علاء الدين ظاهر
يقتني متحف الفن الإسلامي بالقاهرة بعض القطع الأثرية الواردة إليه من الجامع الأحمدي"السيد البدوى" بطنطا منها تحفتان مشاركتان بالمعرض الأثري المؤقت المقام بالمتحف المصري بالتحرير حالياً بعنوان"تبجيل الأسلاف" تبجيل الموتى في مصر عبر العصور"،وكشفت حكايتهما الأثرية ريهام محمد الطاهر وكيل إدارة المعارض بمتحف الفن الإسلامي بالقاهرة
القطعة الأولى تحمل رقم أثر 2/393 ،وهي عبارة عن بيضة نعام ، ترجع لأسرة محمد علي القرن 13هجري 19 ميلادي، وقد جرت العادة على تعليق بيض النعام في أماكن العبادة والأضرحة ربما لإمتصاص الروائح المنبعثة من البخور والعطور والإحتفاظ بها في أرجاء المكان لوقت طويل،فتبعث السكينة والراحة في نفوس الزائرين.
أما القطعة الثانية تحمل رقم أثر 4033،وهي غطاء قبر السيد البدوي من نسيج الحرير المطرز بأشكال نباتية وكتابات تتضمن نصوص قرآنية وأبيات شعرية،وترجع لأسرة محمد علي عام 1283 هجريا / 1866 ميلادي، حيث أن هذا الغطاء من خيرات خوشيار هانم -أم الخديوي إسماعيل- المهداه للجامع.
والجامع حاليا مزود بمكتبة غنية بأنواع المراجع والكتب المختلفة،وكانت أيضا توجد بالجامع صناديق النذور التي كانت تفتح بمعرفة وزارة الأوقاف بتشكيل لجنة خاصة لفتحها وتحصيل ما بها من أموال وتوزيعها طبقا للقانون.
وتوجد عدة مقامات التابعين للسيد أحمد البدوي داخل المسجد ، بالإضافة لغرفة تشمل مجموعة من مقتنيات السيد أحمد البدوي من مسبحة وعباءة شتوية وأخرى صيفية ومشطين من خشب أحدهما للحيته والأخر للرأس.
وقالت أيضاً: نسب السيد البدوي ينتهي بالحسين رضي الله عنه ابن علي بن أبي طالب وفاطمة الزهراء بنت النبي صلى الله عليه وآله وسلم، بالإضافة لكونة من أكبر أقطاب الصوفية في القرن السابع الهجري وهو من أولياء الله الصالحين،كل هذا جعل له مكانة عظيمة في قلوب المسلمين وأصبحت أعداد مريديه في إزدياد مستمر.
وأصبح الجامع الأحمدي مقصدا سياحيا دينياً هاما بمصر، خاصة بالمولد الرجبي والمولد الكبير بأول شهر أكتوبر من كل عام، وفيهما تقام الدروس الدينية والمواعظ وحث الناس على عدم إتباع أساليب مخالفة لتعاليم العقيدة الإسلامية أثناء الزيارة،كما يحيط بالجامع محلات الحلوى التي يحرص الزائرين على شراء الهدايا منها.
حيث يرى المحبون لكل آل الرسول في زيارتهم ومودتهم بر وصلة وقرب لرسول الله صلى الله عليه وسلم كما يستشعرون البركة والراحة والطمئنينة في زيارتم، رضوان الله عليهم جميعا.
وعن السيد أحمد البدوي قالت:هو أحمد بن على بن إبراهيم بن محمد بن أبي بكر ينتهي نسبه إلى علي زين العابدين ابن الحسين بن علي بن أبي طالب، ولد في مدينة فاس عام 596 هجريا من أب عربي وأم مغربية.
ووفاة والد أحمد البدوي كانت نقطة التحول الواضحة في حياته، فقد عكف عن العبادة وإعتكف عن الزواج وإعتزل الناس وعكف في عزلته على دراسة تعاليم إمامي الصوفية في العراق،وهما أحمد الرفاعي وعبد القادر الجيلاني، وفي الحجاز عظم ميله إلى الزهد والعبادة والصمت، كان يصوم النهار ويقوم الليل ويكثر من قراءة القرآن بالقراءات السبع.
ووصل البدوي مصر عام 637 هجريا وإتجه إلى طنطا التى كانت تعرف في ذلك الوقت بإسم (طندتا)، واختار طنطا تحديدا نتيجة لرؤية رآها في منامه ثلاث مرات أمر في أثنائها ( أن سر إلى طندتا فإنك تقيم بها وتربي رجالا وأبطالا )، ومصر في ذلك الوقت تحت سيادة الدولة الأيوبية التي أقامت للصوفية الخوانق والربط والمدارس والزوايا ووقفت عليها كثيرا من الأراضي الزراعية والعقارات.
وقد ترك لنا السيد البدوي بعض المؤلفات أشهرها (الصلوات)-(وصايا)-(الحزب)،وتوفي السيد البدوي في الثاني عشر من ربيع الأول عام 675 هجريا ودفن في داخل منزل بن شحيط، فأقام تلميذة عبد العال بجوار القبر خلوة تحولت فيما بعد إلى زاوية عرفت بالأحمدية، في عصر السلطان الأشرف قايتباي أقيمت قبة على ضريح السيد كما أقيمت للزاوية مئذنة.
وفي القرن الثاني عشر الهجري بنى على بك الكبير مسجدا بجوار ضريح السيد البدوي، كما صنعت مقصورة من النحاس لضريح السيد البدوي نقش عليها إسمه ونسبه، كذلك أنشأ على بك في مواجهة المسجد سبيلا فوقه كتاب لتعليم اليتامى القراءة والكتابة.
وقد أوقف على بك بعض الأوقاف منها أراض زراعية وعقارات وفضة ليستفيد منها خلفاء السيد البدوي وخدم الضريح والقائمين به من العلماء والمجاورين بالمسجد والفقراء والمساكين والعجزة والأيتام وأرباب الأشاير المنسوبين للطريقة الأحمدية.
وفي القرن الثاني عشر للهجرة تحول المسجد الأحمدي إلى معهد علمي ديني على غرار الجامعة الأزهرية، وأعيد بناء المسجد في القرن الرابع عشر الهجري على مساحة فدانا ونصف فدان شملت أيضا الأضرحة والملحقات.
وتخطيط المسجد عبارة عن مربع يتوسطه صحن يحيط به الأروقة من جميع جهات، وللمسجد سبعة أبواب، وبالجهة الغربية من المسجد متبقية قبة السيد البدوي القائمة على المقرنصات
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق