08‏/01‏/2022

معرض علي الورق فقط!!..متحف شرم الشيخ حصل علي أيقونات ومخطوطات قبطية وظلت بالمخزن 6 شهور إلي الآن..إنفراد بالمستندات

علاء الدين ظاهر

لا أحد ينكر أن الآثار القبطية تمثل جزءا أصيلا ومهما من تاريخ مصر،ورغم تعددها وتنوعها إلا أن أبرزها وأشهرها هي الأيقونات،وتضم منطقة مصر القديمة مجموعة من الكنائس التي تمتلئ بمجموعة من أروع ما تراه من الأيقونات،كذلك المتحف القبطي الذي تجد علي جدرانه وفي فتارين المعروضات روائع الكنوز والآثار والأيقونات.



قد يسأل البعض لماذا هذه المقدمة؟،والاجابة أنها ضرورية لفهم ما حدث في متحف شرم الشيخ،والذي طلب مجموعة من الأيقونات والمخطوطات الأثرية"12 قطعة أثرية مهمة جدا" من كنائس مصر القديمة والمتحف القبطي بالقاهرة لإقامة معرض عن العائلة المقدسة،لكن المتحف وللأسف الشديد لم يقم المعرض ووضع الآثار في مخزن المتحف وما أدراك ما مخزن المتحف،والمثير أن ذلك طوال حوالي 6 شهور.



القصة بدأت منذ شهور،حين صدر قرار الأمين العام للمجلس الأعلي للأثار رقم 866 بتاريخ 16-2-2021،وكان مضمونه تشكيل لجنة من 6 أعضاء من قطاعي المتاحف والأثار الإسلامية والقبطية،ومهمة اللجنة إختيار القطع الأثرية المناسبة لسيناريو العرض المتحفي المقترح لمعرض"العائلة المقدسة في أرض الفيروز"المزمع إقامته في متحف شرم الشيخ،مع إتخاذ كافة الإجراءات القانونية والأمنية والمخزنية اللازمة.


ولم ينتبه من كتب القرار لخطأ جسيم عن المكان الذي سيتم نقل الأثار منه الي متحف شرم الشيخ،وقال أنه سيتم نقلها من متحف شرم الشيخ!!!وكأن القطع سيتم نقلها من مكان إلي نفس المكان في وقت واحد وهو خطأ لم ينتبه له أحد لتصحيحه.


وبعد تشكيل اللجنة بدأت في عقد الإجتماعات التحضيرية للمعرض،وكان أحدها إجتماع بتاريخ 17-3-2021،وطبقا لمحضر هذا الإجتماع فقد حضره أعضاء من منصر القديمة ومنطقة السيدة زينب والخليفة ومجلس كنائس منطقة مصر القديمة والمنيل وفم الخليج،وحينها إتفقت اللجنة ومن حضر الإجتماع علي أن يكون موعد إفتتاح المعرض 1 يونيو 2021 الموافق 24 بشنس القبطي،وهو موعد دخول العائلة المقدسة أرض مصر.


علي أن يستمر المعرض حتي نهاية العام 31-12-2021،وتم الإتفاق علي نقل القطع الأثرية من داخل الكنائس إلي متحف شرم الشيخ،مع إتخاذ كافة الإجراءات اللازمة بالتنسيق والتعاون مع الجهات المختصة،وطبقا لمحضر الإجتماع كانت مهمة اللجنة تجهيز ونقل 10 أيقونات أثرية و 4 مخطوطات للمعرض،وعودتها بعد إنتهائه يوم 31-12-2021.


وطبقا للبند ثالثا من محضر هذا الإجتماع فإن القطع التي تقرر نقلها هي 2 أيقونة من كنيسة أبي سرجة،وأيقونة من كنيسة العذراء المعلقة،وأيقونة من كنيسة العذراء الدمشيرية،و2 أيقونة من كنيسة أبي سيفين مصر القديمة،و3 أيقونات من كنيسة مارمينا فم الخليج،وأيقونة من كنيسة دير الملاك قبلي،و4 مخطوطات من داخل المتحف القبطي.


كما إتفق أعضاء اللجنة علي مشاركة الكنيسة القبطية في الفعاليات التي ستقام علي هامش المعرض،وتتضمن إهداء مجموعة من الصور الخاصة بمسار العائلة المقدسة إلي المجلس الأعلي للأثار لإستخدامها أثناء إقامة المعرض،وكذلك تقديم الكتب الخاصة بمسار الرحلة التي تمت طباعتها ب 6 لغات من خلال دير مارجرجس للراهبات بمصر القديمة،وعرض الفيلم التسجيلي المرفق مع الكتب لعمل معرض كتاب علي هامش المعرض.


مزيد من التفاصيل جاءت في محضر إجتماع تالي بتاريخ 2-4-2021،وجاء فيه التأكيد علي أن مدة العرض 6 أشهر من 1-6-2021 إلي 31-12-2021،وفي حال طلب مد فترة المعرض يتم التنسيق مع الكنيسة وإستطلاع رأي المجلس الكنسي،كما تم في هذا الإجتماع الإشارة إلي وجود معرض توت عنخ أمون بمتحف شرم الشيخ وسيتم نقله إلي المتحف المصري الكبير.



وعليه يتم العرض علي رئيس قطاع المتاحف للتوجيه وتحديد موعد نقل القطع إلي المتحف المصري الكبير حتي يتوافق ذلك مع موعد المعرض المقترح لأيقونات ومخطوطات رحلة العائلة المقدسة،وإتفقت اللجنة علي العرض علي رئيسي قطاعي المتاحق والأثار الإسلامية والقبطية واليهودية لإتخاذ اللازم والعرض علي الأمين العام للمجلس الأعلي للأثار.



الغريب والمثير أن المتحف لم يقم المعرض ولو حتي ليوم واحد،رغم أن الكنيسة وافقت علي نقل القطع الأثرية لمتحف شرم الشيخ،لتعرض من 1 يونيو 2021 حتي 30 ديسمبر 2021،علي أن تعود بعدها القطع للكنيسة مرة أخرى وهو أيضاً ما لم يحدث،والقطع منذ نقلها وهي في مخزن المتحف الذي لا يوجد به أي مرمم،حيث أنه كان مفترض متابعتها دوريا وهل هي سليمة أم واصابها تلف؟،حيث أنها مع مرور الوقت قد تتعرض لظروف تلف مع عدم وجود تهوية في المخزن ولا مرممين.



ولا يمكن أن يكون المتحف قد أقام المعرض إذا إدعي البعض ذلك،حيث أن المتحف ولا وزارة السياحة والآثار لم يعلن اي منهما عن المعرض سواء علي صفحات التواصل الإجتماعي الخاصة بهم ولا في أي من وسائل الإعلام المختلفة،وهذا يجعلنا نسأل:من يتحمل مصاريف نقل الاثار هذه وتكاليف الاستنادات الخشب التي تم عملها لتحمل فتارين عرض القطع؟،حيث أن هذه الاستنادات عددها 9 تكلفت حوالي 20 ألف جنيه.



ولنا أن نتخيل ما تعرضت له 9 أيقونات من كنائس مصر القديمة و3 مخطوطات من المتحف القبطي وهي من المخطوطات الرئيسية والنادرة جدا"الانبا زاخرياس"وأكثر المصادر أصالة التي تتحدث عن رحلة العائلة المقدسة،وهذه الآثار ظلت مكدسة في المخزن تحت الأرض،والذي لا يوجد فيه تكييف ولا مقياس للرطوبة ولا ادني معايير الحفاظ علي الأثر،وفوق هذا لا يوجد اي فريق للترميم في المتحف يتابع حالة القطع.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق