علاء الدين ظاهر
ينظم متحف الحضارة السبت المقبل ورشة عمل حية عن "فن وحرفة الخياميّة في العصر الإسلاميّ"،وتأتي استكمالاً لتعاون المتحف المثمر مع بنك الكساء المصري و مؤسسة ألما
وسيتعرف المشاركون في الورشة على سبل إعادة تدوير الموارد الغير قابلة للتوزيع وتحويلها إلي منسوجات فاخرة، صديقة للبيئة، منقوشة بزخارف إسلامية بتقنية فن الخياميّة.
وتاريخيا فإن الخيامية فن مصري، والمصطلح مشتق من كلمة خيام، وهو صناعة الأقمشة الملونة التي تستخدم قي عمل السرادقات، وربما يمتد تاريخ هذه المهنة إلى العصر الفرعوني ولكنها بالتأكيد أصبحت أكثر ازدهاراً قي العصر الإسلامي ولا سيما العصر المملوكي.
وقد كانت ترتبط الخيامية قديماً بكسوة الكعبة المزينة بخيوط الذهب والفضة ، والتي كانت تقوم مصر بتصنيعها حتى فترة ستينيات القرن الماضي وإرسالها للحجاز قي موكب مهيب يعرف باسم المحمل.
وتتواجد هذه الحرفة بكثرة في شارع الخيامية بالقرب من باب زويلة آخر شارع الغورية،حيث يعتبر فن صناعة الخيام من أوائل الحرف والأعمال اليدوية التي تعلمها ومارسها الإنسان لصنع مأوى له من القماش، وذلك بعد أن صنع الأكواخ.
وقد تطورت صناعة الخيام منذ عهد الدولة الفاطمية، حيث فكر الفنان المصري بإدخال البهجة في مسكنه، فطوّر صناعة الخيام وبدأ يحيكها من أقمشة ملونة مستعيناً بالتصاميم والزخارف العربية القديمة، وأدخل بعد ذلك رسوماً وزخارف مستقاة من المعابد والجوامع والكنائس.
كما طور من صنعته وصنع من هذه الحرفة أشياء أخرى مثل الخدودية ومفارش السرير ومعلقات على الجدران، وساهمت صناعة الخيامية في زخرفة كسوة الكعبة المشرفة، وأنشأت مصر أول مؤسسة لذلك وأسمتها إدارة الكسوة، وهي موجودة في تحت الربع- باب الخلق -القاهرة. وكانت الكسوة تحمل على الجمال في احتفالية كبيرة من مصر إلى السعودية في موسم الحج، وكانت تسمى بالمحمل.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق