14‏/12‏/2021

أبناء وأحفاد الخديوي تركوا بصمتهم في متاحف قصر عابدين..حكاية تاريخية

علاء الدين ظاهر 

يعد قصر عابدين من أجمل وأروع القصور الأثرية والتاريخية في مصر،وقد كان أبناء وأحفاد الخديوي (إسماعيل) ، مُولَعين بوضع لمساتهم علي القصر ، وعمل الإضافات التي تناسب ميول وعصر كل منهم.


 ومن ذلك ما قام به الملك فؤاد الأول أبن الخديوي(إسماعيل) والذي حكم مصر في الفترة من عام 1917م إلي 1936م بتخصيص بعض قاعات القصر لإعداد متحف لعرض مقتنيات الأسرة من أسلحة وذخائر وأوسمة ونياشين وغيرها.


وقام الملك فاروق الأول الذي حكم مصر من عام 1937م إلي عام 1952م باستكمال المتحف وإضافة الكثير من المقتنيات خاصة في الأسلحة بأنواعها وألحق بالمتحف مكتبة متخصصة في هذا المجال ، وبعد قيام الثورة عام 1952م تم نقل إدارة متحف قصر عابدين إلي إدارة المتاحف بالقلعة.


ثم أعيدت إدارته مرة أخري إلي رئاسة الجمهورية في عهد الرئيس الراحل أنور السادات الذي أمر بتجديد وترميم قصر عابدين والمتحف الخاص به.


و في عهد الرئيس السابق حسني مبارك تم استكمال ترميم القصر ومتحف قصر عابدين،وأضيف له متحف هدايا رئاسة الجمهورية،ويضم المتحف الان هدايا الرؤساء حتي عهد الرئيس عبد الفتاح السيسي.


وأيضا متحف الفضيات والكريستالات والصيني و الجاليهات الخاصة بالعائلة المالكة وتم تسمية المتحف باسم "متاحف قصر عابدين" وقام مبارك بإعادة الافتتاح في 17/10/1998.


وفي 16/12/2004 أضيف لمتاحف قصر عابدين متحف الوثائق التاريخية وهو متحف متخصص في عرض الوثائق التاريخية ويعتبر من أهم أجزاء المتحف للزائرين والدارسين في هذا المجال.


وهكذا أصبح قصر عابدين مجمع للمتاحف المتنوعة تم ربطها بخط زيارة واحد يمر من خلاله الزائر بحدائق القصر مما يتيح للزائر المتعة الثقافية والترفيهية معاً.


ويعد قصر عابدين تحفة تاريخية نادرة بالشكل الذي حوله إلى متحف يعكس الفخامة التي شيد بها القصر والأحداث الهامة التي شهدها منذ العصر الملكي وحتى قيام ثورة يوليو 1952،وويحرص الكثير من المهتمين بالمتاحف على زيارته حيث يعد من أهم وأشهر القصور التي شيدت خلال حكم أسرة محمد علي باشا لمصر حيث كان مقراً للحكم من العام 1872 حتى العام 1952.


وأمر ببناء القصر الخديوي إسماعيل فور توليه الحكم في مصر العام 1863، ويرجع اسم القصر إلى عابدين بك أحد القادة العسكريين في عهد محمد علي باشا وكان يمتلك قصراً صغيراً في مكان القصر الحالي فاشتراه إسماعيل من أرملته وهدمه وضم إليه أراضي واسعة ثم شرع في تشييد هذا القصر.


ويحتوى القصر على قاعات وصالونات تتميز بلون جدرانها،فالصالون الأبيض والأحمر والأخضر تستخدم في استقبال الوفود الرسمية أثناء زيارتها لمصر، إضافة إلى مكتبة القصر التي تحوى نحو مايقرب من 55 ألف كتاب. كما يحتوى القصر على مسرح يضم مئات الكراسي المذهبة وفيه أماكن معزولة بالستائر خاصة بالسيدات ويستخدم الآن في عرض العروض المسرحية الخاصة للزوار والضيوف.


ويوجد بداخل القصر العديد من الأجنحة مثل الجناح البلجيكي الذي صمم لإقامة ضيوف مصر المهمين، وسمي كذلك لأن ملك بلجيكا هو أول من أقام فيه، ويضم هذا الجناح سريراً يعتبر من التحف النادرة نظراً لما يحتويه من الزخارف والرسومات اليدوية.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق