07‏/02‏/2024

مقلمة وأسد وصينية..3 كنوز أثرية تستحق المشاهدة بالمتحف الإسلامي..شاهد بالصور

علاء الدين ظاهر

يزخر المتحف الإسلامي بالقاهرة بكنوز كثيرة تعد من الروائع خاصة فيما يتعلق بمادة صناعتها وأصحابها،ومنها 3 قطع أثرية معدنية كشف لنا حكايتها أبو العلا خليل المؤرخ والباحث المتخصص في الآثار الإسلامية.



مقلمة المظفر

من هذه الكنوز مقلمة السلطان المنصور محمد بن السلطان المظفر حاجي"٧٦٤هجريا / ١٣٦٣م"،والمقلمة وعاء لحفظ الأقلام إشتقاقا من الأسم الذى يحفظ فيه،حيث كانت المقلمة من مؤشرات المعرفة عند العرب،ومن أثمن ما وصل لنا من كنوز التحف المعدنية مقلمة فخمة رائعة تنسب للسلطان المملوكي المنصور محمد ابن السلطان المظفر حاجي ابن السلطان الناصر محمد ابن السلطان المنصور قلاوون.



والمقلمة من النحاس المكفت بالذهب والفضة ، ومزخرفة من الداخل والخارج ، وعلي جانب المقلمة من الخارج كتابة بالخط النسخ علي قاعدة من الزخارف النباتية الدقيقة نصها"عز لمولانا السلطان المالك الملك العالم العامل الغازى المجاهد المرابط المثاغر المؤيد المنصور"، ويقطع هذا الشريط الكتابي جامات متعددة الفصوص في المركز وفي الأركان تشتمل علي طيور ناشرة الأجنحة.




وأما داخل الغطاء مزين بكتابة بالخط الكوفي المجدول المضفر،وتتوسطها جامة مفصصة مركزية بداخلها خرطوش تحيط به طيور محلقة ، ويحيط بهذا الشريط شريط ضيق به كتابة نسخية بأسم هذا السلطان وألقابه، وعلي حافة الصندوق من أعلي فراغات إحداها تعرف بالمحبرة لوضع الحبر ، والأخرى تعرف بالمرملة كما تعرف بالمتربة أى مكان التراب او الرمل لتجفيف المداد.



وصاحب المقلمة السلطان المنصور محمد بن السلطان المظفر حاجي ابن السلطان الناصر محمد ابن السلطان المنصور قلاوون، جلس علي عرش الملك بعد عمه السلطان الناصر حسن يوم الأربعاء تاسع جمادى الأولي سنة ٧٦٢هجريا ، وكان عمره يومئذ نحو أربع عشرة سنة ولقب بالملك المنصور ، وكان القائم بأمره الأمير يلبغا العمرى الخاصكي.



أسد برونزي 

شهد العصر الفاطمى ازدهاراً في صناعة التحف المعدنية ، وأشار المؤرخون والرحالة الذين زاروا مصر إلى ما كانت تحويه قصور الفاطميين وأسواق القاهرة والفسطاط من تحف ومشغولات معدنية كثيرة ومتنوعة الأشكال والأغراض،ومنها في المتحف الإسلامي تمثال أسد من البرونز من العصر الفاطمى ق6هـ / 12م،وإرتفاعه 21سم وطوله 20سم.



والتمثال فى الأصل رأس نافورة على شكل أسد فى وضع نصف رابض،والفم مفتوح تندفع منه المياه إلى الأمام، وللأسد أذنان مستديرتان وعلى جبهته شريط محفور وعيناه جاحظتان ، وكذلك مقدم أنفه ، ويمتد على صدغيه شاربان كثيفان ، ورجلاه الأماميتان غليظتان وركبتاه بارزتان ، والذنب مضفور يمثل هيئة حبل وينتهى برأس تنين 




والتمثال مجوف من الداخل مصنوع بطريقة الشمع المفقود،حيث صنع تمثال من الشمع بالشكل المطلوب مجسم ، ثم يغطى بطبقة من الطين ويترك حتى بجف تماما،ثم يصب المعدن المنصهر على التمثال فيذوب الشمع تحت الطين وينساب إلى الخارج من فتحات أسفل البدن ، ثم يفرغ جوف التمثال من الطين الجاف ، ويهذب البدن بأدوات يدوية ويزخرف.



صينية شمس الدين 

وهناك في المتحف الإسلامى أيضاً صينية الملك المظفر يوسف بن عمر"،ومصنوعة من النحاس المكفت بالفضة،وصاحبها هو الملك المظفر شمس الدين أبو المحاسن يوسف أبن السلطان الملك المنصور نور الدين عمر بن على بن رسول التركمانى الأصل،وهو ثانى سلاطين أسرة بنى رسول ببلاد اليمن.




ومن المقتنيات العديدة في المتحف المعدنية المنسوبة لسلاطين بنى رسول هذه الصينية،حيث تقول عالمة الآثار الإسلامية الكبيرة أ.د.سعاد ماهر:كان سلاطين بنى الرسول الذين حكموا اليمن من سنة 626هـ / 858هـ - 1229م / 1454م فى معظم الأحيان على وفاق سياسى وعلاقات طيبة مع سلاطين المماليك بمصر منذ منتصف القرن السابع الهجرى،لذلك فقد كانت هذه التحف المعدنية تصنع بإسمهم فى القاهرة،لذلك فهى من الناحية الفنية تتبع الأسلوب المملوكى.




وكانت مثل هذه الصوانى النحاسية تستخدم لحمل الطعام أو للقلل الفخارية المستخدمة فى تبريد مياه الشرب،وهذه الصينية من النحاس وعليها بقايا تكفيت بالفضة ، وبوسطها جامة كبيرة تضم سبع مناطق مستديرة بداخلها رسوم أشخاص وقيل أنها تمثل الكواكب والبروج،وحول هذه الجامة الكبيرة كتابة بخط النسخ، ويتخلل الكتابة جامات بداخلها رسوم أشخاص ، وعلى حافة الصينية سطر كتابة دعائية بخط النسخ بإسم الملك المظفر يوسف بن عمر تتخلل الكتابة الزهرة الخماسية شعار دولة بنى رسول زهرة اللؤلؤ ذات الفصوص الخمسة التى تمثل شعار سلاطين بنى رسول.



ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق