17‏/05‏/2021

خبراء آثار فلسطينيون:حملة شرسة مستمرة لتهويد تاريخنا وخابت آمال الإحتلال

✍️.. علاء الدين ظاهر

كشف عدد من خبراء الآثار والتراث الفلسطينيين عن مخاطر عدة يتعرض لها تاريخ وتراث فلسطين منذ سنوات طويلة من العدو الصهيوني،والذي يسعي بما يقوم به من انتهاكات إلي تغيير هوية الدولة والوطن فلسطين


وكم من بيوت فلسطينية قديمة وتاريخية هدمها العدو الصهيوني،وذلك ضمن محاولاته لتزوير التاريخ وتهويد معالم فلسطين،ولم يكتف هذا العدو بذلك بل تبجح لما هو أكثر،حيث استخدم أحجار هذه المنازل والمعالم التاريخية الفلسطينية في بناء منازل حديثة داخل المستوطنات الإسرائيلية، لإثبات وجودهم المزيف في المستوطنات اليهودية.


# هيكل مزعوم
كما أن المسجد الأقصى ومنذ إحتلال الصهاينة له عام 1967م يحاولون هدم باب الرحمة وإقامة الهيكل المزعوم على أنقاضه،ولتحقيق ذلك استولوا على مصلى باب الرحمة، وإقامة كنيس مكانه تمهيدًا لإقامة الهيكل،لكن المرابطين فتحوا باب الرحمة مرة أخرى وتمكنوا من الصلاة فيه،لكن المحكمة العليا في الكيان الصهيوني تدخلت وحكمت بإغلاق المصلى،ولا تزال المعركة حول المصلى مستمرة.


من جانبها قالت دكتورة سارة محمد الشماس الباحثة في وزارة السياحة والآثار الفلسطينية: يعتبر التراث المعماري الفلسطيني جزءا هاما لايتجزا في مواجهة الاحتلال الإسرائيلي من اجل البقاء والصمود على الأرض، وذلك لإصرار المحتل الإسرائيلي على سرقة وتزوير التراث الثقافي الفلسطيني وادعائه بيهودية الأرض الفلسطينية.


وشددت الدكتورة سارة الشماس علي أهمية الحفاظ على هوية المجتمع الفلسطيني وتوريثه من جيل إلى جيل عبر العصور، و الذي يلعب دورا هاما وأساسيا في التوثيق على تاريخهم وحقهم بالأرض.


# حملة شرسة
ولازالت حتى الآن الكثير من البيوت والمباني والمقدسات والمواقع الأثرية والتاريخية في فلسطين التي ترجع للفترة العثمانية آخر فترة إسلامية قبل إقامة دولة الاحتلال الإسرائيلي،فقد شهدت الخليل حملة شرسة مخطط لها من محاولات تهويد التراث المعماري الإسلامي، وتهويد أسماء المواقع وتغيير معالمها وصولا لتهويد الهوية الأصلية لمكان.


وقالت أن عملية التهويد للثقافي الفلسطيني التي تمارس بطريقة ممنهجة هي عبارة عن محاولة تفريغ الشئ المراد تهويده من مضمونه وهويته الأصلية، وتأسيس عمارة حديثة مرتبطة بالطراز الغربي الحديث للمدن،فقد أدرك الاحتلال مبكرا أهمية العمارة في ترسيخ جذوره في فلسطين ، بهدف إثبات أحقيته في الأرض.


ومنذ مطلع العشرينات  القرن الماضي بدا البحث والتنقيب في القدس عن أي اثر يؤكد تاريخها اليهودي دون ان يتوقف حتى الوقت الحالي فكانت نتائجها مخيبة للآمال الاحتلال،حيث ان جميع الآثار المعمارية في القدس هي آثار تعود إلى الفترات الإسلامية،مما يؤكد انه الصراع ليس صراعا عسكريا أو سياسيا بل هو صراع على الهوية.


# هوية مجتمعية
وكشف د.وائل سعيد شاهين المحاضر في جامعة بوليتكنك فلسطين أثر الإضافات و التغيرات الحديثة على المباني التاريخية في مدينة الخليل،حيث تعد المباني التاريخية مرآة للهوية المجتمعية، والتي تشكل بدورها الجزء الأهم من الموروث الثقافي للمجتمع الفلسطيني الذي تناقلته الاجيال على مدى قرون.


وقال:إن السعي للحفاظ على استمرارية هذه الهوية  في ظل الظروف الراهنة وضمان استمراريتها عبر الاجيال كما هي لهو أمر أساسي، وقد بدأت الكثير من المؤسسات و الهيئات الفلسطينية المحلية اهتماماً بالغاً، وهو أيضا موضوع حساس، فلضمان استمرارية تناقل هذا الموروث لا بد من استمرار اشغاله، وهذا ما قد يخضع المباني التاريخية – كونها الحيز المكاني لهذا الموروث- لعدد من التدخلات بهدف تطويع تلك المباني لتصبح ملبية للاحتياجات المعاصرة، سواء من حيث المساحة وعدد الفراغات أو من حيث التجهيزات وتوابعها.


# بلدة قديمة
وهذا بدوره في حال تم تنفيذه بطريقة عشوائية دون ايلاء اهمية لقيمة المبنى التاريخي ومحيطه العام فسينتهي بنا الحال بخسارة هذا الموروث الثقافي،مشيرا الي مشكلة تعاني منها معظم البلدات القديمة في فلسطين،في ظل غياب الوعي بمدى التأثير السلبي للاضافات الحديثة والتشوهات البصرية على المباني التاريخية.


فقد تم تدريجياً فقدان الشعور بالانسجام والتوافق والتواصل مع الزخم التاريخي والثقافي في بيئة البلدات القديمة في مدننا وقرانا الفلسطينية،ولعل أكثر البلدات القديمة تعرضاً لمشكلة الاضافات الحديثة والتشوهات البصرية فيها هي البلدة القديمة لمدينة الخليل التي شهدت - كمدينة بشكل عام- وكبلدة قديمة فيها بشكل خاص نقلة عمرانية وتوسعاً كبيراً عبر العقدين الماضيين فاق قدرات النمو الطبيعي العادي للمدن.


# دراسة أثرية
والسبب كون هذه المدينة تشكل مركزا اقتصادياً و سياسياً رئيسياً في الوقت والظرف السياسي الراهن، لذلك تم اختيار البلدة القديمة في مدينة الخليل لتشكل حالة أجري عليها د.وائل شاهين دراسة أثرية ومعمارية مهمة،خاصة وانها تحوي العديد من المباني التاريخية بانماط متنوعة ومميزة، حيث تم في بداية هذه الورقة التعريف بمدينة الخليل بشكل عام وبلدتها القديمة بشكل خاص من حيث التطور التاريخي والعمراني لها.


وقد تم استعراض المشاكل الرئيسية التي تعانيها ومن ابرزها مشكلة الاضافات الحديثة عليها والتشوهات البصرية الخارجية فيها، وقد تم أيضاً بيان اسباب الاضافات الحديثة فيها وتصنيفها تبعا للموقع واسلوب التصميم مقارنة مع المباني التاريخية التي تمت عليها تلك الاضافات وربطها مكانياً على مخططات توضح توزيعها المكاني في البلدة القديمة.


# تشوهات بصرية
وكشف في دراسته عن محددات للتعامل مع الاضافات الحديثة والتشوهات البصرية على المباني التاريخية وطرق معالجتها لتقليل أثرها السلبي على المحيط التاريخي الموجودة ضمنه، وذلك بالاستناد لعدد من المواثيق الدولية والقوانين المحلية التي تتاول بعضها الحديث عن هذه المشكلة، وبالاعتماد عليها.


وقد تم تحليل واجهتي شارع عين سارة في الخليل -كونه يعتبر منطقة انتقالية بين النسيج التاريخي والتوسع العمراني للمدينة،ويحوي عددا من المباني التاريخية التي تعرضت للاضافات الحديثة المختلفة الاشكال- وتحديد أبرز المشاكل التي تعاني منها مبانيها فيما يتعلق بالاضافات الحديثة والتشوهات البصرية بالرسومات والصور البانورامية لها.


ومن ثم تم اقتراح مجموعة من الحلول والتدخلات المقترحة لمعالجة هذه المشاكل والمبنية بالاساس على المحددات التي تم التوصل اليها من خلال المواثيق الدولية والقوانين المحلية،حيث ان البلدة القديمة في الخليل بشكل عام ومباني شارع عين سارة بشكل خاص قد تعرضت لاضافات حديثة وتشوهات بصرية أثرت سلباً على قيمتها التاريخية والثقافية.


# باب الرحمة
وبالعودة لما ذكرناه في مقدمة التقرير،يعتبر باب الرحمة أحد أهم أبواب المسجد الأقصى الخمسة عشر،ويقع على الجدار الشرقي لسور المسجد الأقصى، كما انه أحد الأبواب الخمسة المغلقة،وله أهمية تاريخية كبري ويواجه مثل أثار فلسطينية كثيرة خطر التهويد.


وهو ما كشفته الدكتورة ميرفت محمد عبد الرحيم عياش أستاذ مساعد في جامعة النجاح الوطنية في نابلس بفلسطين،حيث أن الدراسات والحفريات بينت أن بناء الباب يعود للفترة الأموية،وله إرتباط وثيق بمقبرة الرحمة التي تقع أمامه من خارج السور،وهذه المقبرة ذات أهمية كبري ويمتد تاريخها من الفتح العمري وحتى يومنا هذا،حيث أنه فيها قبور للصحابة وشخصيات عامة وشهداء وعلماء.


وتابعت:نعاني في فلسطين من الإستعمار الإسرائيلي،والذي يهود بكل الطرق والوسائل تراث فلسطين وخاصة المسجد الأقصي،وباب الرحمة تم إغلاقه في 2003 بأمر عسكري من إسرائيل وتم فتحه بعدها علي يد شباب القدس،ونحن كفلسطينيين ممنوعين من زيارة القدس الا بوثائق يصدرها الإحتلال الإسرائيلي.


# زخارف أموية
وفي سبيل دراستي للباب حصلت علي تصريح وزرت القدس ورايت الباب وصورته،وباب الرحمة جزء من سور القدس الشريف والمسجد الأقصي،وبناء الباب أموي وحاول علماء اليهود كثيرا الفترة الماضية أن ينسبوه إلي الهيكل،رغم أنه أموي بدليل الزخارف الموجودة عليه وهي قريبة جدا من الزخارف الأموية الموجودة علي قبة الصخرة.


وأضافت:منذ 67 ومحاولات الإحتلال الإسرائيلي لتهويد الباب مستمرة،والوضع الحالي للباب مهدد بالدمار خاصة أنه هناك مشروع القطار الهوائي الذي يربط القدس الشرقية بالقدس الغربية وتمت الموافقة عليه من إسرائيل،وهذا المشروع يهدد مقبرة باب الرحمة التي يريدون التخلص منها،لأنهم يعتبرونها نجس ويسعون لإزالتها لفتح باب ضمن مشروع القطار،وخطر التهويد يأتي ضمن سعي الإحتلال الإسرائيلي للسيطرة على الباب وتغيير وهدم في معالم المسجد الاقصى ومقبرة باب الرحمة وما تتعرض له  بشكل خطير في وقتنا الحالي.


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق