23‏/11‏/2014

محسن علي يكتب لنا..الفن وتشويه التاريخ



محسن على
باحث أثري
مفتش اثار بوزارة الاثار
mohsen_mardy2002@yahoo.com



قلما تجد فردا من الوطن العربى لم يشاهد ولو اليسير من الفن المصرى .سواء كان هذا الفن متمثلا فى فلم او مسلسل او غير ذلك من الاعمال .ويعتبر الفن مرآة الامه وضمير عصرها .وكانت لمصر ولا تزال الريادة فى صناعة السينما فى الوطن العربى  منذ زمن بعيد .ومرت الدرامة المصرية باخفاقات لبعض الوقت .ويرجع ذلك لعدة عوامل من ضمنها منافسة الاعمال الدرامية السورية والتركية للدرامة المصرية.وذلك لاستخدامهم مؤثرات بصرية وتقنيات حديثة فى التصوير والاخراج وكتابة السيناريو .ونجد بعض المشاهدين يميلون الى مشاهدت المناظر الطبيعة والابنية الفارهه التى تظهرها لهم مسلسلات تلك البلدان .حيث يميل المخرجون فى هذه الاعمال باظهار بلدانهم فى احسن صورة وكانها واقع مثالى
                                                                                 
وبعد كثير من الاخفاقات تستعيد الدرامة المصرية دورها مرة اخرى . وتعود الى سابق عهدها .والعمل الفنى يسمح للمؤلفين ان يبدعوا ويتفننوا فى صناعتهم .ولكن عندما يكون العمل الفنى يسرد سيرة ذاتية لشخصية تاريخية معروفه .فيجب على القائمين على هذا العمل الفنى بالاطلاع على المراجع التاريخية المختلفة .لكى يستطيعوا ان يكونوا فكرة كاملة عن الشخصيه  التى يقوموا بالكتابة عنها .وللاسف هذا لم يحدث فى مسلسل "كليو باترا ".حيث قام المؤلف باضافة شخصية جديدة لم تكن موجودة فى التاريخ من الاساس .وهى شخصية لص يدعى "كارى "وقام المؤلف بصنع حبكة درامية وجعل الملكة "كليوباترا "تقع فى حب هذا اللص .اليس ذلك تشويها للتاريخ ؟

وعند متابعتك لاحداث المسلسل تجد ان" بطليموس الثانى عشر"والد "كليوباترا"يظهر بلحية وشارب عكس ما هو معرف لشكل بطليموس الثانى عشر .وهذا غير الملابس والاكسسوارات التى ظهرت فى هذا المسلسل وكانت غير معروفة فى ذلك العصر .ولا اريد ان اقول ان غير المصريين ابدعوا الى حد مقبول فى تجسيد تاريخنا بصورة  مبهرة وممتعة ايضا .ومقارنة مسلسل "كليوباترا "بفيلم "كليوباترا"الذى قامت ببطولتة النجمة "الييزبس تيلور"عام 1963 ظهر بمظهر مشرف لصناع الفيلم .واظهر الحضارة المصرية فى ابهى  حللها .واضفى عليها الكثير من الفخامة والغموض الجميل .ورشح هذا الفيلم للكثير من جوائز الاوسكار وحصد منها الكثير ايضا 

والمطلوب من القائمين على هذة الاعمال الفنية احترام عقليه المشاهد وان لا يختلقوا  اى اشخاص او اى احداث  جديده لم تكن موجوده فى الحقيقة .وان يقوموا بعرض الاعمال التاريخية على متخصص فى التاريخ .لابداء ملاحظاتهم فى النواحى التاريخية للعمل والملابس وغير ذلك . ونتغاضى عن ذلك عندما يكون العمل الفنى عمل ملحمى .مثل "عنترة بن شداد" حيث يتناولوا الشخصية باسلوب فنى اكثر منة تاريخى,واتمنى ان يكون هناك رقابة تاريخية من الدولة على تلك الاعمال .وان لا يتم عرض  تلك الاعمال الا بموافقة المختصين

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق