28‏/10‏/2021

قبل الإفتتاح..مصر تعد العالم بموكب أسطورى علي طريق الكباش بين الكرنك والأقصر..تفاصيل

علاء الدين ظاهر

أيام قليلة تفصلنا عن حدث تاريخي مهم ربما مثل موكب المومياوات الملكية الذي شهده وإنبهر به العالم أجمع في أبريل الماضي،والحدث الجديد هو إفتتاح طريق المواكب الكبرى والذي نعرفه جميعا بإسم طريق الكباش في الأقصر،حيث تم الإنتهاء من تطويره وترميمه الذي إستغرق سنوات بدأت قبل ثورة يناير 2011،حتي إنتهي وبات العالم كله علي موعد مع إبهار جديد ستحققه مصر علي طريق الكباش كما فعلت في موكب المومياوات الملكية الذي إنطلق من لمتحف المصري بالتحرير وإنتهي علي أرض متحف الحضارة في الفسطاط. 



إذا الأقصر علي موعد مع حدث تاريخى وأسطورى لإفتتاح طريق الكباش الممتد بين معبدى الكرنك والأقصر منذ آلاف السنين،حيث كانت تقام فيه قديما المواكب والإحتفالات خاصة في عيد الأوبت،حيث كان موكب المعبود أمون يخرج من معابد الكرنك الي معبد الاقصر عبر طريق المواكب الكبرى"الكباش"والعودة الي معابد الكرنك مرة أخري،حيث كانت تعم الإحتفالات العظيمة أرجاء طيبة"الأقصر"،وهو ما تسعي الدولة بكل أجهزتها لإستعادته في حفل افتتاح طريق الكباش،وذلك بما يليق بعظمة الحضارة المصرية،خاصة أن ذلك يتزامن مع حالة الإستقرار التي تعيشها مصر وإنعكست علي إهتمام الدولة بتراثها وأثارها



وإختيار توقيت الحدث بالتزامن مع العيد القومى للأقصر شيئ جيد،حيث أنه تحل في نوفمبر ذكري إكتشاف مقبرة توت عنخ امون عام ١٩٢٢م،وكما أبهرت مصر العالم في موكب المومياوات الملكية بغناء أنشودة إيزيس التي ظلت عالقة في الأذهان طويلا،فإنه من المقرر أن يتم في إفتتاح طريق الكباش سيتم عرض وتقديم وغناء أنشودة آمون العظيمة،وهي أنشودة مصرية قديمة سيتابعها العالم كله عبر قنوات محلية وعالمية كثيرة ستنقل الحدث.



وعلي أرض الأقصر تجري علي قدم وساق التجهيزات والبروفات في معبد الاقصر،حيث يتواجد هناك المايسترو نادر عباسي لعمل بروفات علي الحفل الذي سيقود الأوركسترا الخاصة به،كما أن الحفل يتضمن عدة فقرات منها ما هو في نهر النيل حيث تبحر عدة قوارب ستتم إضاءتها بشكل مبهر،وفي الكرنك سيكون هناك مجموعة من الأشخاص يرتدون ملابس مصرية قديمة وسيقومون بالسير ضمن الموكب حتي معبد الأقصر.



كما أنه ضمن الفقرات ستتم إضاءة معبد حتشبسوت بأضواء ساحرة ورائعة،وحيث سبقت ذلك مناقشات كثيرة بين مسئولي الأثار والجهات المختصة المشاركة في الحدث للوصول إلي أفضل شكل للديكورات والعناصر الفنية والمواد الدعائية التي ستستخدم لتزيين الشوارع والميادين و الاسواق بالأقصر، وكذلك تصميمات الملابس والأزياء التي سيرتديها المشاركين في الاحتفالية والموسيقي المصاحبة لها.



وقد حرصت كل جهات الدولة المشاركة في الحدث علي تأكيد أهمية الالتزام بالهوية البصرية للأقصر في كافة المشروعات والأعمال التي تمت ضمن المشروع،خاصة طلاء المنازل والواجهات والميادين ، وذلك ضمن الرؤية الفنية للاحتفالية لتضم أيضا الديكورات والعناصر الفنية والمواد الدعائية التي ستستخدم لتزيين الشوارع والميادين والأسواق بالأقصر، وكذلك تصميمات الملابس والأزياء التي سيرتديها المشاركين في الاحتفالية والموسيقي المصاحبة لها، بهدف إضافة هوية موحدة لمدينة الأقصر بكاملها، باعتبارها مدينة سياحية. 



وستلقي الإحتفالية الضوء علي أماكن الزيارة الجاذبة على هذا الطريق وتجهيزها لتكون معرضا للصور النادرة من القرن ١٩،والتي تروي تاريخ معابد الكرنك والأقصر و طريق المواكب الذي يربط بين المعابد وأهم الاكتشافات الاثرية،وصور و مناظر للأعياد والاحتفالات التي كانت تقام في العصور القديمة،كما سيتم تزويد هذه الصور ببطاقات تعريفية وعمل كيو آر كود (QR Code) لها لتحويل الزائر على الموقع الالكترونى للوزارة لمزيد من المعلومات عن الصور و المعرض و الطريق,كذلك إتاحة طريق المواكب للزيارة عن طريق تمهيد الممشي ورفع كفاءة الطريق وعمال إضاءة ليلية، بالإضافة الي تزويد الطريق بعدد من اللوحات الإرشادية يتم تصميمها بمواد مقاومة لأشعة الشمس.



وفي منطقة معابد الكرنك تم رفع كفاءة الخدمات المقدمة للزائرين بجميع المواقع الأثرية بصفة عامة وتلك الموجوده علي مسار زيارة معابد الكرنك،لإتاحتها لجميع المواطنين و السائحين و تحسين تجربة الزيارة لهم و جعلها زيارة ممتعة،كما تم تدعيم مسار زيارة معابد الكرنك بمزيد من اللوحات الإرشادية،لتعطي للزائر فكرة توضيحية عن الموقع الأثري ككل، وعن كل أثر علي حد،بالإضافة إلى إحلال اللوحات القديمة بأخري جديدة لتكون أكثر تفاعلا مع الزائر،بحيث تضم رسم توضيحي لمسار الزيارة وأهم الآثار الموجودة بالمنطقة و إرشادات الزيارة،وخاصة تلك المتعلقة بالاجراءات الاحترازية وضوابط السلامة الصحية المطبقة بالمواقع الأثرية للوقاية من فيروس كورونا.



ورفع كفاءة دورات المياه ونظم الإضاءة والممرات الخاصة بذوي الاحتياجات الخاصة و إضافة المزيد من المقاعد والمظلات لراحة السائحين،كما تم تطوير الساحة الخارجية لمعابد الكرنك،وشمل ذلك تجديد وإحلال الأرضيات، وتزويدها بالإضاءة المناسبة ودهان الأسوار، وكذا أعمال الزراعة من الأشجار والنخيل وأحواض الزهور بالمسطحات الخضراء، لتحقيق مظهر حضاري متكامل للموقع بما يتفق مع القيمة الأثرية و السياحية للمنطقة بأكملها.



كما قام فريق الترميم من وزارة السياحة والآثار بالتعاون مع عدد من خريجي أقسام الترميم بجامعتي الأقصر وجنوب الوادي ومعهد الترميم بالأقصر،بترميم العمود الأول بصالة الأعمدة الكبري بمعبد الكرنك وإظهار ألوانه الأصلية،وذلك بعد إزالة آثار التلف التي سببتها عوامل التعرية وإستكمال أعمال الترميم لباقي الأعمدة تباعا،حيث أن أعمال الترميم بصالة الأعمدة الكبري بمعبد الكرنك تشمل ترميم الأعمدة التي علي هيئة زهرة البردي المفتوح كمرحلة أولي ثم باقي الأعمدة كمرحلة ثانية، وذلك تمهيدا للافتتاح الوشيك لمشروع تطوير طريق الكباش في احتفالية كبري.



الأعمال تضمنت أيضا إزالة الأتربة ومعالجة آثار عوامل التعرية من علي الأعمدة والبالغ عددها ١٣٤ عمودًا و ارتفاع كل واحد منها نحو ٢٠ مترًابالاضافة إلى ترميم الزخارف والكتابات الهيروغليفية بها و إظهارها بشكل واضح،وأعمال الترميم شملت أيضا تمثال الملك تحتمس الثاني الموجود بالصرح الثامن بمعبد الكرنك،وسيتم قريبا بدء في مشروع ترميم صالة الأعمدة بمعبد الأقصر،حيث أن الأعمال بالمعبدين تتم بناءا على دراسات علمية دقيقة قام بها فريق العمل للوقوف على أنسب طرق الترميم والتي تتناسب مع الحالة الراهنة للأثر، وتتسق مع الأسس العلمية التي أقرتها المواثيق الدولية.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق