15‏/09‏/2022

تودا دبلوماسي أسباني عشق آثار مصر ووثق إحتفالات المحمل الشريف من 135 سنة..تقرير

علاء الدين ظاهر 

يعتبر إدوارد تودا من أهم رواد علم المصريات الإسبان،و يرجع ذلك إلى أنشطته التي قام بها أثناء إقامته في مصر كنائب للقنصل وكذلك منشوراته في تلك السنوات آنذاك وما تليها.



ويمكن التعرف علي حكايته وتاريخه من خلال المعرض المقام حالياً في متحف الحضارة وافتتحه Alvaro Iranzo سفير أسبانيا بالقاهرة بعنوان "رحلات التفتيش على المواقع الأثرية في صعيد مصر وأرشيف إدوارد تودا"،بالتعاون بين المتحف والسفارة.



# القنصل الإسباني

المعرض يكشف جوانب مهمة وكثيرة من رحلات تودا في آثار مصر،حيث يضم المعرض عددًا من الصور من مجموعة إدوارد تودا إي جويل ومجموعة بانرات تضمنت معلومات كثيرة عنه وحياته ومغامراته الأثرية،ونستعرض مع قراء آثار مصر أبرز هذه المعلومات.


حيث شغل منصب نائب القنصل الإسباني في القاهرة خلال الفترة ما بين عامي 1884 و 1886،وهذه الصور تعد توثيقا لعمل مصلحة الآثار المصرية خلال القرن التاسع عشر.



وبالإضافة إلى أدائه لمهام منصبه الرسمي ، فإن شخصية تودا المنفتحة وفضوله تجاه الجوانب الثقافية الأكثر تنوعا جعلته مهتما بجميع فترات الحضارة المصرية،ومنذ الأشهر الأولى التي قضاها في القاهرة ، تقدم بطلب للحصول على إذن خاص لدخول مساجد المدينة.



# البلاط الخديوي

وقام بنشر الكتابات ذات المحتوى الديني المكتوبة باللغة العربية الموجودة على الجدران بمساعدة أرتين بك، بالإضافة إلى ذلك ، بدأ زياراته إلى مقابر الجيزة وسقارة مع عالم المصريات إميل بروجستش ثم بعد ذلك إلى مواقع أثرية مختلفة في الدلتا.



وأتاح له منصبه كدبلوماسي الفرصة لحضور مختلف المناسبات الرسمية في البلاط الخديوي و كذلك مشاهدة الاحتفالات الشعبية كما ذكر في مقالات كتبها لمختلف الصحف الإسبانية.



# كسوة الكعبة

وبذلك استطاع أن يجعل قاعدة عريضة من الجمهور من القراء على علم باحتفالات مثل خروج قافلة المحمل مع الحجاج إلى مكة حاملين كسوة الكعبة المطرزة ، والمشاركة الشعبية في إحتفالات عاشوراء ، وإحياء ذكرى وفاة الحسن والحسين ، أو الإفطار الجماعي خلال شهر رمضان.



وعلى الرغم من أن إدوارد تودا كان يسافر مرافق لبعثة مصلحة الآثار ، إلا أنه ساهم في تطوير أعمال البعثة من خلال Service الآثار قیامه بمهام مختلفة، بدءا من التصوير، وتصنيف العملات، و حتى الصيد لتوفير الطعام للمجموعة.



# توثيق فوتوغرافي

وقد كانت من أبرز إسهامات إدوارد تودا هي المساعدة في تصوير مقبرة سن نجم،والتي اكتشفها أحد البدو عندما كانت البعثة تعمل في الأقصر،وفي وقت لاحق، تولى إدوارد تودا بنفسه مسئولية جرد القطع والمقتنيات، وعندما عاد إلى إسبانيا، قام بنشر زخارف ومحتويات غرفة الدفن.



ومن الخدمات الي قدمها تودا وكانت سبباً في توثيق صلته بمصلحة الآثار استخدام الكاميرات كوسيلة للتوثيق عندما تعرف عليهم إدوارد تودا،كما قاموا أيضاً باستخدامها لتوثيق الآثار في متحف بولاق،حيث كان استخدام التصوير الفوتوغرافي كوسيلة للتوثيق في علم الآثار في مصر آنذاك لم تكن قد مرت عليه سوى عقود قليلة فقط. 



وتعد الكتب التي نشرها إدوارد تودا والصور التي جمعها في مصر مثال واضح على استخدام هذه التقنية في تصوير الآثار خلال النصف الثاني من القرن التاسع عشر. تعتبر مجموعته بمثابة دليل على تحويل الصور الفوتوغرافية إلى لوحات وكذلك اختفاء معظم الصور التي تم نسخها على هيئة لوحات.



ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق