20‏/04‏/2021

مدفع الافطار وحكايات ألف ليلة وليلة..ذكريات د.أحمد سعيد عن الشهر الكريم"1"..رمضان أثري 3

علاء الدين ظاهر

يمتلك عالم الأثار ا.د أحمد سعيد استاذ اثار وتاريخ مصر والشرق الادنى القديم جامعتى القاهرة والكويت خزينة ذكريات رائعة عن رمضان وطقوسه فيه،ولذلك ننشر هذه الذكريات علي حلقتين ضمن سلسلة"رمضان أثري"التي ننشرها علي بوابة أثار مصر.


وقال:سأختار بعض الفترات من عمري،حيث بدأ وعي برمضان وطقوسه وسماته وحكاياته في بداية الستينات من القرن الماضي عند عمر الخامسة تقريبا ونبدأ مع الأسرة والبيت والعطفة والشارع والمدرسة .

قضيت ثلاثة و عشرين سنة من عمري في حي الجمالية والحسين ومع عبق القاهرة الاسلامية او التاريخية كنا نسكن في شارع السيد الدوخلي وهو متفرع من شارع الازهر امام مدخل جامعة الازهر الاساسي وفي منزل رقم 1 بعطفة النشيلي ( عرفت بعد ذلك انه اسم ولقب لعائلة اصلها من الحجاز ). ذات الارضية الرائعة بالبلاط الابيض الجيري الحجري الذي يذكرك بكساء الاهرامات . والشارع يؤيدى من شارع الازهر الى مناطق قصر الشوق والجمالية ومناطق ام الغلام والحسين وبين القصرين .

ونبدأ بالأسرة حيث وعيت اولا على قلق في النوم خلال الليل لم اعهده بسبب سهر اخواتي واخوتى والولد والوالدة للمسامرة حتى صلاة الفجر ثم الاحساس بوالدي وهو يجهز نفسه لصلاة الفجر في الحسين . طبعا محاولات مشاركة الأسرة في مسالة الصيام وربما تقتصر على عدم اخذ ساندوتشات للمدرسة ثم الاسراع على الأكل بمجرد العودة لشدة الجوع وتاتي ساعة مدفع الافطار واجري على البلكون لاسمع المدفع الذي يطلق من القلعة ويصل صوته عبر الفضاء . ثم بعد الافطار اشاهد تهافت كل من البيت وتجمعهم اسفل الراديو الكبير المعلق على الحائط ونضع كرسي كي نصعد عليه لفتح ازراره ، لسماع حكايات الف ليله وليله مع الراحل عبد الرحيم الزرقانى / شهريار والراحلة زوزو نبيل/ شهراذاد. وايضا سماع فوازير امال فهمي.

وطبعا بعد ان دخل التليفزيون بيتنا وانا عندي تسع سنوات تقريبا لم اهتم وانا طفل بالف ليلة وانصبت سعادتى على فوازير رمضان مع ثلاثي اضواء المسرح.


البيت تغيرت رائحته وأصبح طوال ايام رمضان تفوح به من بعد العصر روائح متنوعة لأكلات كثيرة نتعرف عليها ليس فقط من الرائحة ولكن من الاطباق المتبادلة بين الشقق وتلك العادة الجميلة.

الحارة او العطفة بدأت انزل مع الاطفال ومعي الفانوس الصاج بجوانب زجاج ملون وبه الشمعة التى كنا نعتاد توليعها من الباجور الذي فوقه براد الشاي بعد الافطار ونلعب سويا حتى عودة الوالد من التراويح و يأخذنى في يده .

الشارع يتغير من حال الى حال بالزينة ومشاركة كل المنازل وكل البلكونات مزينة ونرى الشارع قبل الفطارو كل القهاوي مغلقة ...... ....................... مع كثرة الاماكن التي بها موائد الرحمن تقريبا امام كل مسجد في الشارع 

المدرسة وكان رمضان في المدرسة له طابع خاص سواء في المدرسية الابتدائية وكنت في مدرسة عمر مكرم امام المسافر خانة وهو القصر الذي ولد فيه الخديو اسماعيل ابن ابراهيم باشا ، بالقرب من درب الطبلاوى حي الجمالية وكنت من المشاركين في احاديث الاذاعة المدرسية الدينية او المدرسة الاعدادية وكانت مدرسة السلحدار التى كانت مبانيها جزء من جامع الاكم بأمر الله الفاطمي واذكر ان ناظرها كان الأستاذ قسطنطين وهو مسيحى لكن كان في أول يوم رمضان يخطب فينا ويحسنا على الصيام كانه امام مسجد .


انتقل الى رمضان سنة 1973 وكان عمرى 16 سنة الذي له معي ذكرى خاصة حيث وقت حرب اكتوبر العظيمة وكنت عضو فيما اطلق عليه انذاك الدفاع المدنى لتوعية المواطنين ودهان الشبابيك باللون الزرق وبناء جدران طوب احمر امام مداخل المنازل لكن من اجمل المتطلبات هو مرورنا على الافران في نهاية الشهر ونجمع من المتبرعين بصاجات كحك وفطائر ويتم تعبئة الصناديق وتذهب للجنود على الجبه .. واتذكر ايضا حيث كنت عضو في فريق مسرح مركز شباب الدراسة كنا ناتى بمقطورات العربيات الكبيرة ونضعها في الميادين وبعد الافطار تقام عليها مسرحيات ذات فصل واحد و وتذاع اغاني وطنية لمواكبة الحدث

.

 





ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق