26‏/11‏/2014

بالصور..نرصد مخاطر تهدد الأثار..القمامة والتعديات والمياه الجوفية..وياليت المسئولين ينتبهون



علاء الدين ظاهر / محمود عبد الباقي 

قبل قراءة التحقيق نؤكد في"بوابة أثار مصر"أننا لا نرصد سلبيات فقط ولا نهاجم شخصا بعينه..ولكننا نحاول أن نكشف الستار عن مخاطر تتعرض لها الأثار كخطوة منا لتنبيه المسئولين لها..رغم أنها واقع ماثل أمامهم لكنهم ولأسباب ما قد لا يرونها


لم تكن الأزمة التي أثيرت حول هرم سقارة المدرج وفكرة إنهياره بسبب الترميم الخاطئ ولازال صداها قائما حتي الأن,إلا واحدة من المشاكل والمخاطر التي تتعرض لها الأثار في مصر بمختلف المافظات.ما بين قمامة وتعديات ومياه جوفية,نرصد في هذا التحقيق نماذج من أمثلة عديدة لأثار كثيرة تتعرض لمخاطر عدة والأثار المهددة والمهملة وتتطلب تدخل الوزير والمسئولين عن الأثار 

هرم سقارة
البداية مع هرم سقارة المدرج"زوسر"حيث أثيرت حوله شائعات قوية بأنه مهدد بالإنهيار بسبب الترميم الخاطئ الذي أجري له طوال حوالي 9 سنوات علي يد شركة الشوربجي التي لا تمتلك سجلا في سوابق أعمال الترميم المشابهة,مما عرضها لعدة إتهامات بأنها تعبث بالهرم وتشوه تاريخه,خاصة أنها إستخدمت مواد وأحجار في الترميم تختلف ألوانها تماما عن الأحجار الأصلية للهرم,وهذا الفرق والإختلاف الواضح في الألوان أدي لتشويه المشهد الخارجي للهرم,ناهيك عن التشققات الموجودة بجسم الهرم من الداخل والتي أكد عدد كبير من المرممين وخبراء الترميم أن الشركة عالجتها بطريقة خاطئة مما يهدد بإتساعها وتهديد الهرم خاصة أنها يختلف عن بقية الأهرامات حيث أنه يقع فوق مجموعة من الأنفاق إستخدمت في إنشاء غرف الدفن



ليس هذا فقط,بل وصل الأمر لمنظمة اليونسكو التي أقلقها الأمر مما جعلها تصدر تقرير تحذر فيه من الإهمال الذي يتعرض له هرم سقارة المدرج,والمخاطر التي تهدده جراء الترميم الخاطئ والذي قد يؤدي إلي إنهيار الهرم, وإستندت في ذلك إلي تقرير مبعوث أرسلته للقاهرة في سبتمبر 2011,وهو جورجيو كورتشي الذي كتب في تقريره أن الهرم من الخارج يعاني من عدم صيانته,كما أنه ضمن أعمال الترميم التي أجريت أزيلت الأتربة وبعض الكتل الموجودة فوق جسم الهرم مما يهدده بإختلالات في الوزن خاصة أن هذا تسبب في وجود تجاويف كبيرة مثلت خطرا علي الهرم,إذا وضعنا في الإعتبار أيضا أن أعمال الترميم كانت تسير بسرعة وهو ما أكده تقرير مبعوث اليونسكو

هذا القلق المتصاعد تجاه الهرم قابله مسئولو الأثار بالنفي,حيث أكد الدكتور ممدوح الدماطي وزير الأثار أن الهرم سليم وما يثار عن إنهياره غير صحيح,أما الدكتور يوسف خليفة رئيس قطاع الآثار المصرية إستنكر ما أثارته وسائل الإعلام عن تساقط أحجار الهرم غير صحيح,وأن الترميم مستمر ولن يلتقتوا لأي شائعات تثار حول ذلك خاصة ما قيل عن اليونسكو وأنها أخرجت الهرم من قائمة التراث,وهذا غير صحيح أيضا,فيما قال كمال وحيد مدير عام منطقة آثار الجيزة أن الهرم صامد وترميمه مستمر وتقوم به شركة الشوربجي للمقاولات

أبو الهول وخوفو وخفرع
أبو الهول أيضا هو الأخر يعاني من مشاكل تختلف عن سقارة,حيث تحيط به مياه الصرف الصحي خاصة أسفله,وهو ما أثار حفيظة الأثريين الذين طالبوا الوزارة ومسئوليها بالتحرك لإنقاذه لأنها لا تعدم وسائل ذلك,حيث تمتلك الوزارة المعدات اللازمة للتعامل مع مشاكل أبو الهول وحلها,خاصة أن تلك المشكلة باتت تهدد المنطقة كلها وهو وما يتأكد من الوضع حول متحف مركب خوفو المجاور لهرم خوفو,حيث أن ماسورة الصرف صالحي بعد تهالكها أدت لظهور بقع مياه كثيرة تزداد درجة المياه فيها بمرور الوقت

أما هرم خفرع أصيبت بعض جوانبه للتأكل نتيجة عوامل الطبيعة والتعرية علي مدار سنوات كثيرة جدا ماضية,وهو ما حذر منه الأستاذ الدكتور علي عبد المطلب أستاذ الجيولوجيا النتطبيقية بكلية العلوم جامعة القاهرة,كذلك حذر من تساقط أحجار الهرم من أعلي نقطه به لأسفل,مؤكدا علي أنه لاحظ بالفعل من خلال زيارات عديدة قلم بها للمنطقة,أنه في أعلي قمة الهرم حجر لاحظ خروجه عن مكانه خارج الهرم مسافة تثير القلق وتستوجب الفحص خوفا من سقوط الحجر ليسحب معه أحجارا أخري 

قاهرة المعز
لا أحد يختلف علي أن القاهرة التاريخية أو الفاطمية أو الخديوية أيا ما كان مسماها,تعد واحدة من أهم المناطق التاريخية ليست في مصر كله,بل ربما في العالم لما تمثله من تجمع غني وفريد لمئات المنشأت والأثار الإسلامية التي قاومت الزمن,وشارع المعز شاهد قوي علي ذلك,إلا أن الوضع حاليا"لا يسر عدو ولا حبيب"كما يقول المثل العامي,وذلك لما تتعرض له كل الكنوز التاريخية في المنطقة لمخاطر وإنتهاكات لا حصر لها,تشعر بالحزن عندما ترس مسجد فاطمة الزهراء الذى يحتاج لترميم نتيجة تهدم بعض أجزائه عقب زلزال 1992 الشهير,إلا أن هذا الترميم لم يبدأ حتي الأن بسبب تعقيدات روتينية نتيجة تداخل المسئوليات بين الأوقاف والأثار



ولنا أن نتخيل أن هذا المكان العريق تحول مع كثرة التعديات عليه نتيجة لوقوعه في قلب الكتلة السكنية بالقاهرة,إلي معرض لمحلات الملابس والأدوات المنزلية ومستلزمات البيوت ومحلات الطعام والإكسسوارات,كما أن شارع المعز الذي من المفترض تحوله لأكبر متحف مفتوح للأثار الإسلامية في العالم,بات مرتعا للسيارات التي تسبب أضرارا كثيرة للأثار هناك بما يصدر عنها من عوادم وذبذبات تؤثر علي بنيان المنشأت الأثرية في الشارع,كما تعرضت كثير من المساجد للسرقة خاصة أبوابها جدران العديد من القصور والمساجد الأثرية بالمنطقة نتيجة الإهمال بالتأكل حتي كادت ملامحها التاريخية والأثرية تختفي,ومنها قصر"الين آق الحسامى"في الدرب الأحمر،ومسجد القاضي عبد الباسط ومسجد أحمد المهمدار"ومسجد أصلم السلحدار ومسجد جاني بك"ومسجد أحمد بن طولون ومسجد الماس الحاجب ومسجد السيدة نفيسة



سور مجري العيون
كما يتعرض سور مجرى العيون الذي يعد من الأثار الإسلامية المهمة جدا في مصر,وأكبر وأطول ممر لنقل مياه الشرب في العالم,لتعديات من السكان المجاورين له في منطقة مصر القديمة ورش الجلود والدباغة الملاصقة له تماما,هذه التعديات حولته في كثير من أجزائه إلي مقلب كبير للقمامة يأوي الخارجين عن القانون والحيوانات الضالة,ناهيك عن المواد والمخلفات الكيماوية التي تلقيها مدابغ الجلود علي جدران وأحجار السور,هذا غير بعض السكان المجاورين للسور الممتد الذين حولوا بعض مناطقه لمقاهي بلدي

وهناك ضريح يوسف أغا الحبشى في الدرب الأحمر الذي يحتاج إلي ترميم نظرا لتدهور حالته الإنشائية,بجانب القمامة التي ملأته بشكل كبير ومهين لتاريخه,وهذا ينسحب أيضا علي ضريح"أل طباطبا"أحد أشهر الأثار الباقية من الدولة الإخشيدية,حيث إنتشرت حوله الحشائش نتيجة لإرتفاع مستوي المياه الجوفية والصرف الصحي من المساكن المحيطة به,خاصة أنه يقع أمام مقابر الشافعي,ومشكلة المياه الجوفية موجودة في الضريح منذ عدة سنوات مما أثر علي قبابه التي تهدم بعضها

قايتباي الإسكندرية
ليست أثار القاهرة وحدها التي تعاني من المشاكل والمخاطر,بل إن عشرات بل مئات المناطق الأثرية في المحافظات تعانى إهمالا شديدا وتعديات,وبعيدا عن القاهرة,نجد قلعة قايتباي أشهر أثار الإسكندرية هي الأخري مهددة بمخاطر عدة نتيجة ملاصقتها للبحر تماما,مما أدي لتفاقم أثار الرطوبة والأملاح علي جدرانها,كما أن المنطقة الواقعة أسفل القلعة مهددة لوجود الكثير من الكهوف الفارغة التي بدأت تمتلئ بالماء مما يضاعف المخاطر التي تتعرض لها,كذك فيلا "جوستاف أجيون"التاريخية تتعرض لمحاولات شرسة من بعض الأهالي لهدمها وأقامة عمائر حديثة علي أرضها,رغم أن تاريخ الفيلا يرجع لأكثر من 90 عاما ولو وصل لمئة عام ستصبح أثرا,وهو ما يفسر محاولات هدمها قبل هذا التاريخ

دار إبن لقمان بالدفهلية
وفي الدقهلية نجد دار ابن لقمان صاحبة 1000 عام من التاريخ,حيث نجدها ذات حالة معمارية صعبة ومهددة بالسقوط نتيجة لما شاب عملية ترميمها التي تمت قبل حوالي 5سنوات من أخطاء ومشاكل,أما في الأقصر نجد معبد إسنا الذي تعرضت نقوشة ولوحاته الأثرية للتشويه وكادت يمحي بعضها بسبب كارثة وجود عد من الأهالي يسكنون فوقه,هذا غير الطيور التي باتت لا تجد مقرا لأعشاشها إلا المعبد وأعمدته

منازل رشيد

وفي رشيد نجد أكثر معاني الإهمال والتعديات علي الأثار,حيث تحولت الكثير من منازلها الأثرية ومنشأتها التاريخية إلي مقالب قمامة بمعني الكلمة,هذا غير الباعة الجائلين خاصة الخضر والفاهكة الذين إستحلوا تاريخ أثار رشيد وحولوا المناطق الواقعة أمامها إلي أسواق لبيع منتجاتهم ومقلبا للمخلفات الناتجة عنهم وبضائعهم,كما لم يتورع البعض عن سرقة أثار تلك المدينة الرائعة,أما تل أبومندور الأثرى برشيد يتعرض لإهمال وتعديات كثيرة خاصة بعد تحول مساحات كثيرة منه إلي أراض زراعية,هذا غير أجزاء أخري نتيجة الإهمال وعدم إحاطة التل بسور لحمايته,إنتشرت بها نباتات الصبار والأشواك,هذا غيرعيوب ومخالفات الترميم التي أجريت لمنازل رشيد الأثرية وتكلفت حوالي 200مليون جنيه,مما جعل وزير الأثار السابق الدكتور محمد إبراهيم يحيلها إلي جهات التحقيق لما شاب عمليات ترميمها من فساد ومخالفات,وظهور المياه الجوفية في بعضها,والبعض الأخر تهدده مياه الصرف الصحي 



ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق