علاء الدين ظاهر
عاد اسم مسجد أبو بكر مزهر الأثري للمشهد مرة أخري،وذلك عقب نشوب حريق في ارض فضاء ملاصقة للمسجد السبت الماضي،حيث ساهمت درجة الحرارة المرتفعة في الجو في استمرار الأدخنة المتصاعدة من الحريق بعد اطفائه.
الحريق كما قالت مصادر في الآثار جدد مطالب كثيرة عن ترميم المسجد وانقاذه من الانهيار،حيث أنه مهمل منذ سنوات عديدة،وفقط قامت وزارة الآثار عام بتفكيك منبره وإعادة تركيبه وترميمه،وادخاله ضمن سيناريو عرض القاعة المؤقتة في متحف الحضارة،والتي تم إغلاقها بعد إفتتاح القاعة الرئيسية،والمنبر حاليا ضمن معروضاتها.
المسجد طبقا للمصادر معرض لأضرار إذا ما تجدد الحريق مرة أخرى،خاصة مع إرتفاع درجة حرارة الجو،وقد تطال جدران المسجد من الخارج،مما قد يؤثر عليها سلبا،خاصة أن المسجد ومنذ أكثر من 15 عاما وهو مصلوب بشدات ومصدات خشبية باتت متهالكة وتجدد من حين لآخر.
وبالعودة للوراء وتحديدا 24 أبريل 2018 سنجد فصولا ممتدة من قصة المسجد،حيث شهد حينها قيام وزارة الآثار بنقل منبر المسجد بعد ما تم فكه،وقد لاقت طريقة النقل حينها اعتراضات كثيرة،حيث تم نقله علي سيارات نصف نقل.
المفاجأة أنه حينها وقبل نقل المنبر تعرض بابه الخارجي لسرقة حوشات نحاسية واجزاء من زخارف الباب قبل نقل المنبر بحوالي أسبوع
وكانت أبرز الاعتراضات علي نقل المنبر أنه تم نقله إلى مخازن أثار القلعة في نفس يوم إخطار منطقة الجمالية بالنقل مما يوحي بالتسرع والإستعجال في فك ونقل المنبر بشكل يبدو متعمدا،لعدم وجود مكان أو مخزن مؤهل ومناسب لتخزين المنبر،ولا سيناريو أو خطة منظمة لنقله بعد فكه حينها بواسطة عدد من العاملين بإدارة الحرف التراثية التابعة لقطاع الأثار الإسلامية،حيث لم يكن متحف الحضارة الذي كان مقررا نقل المنبر له مهيئا لإستقباله حينها.
قد يسأل أحدهم لماذا الحديث عن المسجد الآن؟،والرد هنا أنه منذ هذه الوقائع وهو مغلق ولم تتخذ أية تحركات من الآثار حتي الآن لإنقاذه من الأضرار الجسيمة الموجودة به،خاصة حالته الإنشائية والمعمارية التي باتت تزداد خطورة ما مرور الوقت،كما أن جدرانه مصابة بتشققات تمثل خطورة داهمة علي المسجد المغلق طوال 4 سنوات منذ نقل المنبر حتي الآن،دون أن تمتد له أية أعمال ترميم أو إنقاذ.
والمسجد مسجل برقم 49 فى عداد الآثار الإسلامية والقبطية بالقرار الوزارى رقم 10357 لسنة 1951 ومغلق بعد نقل منبره،وهذا الإغلاق مستمر منذ الزلزال الذي شهدته مصر في مطلع التسعينيات، حينها تدهورت بشدة حالته المعمارية و الانشائية وبات مهددًا بالانهيار، ولم يجد مسئولو الآثار حينها حلًا إلا صلبه بأعمدة خشبية و ما زالت حتى الآن .
وبعد صراع مع وزارة الأوقاف لتفعيل بند المادة ٣٠ من قانون حماية الآثار تم إسناد عملية ترميم المسجد الي شركة المقاولون العرب إلا أنه الي سبب ما لم يتم البدء في أعمال الترميم و الأثر هو من يدفع ثمن الإهمال و صراع الأوقاف و الآثار على من يتحمل تكاليف الترميم.
وتاريخيا يعد منبر مسجد أبو بكر مزهر أهم منبر مملوكى موجود علي حالته الكاملة بالقاهرة،ومصنوع من الخشب الماهوجنى المطعم بالعاج والعظم،كما يتميز بوجود رنك"ختم أو علامة"القاضى عليه،وهي المهنة التي كان عليها صاحبه
والمجموعة المعمارية للقاضي أبي بكر بن مزهر بالجمالية تشتمل علي مدرسة وخانقاة وسبيل وكتاب وقاعة وربع ودوار،وتعتبر مثالا متكاملا في العمارة الإسلامية،كما أن المجموعة ليست لسلطان أو أمير،بل لشخصية رجل دين لعب دورا بارزا ومهما خلال حكم السلطان قايتباي.
وهذا القاضي له منشأت وعمائر في بيت المقدس ومكة والمدينة،مما يدل علي مكانته الرفيعة في عصره،كما أنه في حشوتين بأعلي مصراعي باب المنبر الواقع في الإيوان الشرقي تفريعات نباتية نصها"أنا منبر بحديقة..في روض مجد مزهر"،وفي الإيوان الغربي باب عليه كتابات تؤكد أن المسجد تم تجديده في عهد الخديوي عباس حلمي الثاني.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق