الصيرة.
و ينسب هذا المشهد إلى أبو إسحاق إبراهيم طباطبا بن إسماعيل الديباج بن إبراهيم الغمر بن الحسن المثنى بن الحسن بن على بن أبي طالب رضي الله عنهم زوج السيدة فاطمة الزهراء رضي الله عنها بنت رسول الله سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم، وأمه هي السيدة محسنة بنت عمر الأشرف بن علي زين العابدين بن الحسين بن علي بن أبي طالب رضي الله عنهم .
ويعد مشهد "آل طباطبا" ضريحا يضم رفات الذين ينتهي نسبهم الشريف إلى سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم، والذي يرجع تاريخ إنشائه إلى القرن الرابع الهجري، العاشر الميلادي، في تجسيد رائع للأضرحة في عمارة مصر الإسلامية.
والمشهد عبارة عن مستطيل غير منتظم يبلغ طوله 30 × 20 عرضا، وفي نهايته الجنوبية يوجد قبتان، وفي الجزء الشمالي الشرقي من سور المشهد يوجد المدخل، وإلى يساره يوجد مبنى حديث عبارة عن حجرة مربعة يغطيها قبة، وبهذه الحجرة يوجد بئر يغذى المشهد بالمياه.
ويتصل بجدار حجرة البئر مبنى مستطيل مقسم إلى ست حجرات صغيرة بعضها مربع والآخر مستطيل وقد اختلفت تغطية هذه الغرف باختلاف أحجامها فالغرف المربعة مغطاة بالأقباء المتقاطعة والقباب، أما الحجرات المستطيلة فمغطاة بالأقباء.
وبهذه الغرف الست يوجد مقابر عائلة طباطبا، وتتصل بمكان الصلاة بباب في الجهة الغربية، أما مكان الصلاة فيتكون من مربع يبلغ طوله 18 مترا تقريبا مبنى من الآجر وفي الجدار الشرقي يوجد المحراب، ويقسم المربع إلى ثلاثة أروقة صفان من الدعائم المتعامدة بأركانها أربعة عمد ملتصقة ويغطى كل المسجد تسع قباب بكل رواق ثلاث منها.
ويشبه هذا المشهد في تصميمه مشهد السبعة وسبعين ولى بأسوان و مئذنة بلال بالقرب من السد العالى، ويعاني من المياه الجوفية منذ سنوات.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق