علاء الدين ظاهر
شارك الدكتور أسامة النحاس خبير التراث في منظمة العالم الإسلامي للتربية والعلوم والثقافة"الإيسيسكو" في الدورة الرابعة والعشرين من مؤتمر الاتحاد العام للآثاريين العرب،والتي استمرت علي مدار يومين ونوقشت خلالها ابحاث كثيرة ومتنوعة.
وفي كلمته أكد النحاس استعداد الإيسيسكو للتعاون والشراكة مع اتحاد الآثاريين العرب وكل المنظمات الدولية والإقليمية، من أجل توحيد الجهود لحماية هذا التراث والحفاظ عليه وتعظيم الاستفادة منه دون افتئات على حق الأجيال القادمة في معرفة تاريخها وهويتها والاستفادة من تراثها، فاهمة بلا تراث هي أمة بلا هوية.
ووجه النحاس الشكر لاتحاد الآثاريين العرب على عقده هذه الدورة حضوريا للعام الثاني على التوالي،وذلك في ظل تداعيات جائحة كورونا ، وفي وقت تتزايد فيه المخاطر والتهديدات للمواقع التراثية والمتاحف، وتتسارع وتيرتها بشكل خاص في وقت الأزمات والكوارث.
وتابع:وإذ نقدر ونثمن جهود الاتحاد العام للآثاريين العرب في حماية التراث في الوطن العربي وما استحدثه الاتحاد من مراكز إقليمية متخصصة لزيادة الوعي لدى العاملين في مجالات التراث كافة ، فإنه يسعدنا أن نمد أيدينا في منظمة الإيسيسكو لتفعيل بروتوكول التعاون مع الاتحاد واعطاء دفعة قوية للعلاقات بين الطرفين من أجل تحقيق رؤية واستراتيجية الإيسيسكو في الحفاظ على التراث وحمايته وتثمينه وتأهيله والاستفادة منه في تحقيق أهداف التنمية المستدامة.
إن الإيسيسكو لم تال جهدها في تحقيق هذه الرؤية الجديدة والتي أفرزت لنا استراتيجية متجددة تبعاً لما ينتاب العالم من متغيرات جمة وبشكل متسارع خاصة في مجالات التكنولوجيا التي ماانفكت تقدم لنا كل لحظة الجديد والمذهل.
مما حدا بالايسيسكو أن تتبنى هذه التقنيات ، مواكبة لكل جديد تقدمه، وذلك من أجل خدمة دولها الاعضاء وفتح آفاق التعاون مع المنظمات والمؤسسات الدولية الحكومية وغير الحكومية للاستفادة من هذه التقنيات في كافة مناحي الحياة خاصة التراث بكل انواع ومفرداته.
فكان انشاء مركز التراث في العالم الإسلامي ليكون منوطا به متابعة وتقديم والاستفادة من كل ما هو متطور وحديث في إعداد خطط حماية وإدارة وتثمين التراث في العالم الإسلامي وإعداد برامج رفع الكفاءة والتدريب للعاملين في مجالات التراث بكافة تنوعاته وفروعه، المادي وغير المادي والطبيعي والمغمور بالمياه.
ولم تكتف الإيسيسكو ممثلة في مركز التراث في العالم الإسلام بذلك فقط بل أعدت خطة لنشر العديد من الموسوعات العلمية والاطالس والدراسات في مجالات التراث. واستهلالا لهذه الموسوعات والاطالس كان البدء في تنفيذ موسوعة التراث المادي لسيدنا محمد صلى الله عليه وسلم، وكذلك اطلس التراث البحري والمغمور بالمياه في العالم الإسلامي.
و أيضا تم تدشين دراسة خاصة بمستقبل المتاحف في العالم الإسلامي بعد جائحة كورونا، ودراسة خاصة بتأثيرات التغير المناخي على التراث بكافة أنواعه في العالم الإسلامي وايضا دور التراث في تحقيق أهداف التنمية المستدامة 2030،وهذه الدراسات والموسوعات ستكون متاحة للدول الأعضاء بهدف تحقيق جل الاستفادة منها لكي تسترشد بها الدول الأعضاء في إعداد خطط حماية وإدارة وتأهيل تراثها.
ولم يقف مركز التراث عند استخدام التقنيات الحديثة في التوثيق والتسجيل والعرض ، بل تعدى ذلك الى إعداد دراسات حول ادارة الازمات والكوارث في المواقع التراثية، وايضا في استرداد تراث أمتنا المنهوب ومكافحة الاتجار غير المشروع فيه، وتطوير آليات مراقبة وحماية المواقع التراثية والمتاحف باستخدام تطبيقات الذكاء الاصطناعي.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق