علاء الدين ظاهر
تحل غداً السنة المصرية القديمة وهي 6262 سنة أو عيد النيروز أو عيد الشهداء أو عيد السنة القبطية،وهى كلها مسميات نابعة من التقويم المصرى القديم الذى تحتفل به مصر في 11 سبتمبر من كل عام وهو عيد السنة المصرية القديمة،وكشف لنا حكايته مجدي شاكر الباحث والخبير الأثري.
تابع شاكر:هو أقدم وأول وأدق وأطول تقويم شمسى عرفته البشرية 6262سنة، وكما كان النيل ملهما للمصرى فى تعلم الزراعة والحساب والبعث والخلود،كان كذلك بالنسبة لإبتكار أول تقويم فى البشرية،وكان مصدرا أخذت منه التقاويم اللاحقة وإستمر فى السنة الزراعية او مايعرف خطأ باسم السنة القبطية ما يسمى بتقويم الشهداء.
وإستمرت نفس أسماء الأشهر من توت وبابة وأمشير وطوبة وغيرها كما هى،وما زال الفلاح فى الريف يمارس زراعة محاصيله وفقا لهذا التقويم المصرى القديم، الذى لا تتغير مواسمه أو اسماء شهوره المستمدة من أسماء معبودات وأعياد مصرية قديمة، بل إن هذا التقويم استمر حتى عهد الخديوي إسماعيل وكان يسمى بالتقويم التوتى، حتى طلب منه صندوق الدين آنذاك وإنجلترا إلغائه وإستبداله بالتقويم الميلادى،لأن الموظفين كانوا يتقاضون شهر زيادة فى مرتباتهم.
وكانت السنة المصرية القديمة تبدأ بشهر توت نسبه للمعبود تحوت معبود العلم والمعرفة وهو الشهر الرابع لموسم الفيضان، حيث كان هناك مرصد فلكي في مدنية منف الأن يحدد اولى علامات الفيضان عندما تشرق بوضوح نجمة الشعري اليمانية (سوبديت) في السماء مع بدأ الفيضان ثم تحترق مع ظهور الشمس بما يسمى بالاحتراق الشروقى .
وكان الاحتفال برأس السنة من أقدم التقاليد التي ظهرت في مصر القديمة وكان احتفالهم بعيد رأس السنة في الليلة الأولى من شهر توت، وقد أمدتنا المناظر المنقوشة على جدران سلم الصعود إلى معبد دندرة، وسقف مقبرة سنموت في الدير البحري، بما يدل على أن الاحتفال كان يقام في المقصورة العلوية الموجودة فوق سطح المعبد حيث يضع الكهنة تمثال المعبودة حتحور معبودة الموسيقى والحب والجمال ليتلقى أول أشعة للشمس فى العام الجديد
وكان يصاحب ذلك عمل الكعك والفطائر، وانتقلت بدورها من عيد رأس السنة لتلازم مختلف الأعياد التي جعل لكل منها نوع خاص به، وكانت الفطائر مع بداية ظهورها في الأعياد تزين بالنقوش والطلاسم والتعاويذ الدينية.
وكانت طريقة احتفال المصريين به تبدأ بخروجهم إلى الحدائق والمتنزهات والحقول يستمتعون بالورود والرياحين، تاركين وراءهم متاعب حياة العام وهمومه في أيام النسئ الخمسة المنسية من العام، ومن الحياة حيث كانت سنتهم تقسم لأثنى عشر شهر كل شهر ثلاثون يوم ٣٦٠ يوم فقط والأيام الخمسة الباقية تسمى الشهر الصغير أو ايام النسئ تستمر احتفالاتهم بالعيد خلال تلك الأيام الخمسة، التي أسقطوها من التاريخ ،خارج بيوتهم وكانوا يقضون اليوم في زيارة المقابر، حاملين معهم سلال الرحمة كتعبير عن إحياء ذكرى موتاهم كلما انقضى عام، ورمزا لعقيدة الخلود التي آمن بها المصريون القدماء.
وكان سعف النخيل الأخضر من النباتات المميزة للأعياد وخاصة رأس السنة الجديدة لأنه يخرج من قلب الشجرة فكانوا يتباركون به ويصنعون منه ضفائر وأشكال يضعونها على أبواب منازلهم ويحمله الشباب فى رقصاتهم ويوزعون التمر الجاف على أرواح موتاهم.
كما كانوا يقدمون القرابين للآلهة والمعبودات في نفس اليوم لتحمل نفس المعنى، ثم يقضون بقية الأيام في الاحتفال بالعيد بإقامة حفلات الرقص والموسيقى ومختلف الألعاب والمباريات والسباقات وسائل الترفيه والتسلية العديدة التي تفننوا في ابتكارها.
ومن أكلاتهم المفضلة في عيد رأس السنة "بط الصيد" و "الأوز" الذي يشوونه في المزارع، والأسماك المجففة التي كانوا يعدون أنواعاً خاصة منها للعيد،أما مشروباتهم المفضلة في عيد رأس السنة فكانت "عصير العنب" أو "النبيذ الطازج" التخمير حيث كانت أعياد عصر العنب تتفق مع أعياد رأس السنة، ومن العادات التي كانت متبعة خاصة في الدولة الحديثة الاحتفال بعقد الزواج مع الاحتفال بعيد رأس السنة، حتى تكون بداية العام بداية حياة زوجية سعيدة.
كما كانت تقام أعياد ختان الأطفال ومن التقاليد الإنسانية التي سنّها المصريون القدماء خلال الأيام الأعياد أن ينسى الناس خلافاتهم وضغائنهم ومنازعاتهم، فتقام مجالس المصالحات بين العائلات المتخاصمة، وتحل كثير من المشاكل بالصلح الودي والصفح وتناسي الضغائن.
كما شهد عيد رأس السنة لأول مرة، استعراض الزهور "كرنفال الزهور" الذي ابتدعته كليوباترا ليكون أحد مظاهر العيد عندما تصادف الاحتفال بعيد جلوسها على العرش مع عيد رأس السنة،وعندما دخل الفُرس مصر احتفلوا مع المصريين بعيد رأس السنة وأطلقوا عليه اسم "عيد النيروز" أو "النوروز".
ومعناه باللغة الفارسية "اليوم الجديد" وقد استمر احتفال الأقباط به بعد دخول المسيحية وما زالوا يحتفلون به حتى اليوم كما ظلت مصر تحتفل به كعيد قومي حتى العصر الفاطمي حيث كان المسحييون يوزعون التمر الذى يرمز لونه لدماء السيد المسيح والنواة لصلابة أيمانهم والجوافة لصفاء القلب باللون الأبيض.
واضاف شاكر:وتأكيدا للهوية الوطنية المصرية نتمنى أن تكتب السنة المصرية القديمة بجانب الميلادية والهجرية والقبطية على وسائل أعلامنا وفى جرائدنا وسبورة المدرسة لكى يدرك أولادنا قدم وعظمة هذه الأمة التى علمت الدنيا كلها،ونرى أن يتم الاحتفال فى هذا اليوم بوضع الرموز الشهيرة المصرية القديمة مثل مفتاح الحياة وزهرة اللوتس والبردى فى وسائل الأعلام والميادين وأن يقام مؤتمر عالمى يشرح عبقرية الأجداد فى أختراع أول تقويم فى البشرية
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق