علاء الدين ظاهر
كشف أ.د.مدين حامد الخبير والمدرب المعتمد في ترميم وتزييف وتزوير الآثار والمخطوطات أن لوحة رشيد الحجرية تعد أحد أبرز الآثار المصرية شهرة في العالم،لما تمثلة من لبنة أساس لنشأة علم ولد حصرياً وقاصراً علي حضارة مصر واشتق من اسمها حفظها الله وهو علم المصريات.
جاء ذلك في حديث له مع بوابة آثار مصر،بمناسبة مرور 200 عام علي نشأة علم المصريات Egyptology،حيث كشف فيه أسرار هذا العلم وكيف تم العثور علي هذه اللوحة الحجرية،وتفسير وفك رموز وطلاسم نصوصها علي يد الفرنسي شامبليون،وهي محفوظة الآن بالمتحف البريطاني British museum بعد سرقتها من فرنسا إبان هزيمة نابليون في الحرب ضد الإنجليز.
وتابع مدين:عند العثور علي لوحة حجر رشيد من قبل مهندسي الحملة الفرنسية ومحاولة استخدامها في أعمال البناء تم عرض اللوحة من قبل مكتشفها المهندس بوشارد علي نابليون بونابرت، والذي قام بعمل نسخ منها لدراستها، ولم يكن شامبليون وقتها علي دراية كافية بما نقش عليها من كتابات Writings .
فحاول تعلم اللغة القبطية Coptic language أولاً كآخر خطوط اللغة المصرية القديمة، وعلاقتها باليونانية القديمة الواردة بالجزء الأسفل من اللوحة، ووجد ضالته في القس والكاهن المصري"يوحنا الشفتشي" الذي رافق علماء الحملة الفرنسية مساعداً لهم في أعمالهم ومنها كتاب وصف مصر، والذي تعلم منه القبطية وكان للكاهن دور لا ينكر في تعليم شامبليون بل ومساعدته في هذا الإنجاز الكبير رغم ما يحصل عليه من راتب زهيد مقارنة ببقية أعضاء وعلماء الحملة الفرنسية.
ولم يكن شامبليون أول من توصل لفك رموز اللغة المصرية القديمة، فقد سبقه كثير من العرب والمسلمين إضافة إلي يوحنا الشفتشي ، ومنهم؛ ثوبان بن إبراهيم الإخميمي المعروف بذي النون المصري في مؤلفه "حل الرموز وبرء الأرقام في كشف أصول اللغات والأقلام" في القرن التاسع الميلادي أي قبل جهود شامبليون بعشرة قرون كاملة.
وكذلك اللغوي الكيميائي النبطي المسلم "أبو بكر أحمد بن قيس الكزداني" الملقب ب" بن وحشية النبطي" في كتابه " شوق المستهام في معرفة رموز الأقلام " من القرن الثالث الهجري / التاسع الميلادي إبان حكم الدولة العباسية، والذي ترجم في أوروبا عام 1806م، أي قبل فك شامبليون لرموز لوحة حجر رشيد ب16عاماً سنة 1822م، والذي اطلع علي كتابات بن وحشية النبطي قبل القيام بمهمته تلك.
هذا بالإضافة إلي أبو الكيمياء العالم المسلم "جابر بن حيان"، ولم لا؟، وقد جاء علي لسان المؤرخ والجغرافي والفليسوف العربي المسلم "أبو الحسن علي بن الحسين المسعودي" الملقب بهيرودوت العرب في كتابه "مروج الذهب" في القرن العاشر الميلادي أن أهل مصر كان يتحدثون بلغة قدماء المصريين نطقاً وكتابةً.
بل ومن غير العرب والمسلمين الذين لم يكتب لهم النجاح في خروج محاولاتهم للنور الراهب الألماني " أثناسيوس كرشر" في القرن ال17 الميلادي وغيرهم، بيد أن النجاح كان حليفاً لشامبليون في هذا الصدد لما توفر له من امكانات، ومنها استفادته واعتماده علي محاولات وكتابات السابقين في عمله التاريخي هذا ممن سبق ذكرهم دون الإشادة بدورهم وسبقهم في هذا المنحي.
هذا لم يكن أيضاً شامبليون أول من تجاهل جهود العرب والمسلمين في التعلم والاستفادة منهم دون ذكر جهودهم أو الإشادة بدورهم المؤسس لفك طلاسم اللغات والأقلام ووضع قواعد نشأة العلوم الأخري كالكيمياء Alchemy,والفيزياء والمعادن والرياضيات والهندسة والطب والفلك.
فقد سبقه وأعقبه كثيرون ممن نهلوا من علوم العرب والمسلمين وبنوا نظرياتهم علي ما جاء بكتبهم ومؤلفاتهم ومنهم؛ البيروني، التيفاشي، القزويني، الرازي، بن الهيثم، الخوارزمي، جابر بن حيان.... وغيرهم، ونسبوا إليهم أول شرارةً وتأسيس لكل علم،كما سرقت سلفاً فكرة شعلة الألعاب الأوليمبية المدونة علي جدران مقابر بني حسن بالمنيا أغلب الظن ثم نسبت لليونان.
والرسوم الكاريكاتيرية الشهيرة " توم و جيري"، والوصفات الطبية المصرية القديمة والعمليات الجراحية المعقدة وعلوم الفلك والرياضيات والزراعة، وسلالات الكلاب المصرية المرسومة علي مقابرها، والموسيقي وآلاتها كالهارب مثلاً، وألعاب القوي والرياضات المختلفة.... فلم العجب؟ فهو حفيد وجد لآخرين دأبوا علي ذلك دون عرفان أو امتنان، رغم مقولته الشهيرة أنه والأوربيون كالأقزام أمام عمارة مصر القديمة التي بنيت مقارعة للسماء ومناطحة للسحاب.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق