25‏/04‏/2021

عالم آثار يحسم الجدل..عيد شم النسيم ليس له اصل في مصر القديمة

علاء الدين ظاهر

قال عالم الأثار ا.د أحمد سعيد استاذ اثار وتاريخ مصر والشرق الادنى القديم جامعتى القاهرة والكويت أن الكثيرين من الناس وبعض علماء للمصريات  وغيرهم يرون أن شم النسيم كان واحدا من أعياد مصر الفرعونية، وترجع بداية الاحتفال به إلى ما يقرب من خمسة آلاف عام، أى نحو عام (2700 ق.م)



وبالتحديد إلى أواخر الأسرة الثالثة الفرعونية ويحتفل به الشعب المصرى حتى الآن, وإن كان بعض المؤرخين يرون أن بداية الاحتفال به ترجع إلى عصر ما قبل الأسرات، ويعتقدون أن الاحتفال بهذا العيد كان معروفًا فى مدينة هليوبوليس "أون"!!؟



وتابع لبوابة آثار مصر:ويرون أن تسمية "شم النسيم" بهذا الاسم إلى الكلمة الفرعونية "شمو"، وهى كلمة مصرية قديمة , وهو عيد يرمزعند قدماء المصريين إلى بعث الحياة، وكان المصريون القدماء يعتقدون أن ذلك اليوم هو أول الزمان، أو بدء خلق العالم كما كانوا يتصورون.



و ان أصل اسم "شم النسيم" هو "شموش" أي البعث للحياة من جديد، وعلى مر العصور أضيفت إليه كلمة "نسيم"؛ وخصوصًا بعد أن حرّف الاسم إلى "شم" في العصر القبطي، يعود نسبة إلى عليل الجو من نسمات الربيع في هذا الوقت.



(ويدعى  البعض  ان هذا العيد  ) ورد فى اكثر من بردية من برديات الدينية،ويزعمون عن جهل مع الاعتذار عن الكلمة ان الاحتفالية  تبدأ بليلة الرؤية عند سفح الهرم الأكبر حيث يجتمع الناس في  مساءا؟؟؟  فى احتفال رسمي أمام الواجهة الشمالية للهرم حيث يظهر قرص الشمس قبل الغروب خلال دقائق معدودة وكأنه يجلس فوق قمة الهرم،وهذا الكلام كله نراه في كتب وعلى صفحات الإنترنت.



وتابع عالم الآثار:لكن الحقيقة  أن هذا كله هراء  ليس له اساس من الصحة،وانه لا توجد وثيقة مصرية قديمة تشير بشكل مباشر الى عيد بهذا الاسم او حتى منظر احتفال كتب فوقه انه عيد شم النسيم،وهو ما نرد عليه بهدوء في عدة نقاط:

اولا 
كلمة "شمو "   تطلق على احد فصول السنة الثلاث في مصر القديمة (الاخت = الفيضان البرت = بذر الحبوب  ثم الشمو = الحصاد ) اي ليس له علاقة بالنسيم او شمه .. وبالمناسبة لو اردنا ان نترجم كلمة شم النسيم بالمصرية القديمة فهي ( سندج ثاو ) فهي بعيدة كل البعد عن شم النسيم .



ثانيا
  ان رمزية البيضة في مصر القديمة  ارتبطت نعم بالخلق واعادة الحياة وبالمناسبة ليست في مصر القديمة فقط بل في كثير من الاساطير في الشرق الادنى والشرق الاقصى،وايضا الخس كان رمزا للمعبود مين معبود الخصوبة .



 واكل المصريون البصل بطبيعة الحال  و يقال ان هيرودوت  ذكر  " – المؤرخ اليوناني الذي زار مصر في القرن الخامس قبل الميلاد وكتب عنها – أن المصريين  كانوا يأكلون السمك المملح في أعيادهم،الا ان  كل هذا لايعنى ارتباط ذلك  بوجود عيد لشم النسيم.



ثالثا  
ان المصريين القدماء كانو يحتفلون باعياد كثيرة،و يخرجون فيها للمتنزهات او للمعابد او للحقول،فمنها ما هو مرتبط بالفيضان  والبذر والحصاد،ومنها ما يرتبط ببداية السنة والفصل  وكانت تعم فيه الاحتفالات كل أرجاء مصر .



وكان مناسبة طيبة للفرق الموسيقية والمغنيين والراقصين والراقصات لكي ينتقلوا من قرية إلى أخرى ومن منزل نبيل إلى آخر فيقيمون الحفلات ومن الاحتفالات ما يرتبط بالملكية وعيد تتويج الفرعون وجلوسه على العرش فضلا عن الاحتفالات الدينة المرتبطة بالمعبودات الرئيسية والهة الاقاليم



كل هذه الاحتفالات لها طقوس ومراسيم قد تتشابه مع الاحتفال بشم النسيم الا انه ايضا لا علاقة مباشرة بهذا العيد،اذا ما اصل عيد شم النسيم  وهل هو يرجع الى مصر  وخرج الى العالم ام العكس،وهل هناك علاقة بهذا العيد وعيد الفصح اليهودي ( = رأساً السنة العبرية، وأطلقوا عليه اسم " عيد الفصح" والفصح: كلمة عبرية تعني: ( الخروج أو العبور) وذلك أنه كان يوم خروجهم من مصر، على عهد سيدنا موسى عليه السلام)  واستمر في المسيحية.



فهل   ارتبط عيد شمّ النسيم المصري بعيد القيامة المسيحي   (Easter Fest  ويحتفل به مسيحيو الشرق الغرب في وقتين مختلفين بينهما اسبوع تقريبا )،او  هناك علاقة بعيد النيروز الفارسي  والفرس احتلو مصر  وارتبطوا بالاسرتين 27 و 31 ؟



والراي عندي  ولست مصر   (بضم الميم ) عليه، ان هذا العيد ربما في الاصل عيد مصري مسيحي ابتدعه المسيحيون المصريون الذين اعتنقوا المسيحية وهو مرتبطون بعادات وتقاليد ومتعودون على مراسم احتفالات كثيرة في حياتهم المصرية، وربما خرج من عندهم هذا الاحتفال الى العالم الغربي خلال العصر البيزنطى


وربما حدث هذا بعد انتشار المسيحيّة في مصر في القرن الرابع إذ أنه بعد  موسم الصوم الكبير المقدّس الذي يسبق عيد القيامة المجيد وفترة الصوم، التي تتميَّز بالنسك الشديد والاختلاء والعبادة العميقة، مع الامتناع طبعًا عن جميع الأطعمة التي من أصل حيواني.



اراد المصريون ان يحتفلوا بهذا  على شاكلة احتفالاتهم القديمة  فاعقبوا عيد القيامة الدينى بعيد دنيوى  خرجوا في للمتنزهات واكلوا ما تعودوا عليه في مثل هذه المناسبات ؟،وربما بعد ان فتح المسلمون مصر وارادو ان يشاركوا اهلها اعيادهم اطلقوا على هذا اليوم شم النسيم . والله أعلم


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق