01‏/05‏/2021

سوحيت وبـور وحجو..هكذا احتفل المصري القديم بشم النسيم

علاء الدين ظاهر

كان قدماء المصريين شعب عاشق للجمال وللطبيعة والبناء والإبداع،و هم أول شعب فى العالم يحتفل بالربيع بعد موت النبات خلال الشتاء.



وفي هذا الإطار قال مجدي شاكر كبير الأثريين أن شم النسيم ترجع بداية الاحتفال به إلى ما يقرب من خمسة آلاف عام، أي نحو عام (2700 ق.م)، وبالتحديد إلى أواخر الأسرة الثالثة الفرعونية ويحتفل به الشعب المصري حتي الآن.



وإن كان بعض المؤرخين يرون أن بداية الاحتفال به ترجع إلى عصر ما قبل الأسرات، ويعتقدون أن الاحتفال بهذا العيد كان معروفًا في مدينة هليوبوليس "أون"، وترجع تسمية "شم النسيم" بهذا الاسم إلى الكلمة الفرعونية "شمو"، وهي كلمة مصرية قديمة لها صورتان وهو عيد يرمز – عند قدماء المصريين – إلى بعث الحياة.



وكان المصريون القدماء يعتقدون أن ذلك اليوم هو أول الزمان، أو بدأ خلق العالم كما كانوا يتصورون وقد تعرَّض الاسم للتحريف على مرِّ العصور، وأضيفت إليه كلمة "النسيم" لارتباط هذا الفصل باعتدال الجو، وطيب النسيم، وما يصاحب الاحتفال بذلك العيد من الخروج إلى الحدائق والمتنزهات والاستمتاع بجمال الطبيعة.



وكان قدماء المصريين يحتفلون بذلك اليوم في احتفال رسمي كبير فيما يعرف بالانقلاب الربيعي، وهو اليوم الذي يتساوى فيه الليل والنهار، وقت حلول الشمس في برج الحمل. فكانوا يجتمعون أمام الواجهة الشمالية للهرم – قبل الغروب.



 وحتى الآن الإحتفال بشم النسيم فى مصر له نكهة ومذاق مختلف عن أى بقعه فى العالم،ولما تتميز به مصر من طقوس وأكلات معينة ارتبطت فى ذهن المصرى وصارت تراثية مثل البيض والبصل والخس والفسيخ، والتى أصبحت من لوازم الإحتفال بشم النسيم،ويجمع عليها المصريون على إختلاف ديانتهم ومستوياتهم الإجتماعية،وكانت هذه اللوازم لها ألفاظ فى اللغة المصرية القديمة،ومنها 


* البيض 

 كان يقال له ( سوحيت ) هو رمز الخروح الى الحياة،لان الكتــكوت مثلا يخرج الى الحياة من جماد وهى البيـضة، ولذلك كان المصرى القديم عندما يقوم من النـوم فى هذا اليوم كان ياكل البيض كرمز للميلاد او الخروج الى الحياة. 


* الفسيخ 

 كان يقال له ( بـور ) وكان السمك المملح المخزن الذى يأكله المصرى بطريقة التعتيق والذى يسمى الفسيخ فكان من السمك البورى النيلى، وكان رمزا لنهر النيل الذى يعشـقه المصريين ولان هذا النوع من السمك يأتى من نهر النيل ايضا.


* البصل

.كان يقال له ( حجو ) .. والبصل كان يرمز للقــــــــيامة وكانوا يعلقوه على الجدران فى المنازل وكما يفعل الكثيرين حتى الان،وكان من اشهر الاطعمة لزيادة القـــــــــــوة والفحــــولة ولقد ذكر كثيرا فى النصوص المصرية وكذلك فى نصوص الاهرامات ووجد أن العمال الذين شاركوا فى بناء الهرم كانوا يأكلون كميات كبيرة من البصل والثوم .



وكلها كانت بمثابة مضادات حيوية ضد الأمراض ولذلك كان المصرى القديم يقوم من النــوم فى هذا اليوم ليبدأ بشم البصل لتتفتح رئته ويستنشق العبير الجديد لهذا اليوم العيدى الكبير.وهذه العاده بالذات باقيه إلى اليوم بصعيدمصرفعندما يدخل أحدهم فى غيبوبه لأى سبب بيشمموه بصل!!



* الخس 

كان يقال له ( عيب ) وكان يعتبر من النباتات المقــدسة وكان المصرى يأكله بعد أكله سمك الفسيخ ليتخلص من روائح البصل، كما ان الخس كان يساعد على الهضم 

فهذه الاطعـمة الاربعة اتخذها المصرى القديم كنوع من الاحتفال فى هذا اليوم واهـــمية هذا اليوم عندالمصرى القديم سواء كان ملكا أو من الطبقة الحاكمة او من عامـة الشعب، فكان الشعب كله يحتفل بهذا اليوم وبنفس الطريقة سواء كان غنيا او فقيرا ولم تتغير هذه العـــــادة على الاطلاق حتى يومنا هذا.



ولذا نتمنى تسويق عيد شم النسيم وهو عيد مصرى الهوية رمز للطبيعة والخصوبة،ولم تتغير مظاهره ولا أنواع أكلاته منذ خمس آلاف سنة فهو العيد الوحيد الذى نشأ فى مصر،ولم يتغير رغم تغير الغزاة والديانات بل وأخذت عنه كل حضارات ودول وديانات العالم.



واضاف:فأرى أستغلال ذلك اليوم فى عمل حفل زواج عالمى يدعو له كل من يريد الزواج من شباب العالم،مع عمل حفل زواج عالمى على صفحة النيل أو أمام الواجهه الشمالية للهرم الأكبر،حيث كان أجدادنا يتجمعون ليلة شم النسيم ويدعون المعبود لتحقق أمانيهم فى العام الجديد.



ودعوة فنانين عالميين وعمل حفل كبير بالملابس الفرعونية للملوك والملكات مع زينة الزهور المصرية القديمة من اللوتس والياسمين وان تكون وثيقة الزواج على ورق البردى بلغة بلد العريسين وبالكتابة الهيروغليفية .



وان من ينجب طفل ويسمى باسم مصرى قديم يعطى له الحق فى زيارة أثارنا مجانا طوال عمره وذلك سيسهم فى أن يكون لنا ملايين من ناشرى حضارتنا والترويج السياحى لمصر وذلك لأن هذا العيد هو رمز للخصوبة فهو لنقاء وتسامح الطبيعة

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق