كشف أحمد رفاعي العزب كبير مفتشي اثار المنطقة الشمالية بالقرنة أن الرقص بالعصا (التحطيب) فى مصر القديمة كان يعد أحد أساليب التأمل الحركى,وأشار إلي أن أحد النقوش من مقبرة "خيرويف" (Kheruef) بالعساسيف البر الغربى الأقصر علي قدر كبير من الجمال ويمثل الأصل لرقصة "التحطيب" الصعيدية الشهيرة,وكان الرقص فى مصر القديمة أحد أساليب التأمل الحركى(dynamic meditation) و الذى يهدف للوصول الى التوازن بين الأجسام الأربعة (الجسم المادى , و العقلى , و العاطفى , و الروحى),وطالما كان الفص الأيسر للمخ فى حالة نشاط فان الانسان يكون مستغرقا فى العالم المادى و منفصلا عن عالم الباطن , و التأمل هو وسيلة الاتصال بعالم الباطن و هذا الاتصال لا يحدث الا اذا حدث توازن و تناغم بين الأجسام الأربعة
ويكون التأمل أحيانا بمجرد الصمت و الاستغراق فيه و التوقف عن التفكير (باستخدام الفص الأيسر للمخ) لاتاحة الفرصة للفص الأيمن للمخ لينشط و يقوم بعمله و هو الحدس و الالهام و الرؤى و الوحى .و يكون التأمل أيضا باتباع تكنيك معين فى التنفس لتنظيمه بشكل ايقاعى , و يكون أيضا باستخدام التنفس الايقاعى مع الموسيقى و الرقص , و يكون الرقص بالعصا أو بدون عصا,واعتمدت الصوفية المصرية على أساليب التأمل و منها التأمل الحركى فكانت الموسيقى و الغناء و الرقص أحد النشاطات التى تمارس فى المعابد المصرية لأن الرقص فى مصر القديمة كان مرتبطا بالذكر
وقد ابتكر قدماء المصريين (و هم أصل الصوفية) الذكر و الحضرة و السماع كأساليب للتأمل و الوصول الى التناغم و التوازن بين الأجسام الأربعة , فالحركات الايقاعية التى يقوم بها الذاكر مع تنظيم التنفس تؤدى به الى حالة من حالات الوعى تسمى "الوجد" يغيب فيها الصوفى عن جسده,ويتصل بالعالم الآخر و يتذكر ماضيه الكونى الذى تقصله عنه نشاطات الحياه اليومية , و لذلك سمى ذكر لأن الانسان يتذكر فيه ماضيه و أصله فى عالم الروح,وتحتاج رقصة العصا (التحطيب) بالذات الى مهارة شديدة و تناغم بين الجسم و العقل و القلب و الروح أيضا ليستطيع الانسان التحكم فى كل الحركات و يأتى بها بالشكل المطلوب
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق