علاء الدين ظاهر
في حياة كل منا هناك شخصيات مؤثرة في تاريخه ولهم فضل في مسيرته،والبارون إمبان الذي بني ضاحية مصر الجديدة وعلامتها المميزة قصر البارون وتتضمن مسيرته عددا من الأشخاص الذين ساعدوه علي تحقيق حلمه وكانت لهم بصمة علي المنشآت التي أقامها في ضاحية مصر الجديدة وعلي رأسهم المهندس ألكسندر مارسيل،ونستعرض هنا أبرز 3 منهم بخلاف مارسيل.
حكاية المصري الوحيد
المهندس المصري الوحيد في فريق تصميم شركة سكك حديد مصر الكهربائية وواحات هليوبوليس ..حبيب يوسف عيروط"1876-1956"وهو ينتمي إلي عائلة من المهندسين المعماريين..بعد أن أنهي عيروط دراسته في باريس وبحلول عام 1900 شغل مناصب مهمة في مجال السكك الحديدية والخدمات البريدية المصرية,ومنذ عام 1906 ساهم في بناء ضاحية مصر الجديدة لفترة إمتدت لأكثر من 20 عاما
وقد كان حريصا بشكل خاص علي تخطيط وتصميم المباني بشكل يتماشي مع الطابع المحلي للضاحية وكان مسئولا عن تنفيذ العديد من المساكن البسيطة المتواضعة ولكنها في الوقت ذاته جيدة التصميم كما وفرت تلك المساكن حياة جيدة وصحية لبعض السكان البسطاء ممن أقاموا بمصر الجديدة من عمال وحرفيين
وإستكمل إثنان من أبناء عيروط وهما المهندس ماكس والمعماري تشارلز أعمال والدهما في بنا ضاحية مصر الجديدة والتي تدين لهما بالكثير من مبانيها ذات طراز الأرت ديكو المميز والتي تمت إضافتها في فترة لاحقة .
إبن رئيس الوزراء
ولد بوغوص نوبار باشا"1851-1930"في إسطنبول وهو إبن نوبار باشا رئيس وزراء مصر لثلاث مرات،وتلقي بوغوص تعليمه في باريس حيث جمعت حياته بين الهندسة وإدارة الأعمال ونظرا لأصوله الأرمينية فقد أولي إهتماما كبيرا بالقضايا القومية للأرمن،وفي الفترة من 1878 -1898 كان يعمل مديرا للسكك الحديدية المصرية كما ساهم في تطوير المشاريع العقارية الكبري في جميع أنحاء الإسكندرية,علاوة علي ذلك فقد كان مديرا لشركة ترام القاهرة التي أنشأها البارون إمبان، وفي عام 1905 تم شراء حوالي 6000 فدان من الصحراء لبناء ضاحية مصر الجديدة،وذلك بتمويل مشترك من بوغوص باشا
والبارون إدوارد إمبان،وبعد ذلك أصبح بوغوص نوبار نائب رئيس ومدير شركة سكك حديد مصر الكهربائية وواحات هليوبوليس،كما قام بتأسيس الجمعية العممية الخيرية الأرمينية بالقاهرة عام 1906،وقد غادر مصر في عام 1913 لتبني أمور القضية الأرمينية،حيث قام بتمثيل أرمينيا في معاهدة سيفر،وكان لدي بوغوص نوبار باشا وزوجته الأميرة ماري داديان قصر كبير تم بناؤه في هليوبوليس علي بعد مئات الأمتار من مقر إقامة إدوارد إمبان.
صاحب الإسم المجهول
أحد المهندسين المعماريين المشاركين في إنشاء ضاحية مصر الجديدة،والذين بقيت أسماؤهم مجهولة لوقت كبير،حيث عرف كأحد مساعدي أكساندر مارسيل،وتخرج جورج كلوسون المهندس المعماري الفرنسي 1865-1949 في كلية الفنون الجميلة عام 1893،وعلي الرغم من أنه لم يحظ بجانب من التقدير،إلا أنه كان يعمل في مصر بين عامي 1907و1910،حيث كان علي الأرجح حلقة الوصل بين مكتب التصميم في باريس والجهة المنفذة في مصر الجديدة.
وإنحصرت معظم أعمال كلوسون غالبا في التصاميم الهندسية المنسوبة لمارسيل عدا حالة واحدة فقط،والتي يرجح فيها أن التصميم ينسب لكلوسون علي الرغم من عدم وجود ما يثبت ذلك،ألا وهو ذلك المبني الذي شيد عام 1910 علي طراز الفن الحديث وبدون أية لمسات شرقية تقليدية،الأمر الذي يدلل علي أن شركة هليوبوليس قد فضلت منذ البداية التنوع في منشأتها عن الطرز المعمارية الموحدة،ولعل من أشهر أعمال كلوسون ذائعة الصيت كنيسة دورمان في فرنسا والتي تخلد ذكري معارك المارون.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق