27‏/03‏/2021

تحتمس الثالث أقوى أباطرة التاريخ ومن العبقريات العسكرية الفذة عبر العصور..قصة ملك

ريحان

# هو أول من قام بتقسيم الجيش إلى قلب وجناحين.

# استعانت الإمبراطورية البريطانية بخططه في معاركها.



علاء الدين ظاهر

أكد خبير الآثار الدكتور عبد الرحيم ريحان مدير عام البحوث والدراسات الأثرية والنشر العلمى بجنوب سيناء بوزارة السياحة والآثار أن الملك تحتمس الثالث سادس فراعنة الأسرة الثامنة عشر يعتبر أعظم حكام مصر وأقوى الأباطرة في التاريخ.



 حيث أسس أول إمبراطورية مصرية في ذلك الوقت وفترة حكمه "1479–1425 ق.م" وكان يتمتع بسمات شخصية خارقة وعبقرية عسكرية ليس لها مثيل حيث تدرب فى ساحات المعارك في الأقصر وقد اكسبته هذه التدريبات صلابة في شخصيته وخبرات عسكرية عظيمة في الوقت الذى كانت تحكم فيه حتشبسوت.



ويضيف الدكتور ريحان أن تحتمس الثالث اهتم بالجيش وجعله نظاميًا وزوده بالفرسان والعربات الحربية، كما في عهده أتقن المصريون القدماء بفضله صناعة النبال والأسهم التي أصبحت ذات نفاذية خارقة يعترف بها مؤرخو العصر الحديث وتظهر لنا تماثيل تحتمس الثالث هذا الشاب المفتول العضلات.



 وقد امتلك مقومات المناضل والقائد وبمجرد أن اعتلى تحتمس الثالث العرش بعد وفاة حتسبسوت كان لا بد وأن يعيد السيطرة المصرية على الحركات المعادية تأمينًا لحدود البلاد وتلك التبعات جعلته ملكًا محاربًا أسطوريًا قام بستة عشرة حملة عسكرية على آسيا (منطقة سورية وفلسطين) استطاع ان يثبت نفوذه هناك كما ثبت نفوذ مصر حتى بلاد النوبة جنوبًا.



ويوضح الدكتور ريحان أن تحتمس الثالث بنى القلاع والحصون وقام بتدريب الجنود على أفضل التدريبات وإمدادهم بأسلحة مبتكرة قوية مثل النبال المستحدثة والتوسع في استخدام العربات في القتال وفي حملة معركة مجدو قسم جيشه إلى قلب وجناحين واستخدم تكتيكات عسكرية ومناورات لم تكن معروفة من قبل.



 ثم قام على رأس جيشه من القنطرة إلى غزة ثم إحدى المدن عند سفح جبل الكرمل فى فلسطين، وهناك عقد تحتمس الثالث مجلس حرب مع ضباطه بعد أن علم أن أمير قادش قد جاء إلى مدينة مجدو وجمع حوله 230 أميرًا بجيوشهم وعسكروا في مجدو المحصنة ليوقفوا تقدم تحتمس الثالث وجيشه.



 وكانت هناك ثلاثة طرق للوصول إلي مجدو، اثنان منهما يدوران حول سفح جبل الكرمل والثالث ممر ضيق ولكنه يوصل مباشرة إلى مجدو وقد استقر رأى تحتمس على أن يمر الجيش من الممر الثالث في مغامرة قلبت موازيين المعركة فيما بعد وتعتبر من أخطر مغامرات الجيوش في العالم القديم.



ويتابع الدكتور ريحان بأن اتخاذ ذلك الممر فى التقدم فاجأ الأعداء وكانت قوات العدو قد تمركزت عند نهاية طريقين فسيحين معتقدة أن الجيش المصري سيأتي من أحدهما أو من كليهما، وفى فجر اليوم التالي أمر الملك تحتمس الثالث الجيش بإعادة تركيب العربات الحربية والاستعداد للهجوم المفاجئ وهجمت قواته وكان على رأسهم في المقدمة على شكل نصف دائرة على مجدو.



 فكانت المفاجأة أن يبادرهم المصريين بهذا الهجوم الكاسح فاضطربوا وفقدوا توازنهم حتى أصبحت جيوشهم في حالة من الفوضى وعدم النظام وبدأ قادة الجيوش والسرايا في الهروب تاركين وراءهم عرباتهم الكبيرة ومعسكرهم الملئ بالغنائم ليدخلوا المدينة المحصنة.



وبسبب انشغال أفراد الجيش المصرى بجمع الغنائم تمكن الآسيويون من الهروب إلى المدينة وتحصنوا فيها، وكانت تبعة انصراف الجيش فى جمع المغانم في الوقت الذى كانوا بإمكانهم القضاء على جيوش الاعداء وتحقيق النصر الكامل أن اضطر تحتمس الثالث لحصار مجدو سبعة شهور طويلة حتى استسلم الأمراء وأرسلوا أبنائهم حاملين الأسلحة لتسليمها إلى الملك تحتمس الثالث وانتصر فى معركة مجدو الشهيرة.



وعاد الجيش المصرى وملكه الملك تحتمس الثالث إلى مصر ومعهم من أبناء الأمراء عددًا ليعيشوا في مصر تحت مراقبة المصريين لكى لا يجرؤ الأمراء على التمرد مرة ثانية.



وينوه الدكتور ريحان لاهتمام تحتمس الثالث بإنشاء أسطول بحرى قوى استطاع أن يبسط سيطرته على الكثير من جزر البحر المتوسط مثل قبرص وأيضا بسط نفوذه على ساحل فينيقيا (سواحل لبنان وفلسطين حاليًا).



 وبذلك فهو أول من أقام أقدم امبراطورية عرفها التاريخ، امتدت من أعالى الفرات شمالًا حتى الشلال الرابع على نهر النيل جنوبًا وأصبحت مصر أقوى وأغنى امبراطورية في العالم عاش فيها المصريون قمة مجدهم وقوتهم.



ويلقب تحتمس الثالث بأبو الامبراطوريات وكذلك باسم نابوليون الشرق وكذلك أول إمبراطور في التاريخ إذ يعد من العبقريات الفذة في تاريخ العسكرية على مر العصور، وتُدرس خططه العسكرية في العديد من الكليات والمعاهد العسكرية في جميع أنحاء العالم.



وهو أول من قام بتقسيم الجيش إلى قلب وجناحين، وقد استعانت الإمبراطورية البريطانية بالعديد من خططه في معاركها، خاصة ما قام به اللورد اللنبى في معاركه ضد الدولة العثمانية في الحرب العالمية الأولى وكان لهذه السياسة الحكيمة اثرها فى تماسك الأمبراطورية المصرية لمدة قرن من الزمان ونشر الثقافة المصرية هناك.



ولفت الدكتور ريحان الى أعمال تحتمس الثالث المعمارية فى طيبة حيث أنشأ العديد من المعابد منها معبدين أحدهما بجانب معبد حتشبسوت فى الدير البحرى.



 كما قام ببناء البوابتان السادسة والسابعة وقاعة الاحتفالات في معبد الكرنك وأكمل بناء معبد حابو الذي بدأته حتشبسوت، واقام معبد للإله بتاح في موطنه في منف، وله معبد في أمدا وسمنة، وأقام معبد في الفنتين للمعبودة ساتت، وله آثار في كوم امبو وادفو وعين شمس وأرمنت.



وأقام تحتمس الثالث ما لا يقل عن سبع مسلات معظمها موجود الآن في عددًا من عواصم العالم منها المسلة الموجودة في لندن هى إحدى مسلتين أقامهما تحتمس الثالث أمام معبد الشمس بهليوبوليس.



 ومن الجدير بالذكر ان هذه المسلة قد أصيبت بخدوش من شظايا القنابل أثناء الحرب العالمية الثانية على نهر التيمز والمعروفة باسم إبرة كليوباترا ومسلة أخرى موجودة حاليًا في إسطنبول هي إحدى مسلتين أقامهما تحتمس أمام الصرح السابع (بوابة عظيمة) بمعبد الكرنك، وله مسلة أخرى موجودة في نيويورك أقامها تحتمس أمام معبد الشمس فهذه المسلة ومسلة لندن توأمان، وهي قائمة الآن في سنترال بارك.



وله مسلة فى روما أمام كنيسة القديس يوحنا باللاتيران، قام قسطنطين الأكبر عاهل الدولة الرمانية بنقلها إلى الأسكندرية عام 330 بعد الميلاد لإرسالها إلى بيزنطة لتجميل عاصمته الجديدة، ولكنه فشل في نقلها فبقيت وظلت في مكانها مدة 27 عامًا .



حتى قام ابنه قسطنطنيوس بنقلها إلى روما وأقامها في ميدان ماكسيماس، وفي عام 1587 م كشف عنها ووجدت محطمة إلى ثلاث قطع فتم إصلاحها وترميمها على يد دومنيكو فونتانا بأمر من البابا سكتس الخامس ونصبت في مكانها الحالى بميدان اللاتيران.




وأشار الدكتور ريحان إلى وفاة تحتمس الثالث كانت عن عمر 82 سنة بعد أن حكم أربعة وخمسين عامًا وبعد وفاته أقيمت مراسم الحداد والدفن الملكية تبعه فيها كل المصريين وهي أضخم جنازة في التاريخ القديم ودفن في مقبرة بوادى الملوك كان قد أعدها لنفسه وهي المقبرة رقم 34، حيث يعد من أوائل الملوك الذين بنوا مقابر لأنفسهم في وادى الملوك.



وقد اكتشفت مقبرته في عام 1898 على يد العالم فيكتور لوريت ووجدت المقبرة وقد تعرضت للنهب ولم تكن بها المومياء التي عثر عليها في الدير البحري عام 1881 و من أشهر مقولاته لوزيره الشهير رخمى رع "لا يرضى الرب بالتحيز(الفساد)، كن يقظًا فمنصب الوزير عماد الأرض كلها فليس للوزير أن يستعبد الناس، استمع للشاكى من الجنوب والدلتا أو أى بقعة.. تصرف بالعدل فالمحاباة يمقتها الرب.. كن عادلًا مع من تعرفه ومن لا تعرفه"

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق